عشية الغزو الأمريكي لأفغانستان في عام 2001، وجه دبلوماسي كبير في حركة طالبان تحذيراً قائلا إن "أفغانستان مستنقع.. يدخل الناس هنا وهو يضحكون ويخرجون وهم مصابون".
واليوم تسابق الولايات المتحدة، التي أطاحت بطالبان من كابول في غضون أسابيع، الزمن لإخلاء العاصمة بعد سيطرة الجماعة المتشددة عليها أمس الأحد أسرع بكثير مما توقع أحد.
وسيطرت مشاهد الفوضى على مطار كابول اليوم الاثنين، مع ورود أنباء عن سقوط عدد من القتلى بين الحشود المتجمعة في المطار بعد يوم من فرار الرئيس أشرف غني من البلاد.
ويبدو الآن أن حركة طالبان المتشددة في وضع أقوى على المسرح العالمي مما حققته في أي وقت مضى خلال حكمها الذي استمر خمسة أعوام وانتهى بعد الغزو الأمريكي في أعقاب هجمات 11 أيلول/سبتمبر الإرهابية. في ذلك الوقت، كانت طالبان لا تزال تقاتل أمراء حرب مختلفين ولم تعترف بحكومتها إلا ثلاث دول فقط، هي باكستان والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، لفترة قصيرة. ولم يتم مطلقا تصوير زعيمها في ذلك الوقت.
أما الآن، فيتم الترحيب بممثلي طالبان من بكين إلى موسكو ، حيث وصفهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الشهر الماضي بأنهم "أشخاص حكماء".
وأصبح لدى الجماعة حاليا وجود على وسائل التواصل الاجتماعي وفريق إعلامي يتجاوب ويقول كل الأشياء الصحيحة.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن الحركة قولها في بيان خلال عطلة نهاية الأسبوع إنها تريد تشكيل حكومة شاملة وأنها لن تنتقم من المعارضين السياسيين"والدبلوماسيون آمنون ولن يواجه المستثمرون مشكلات: "لا يجب أن يقلق أحد بشأن حياته ".
وقال الملا عبد الغني بارادار، نائب زعيم طالبان اليوم الاثنين "لا يجب أن نظهر التكبر.. الآن هو وقت اختبارنا في كيفية خدمة وتأمين شعبنا وضمان حياتهم الجيدة ومستقبلهم بأفضل ما لدينا من قدرات."