الثلاثاء 11 يونيو 2024

قبل موقعة «صلاح الدين».. يوسف زيدان تاريخ من الجدل

22-5-2017 | 14:24

كتبت - زينب عيسى

لا تكاد تهدأ الأجواء من معاركه الجدلية، إلا ويجددها الكاتب والمفكر يوسف زيدان بتصريحات تخلق انقساما داخل المشهد الثقافي المصري، ما بين رافض لتشويه الرموز التاريخية ومؤيد لفكرة عدم التقييد على حرية الرأي.

ومعركة "زيدان" الأخيرة والتي صرح فيها أن القائد صلاح الدين الأيوبي كان حقيرا وقام بجرائم في حق الفاطميين، وزاد في منشور له على "الفيس بوك" بأن القائد التاريخي كان أعرجا وذو وجه مشوه، جددت غضب البعض منه، خاصة إنها مناطق شائكة تتصل بشخصيات وأحداث تاريخية مستقرة في ذهن الكثيرين، وإذ به يعصف بها بما خلق بلبلة سواء بين رجال الدين أو المثقفين.

كما أثار موجة من السخط والانتقادات الكبيرة تصدرها عشرات من الأكاديميين الذين شنوا هجوما عنيفا عليه، في معركة لم تهدأ نيرانها بعد.

ومعركة "صلاح الدين" سبقتها كثير من التصريحات الصادمة والمقولات كان آخرها العام الماضي خلال مشاركته بمهرجان "ثويزا" بالمغرب، حول عرب شبه الجزيرة العربية حين وصفهم "بسراق الإبل"، ومن أكثر المقولات الشائكة التي خلقت صداما بين "زيدان" والمؤسسة الدينية، حين صرح أن لا وجود لمعجزة الإسراء والمعراج بالمفهوم الدارج اليوم، معتبرا أن المسجد الأقصى ليس القائم في فلسطين الآن، ولا يمكن أن يكون كذلك، وليس أحد القبلتين، ثم عرج على تاريخ المسيحية، مؤكدا من وجهة نظره أن الديانة المسيحية لم تكن موجودة عام 70 ميلادية، ولم يكن هناك "أناجيل".

وأثارت رواية "عزازيل" حين صدورها عام 2008، ضجة كبيرة أثارت جدلا واسعا حيث اعتبرها البعض تطاولا على المسيحية، نظرا لأنها تناولت الخلافات اللاهوتية المسيحية القديمة حول طبيعة المسيح ووضع السيدة العذراء، كما يري "زيدان" أن المسجد الموجود في مدينة القدس بفلسطين، ليس هو المسجد الأقصى المذكور في القرآن الكريم، وأن الذي بناه هو عبد الملك بن مروان في العصر الأموي، والصراع على المسجد الأقصى لعبة سياسية.

ومن ناحية أخرى، جاءت تصريحاته حول التقويم الهجري صادمة ومستغربة من قبل الكثيرين، حين قال إن هناك شهرًا هجريا تم حذفه من الشهور المتعارف عليها بما سبب فوضى كبيرة في التقويم الهجري، وأن التاريخ الهجري أصيب بحالة خلل بعد حذف الشهر، ولم يعد رمضان هو الشهر الحقيقي الذي يعرفه الجميع، وتخللت معاركه الصدامية مقوله أتهم فيها القائد عمر بن العاص أنه صلى بالصحابة كعمر وأبي بكر رضي الله عنهما، حين أرسله الرسول الكريم في معركة ذات السلال.