السبت 18 مايو 2024

الرجال الأكثر عرضة له.. أسباب الإصابة بالعشى الليلي وكيفية علاجه

العشى الليلي

تحقيقات17-8-2021 | 15:18

دنيا ممدوح

من الطبيعي أن الإنسان لا يرى في الليل بوضوح، ولكن الأمر الغريب أنه دائمًا لا يرى أي شيء في الليل تمامًا، حتى في الإضاءة الخافتة، وهذا يُسمى مرض العشى الليلي، وهو مرض يُسبب عدم القدرة على الرؤية بوضوح، في الظلام، والإضاءة الخافتة، وهو مرض وراثي في الأساس، وهو نوع من أنواع ضعف البصر، ولكن إذ تطور هذا الحال، سوف يُصاب الشخص المُصاب بهذا المرض بالعمى.

الرجال أكثر عرضة

وفي هذا السياق، قال الدكتور شريف جمال الدين، طبيب عيون، إن مرض العشى الليلي، هو عبارة عن خلل في أطراف الشبكية، يؤدي إلى عدم الرؤية في الليل.

 وأوضح في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"،  أن شبكية العين لها جهازان، كلًا مِنهما له دور، فهناك جهاز للشبكية، يعمل صباحًا، وجهاز أخر يعمل ليلًا، وأن الجهاز الذي يعمل ليلًا أطرافه بها خلل، وتلف، فلا تعمل، وبالتالي لا يرى الشخص أي شيء ليلًا، ولكنه صباحًا يرى كُل شيء برؤية واضحة.

 وأشار إلى أن هذا المرض، لا يوجد عِلاج له حتى الآن، ولكن يوجد بعض الأخبار عن بداية وجود علاج، لنوع واحد فقط من أنواع هذا المرض، وليس كل أنواعه، وهذا العلاج، يكون من خلال حقنة تُعطى للشخص المُصاب، ولكن يجب أن تُعطى له في سن مُبكُر، وتعمل هذه الحقنة على، تغيير تركيبة جين الجهاز الليلي للشبكية، وتُصلِح التلف الذي به، وتجعل الشخص يرى بوضوح.

 وأضاف إنه مرض نادر، ليس مُنتشِر، ولا يُمكِن الخوف مِنه، لأنه مرض وراثي، يأتي نتيجة تزاوج الأقارِب، وإنه مِن كل عشرة ألاف شخص في شخص مُصاب بهذا المرض، وإن الشخص المُصاب بهذا المرض، يكون مولود به، ولكن تأثيره يتزايد ويشتد في سن 16/17، وأنه مرض يُصاب به الرِجال أكثر مِن النساء.

وعن أعراض هذا المرض، قال إن المُصاب أنه في الليل وبعد آذان المغرب، لا يرى أي شيء تمامًا، وإذ تطور هذا المرض، لا يرى الشخص المُصاب أي شيء نهارًا أيضا وليس ليلًا فقط، وأن في حالات نادرة،  يتطور المرض ليُصيب الشخص بالعمى، ولكن المُعظم يعيش حياته برؤية بنسبة 50% وهى نسبة ضعيفة، نظرًا لأنه لا يرى ليلًا، وفي سبيل ذلك، يجب تجنُب الخروج ليلًا، حيثُ تكون الرؤية مُنعدمة، فتزداد الخطورة، ويُفضل الخروج نهارًا

 وأوضح أنه لكي يتم القضاء على هذا المرض، يجب التوعية والتحذير من زواج الأقارب، لأن هذا المرض وراثي، ويأتي مِن خلال طريقة واحدة وهو زواج الأقارِب، وضرورة عمل أبحاث، وفحوصات للزوجين قبل الزواج، للتأكد من سلامة صحتهما، وأن زواجهما، لا ينتُج عنه أي أخطار.

وقالت الدكتورة نصار حسن، أخصائي طب وجراحة العيون بمستشفى معهد ناصر، إن مرض العشى الليلي يحدث للصغار بنسبة كبيرة عن الكبار نتيجة سوء التغذية وعدم وجود العناصر الغذائية اللازمة للجسم، وهو مرض يُصيب العين، ويُسمى «اِلتهاب الشبكية الصبغي»، ويُصيب بالتحديد منطقة الشبكية.

 

لا علاج رسمي

ومن جانبه، قال الدكتور إيهاب سعد عثمان، أستاذ طب وجراحة العيون بالقصر العيني، جامعة القاهرة، إن مرض العشى الليلي، هو عُبارة عن اِختلال في توزيع الصبغة الموجودة في طبقة الشبكية، وبالتالي حدوث تلف في الخلايا العصبية، التي تقوم بدورها باِستقبال الضوء، وأنه مرض وراثي، من الممكن أن ينتقل من شخص لآخر في نفس العائلة.

 وأضاف عثمان في تصريحات خاصة لـ "دار الهلال"، أن أعراض هذا المرض تظهر في سن مُبكر، عند فئة المراهقين والشباب، وأن أعراضها تتمثل في، صعوبة الرؤية في الليل، واِختفاء الرؤية الجانبية، ولكنهم اِعتادوا العيش في الظلام ليلًا ، ولكن ما تُشكل لهم صعوبة كبيرة هو تدهور الرؤية الجانبية، لأنها تُسبب لهم صعوبة في الحركة.

 وأوضح أن هذا المرض وراثي، ويختلف نمط التوارث، من حالة إلى أخرى، ويمكن إعطاء النصائح لأفراد العائلة المُصابة، حول نقطة تزاوج الأقارب، الذي يتم بين كثير من العائلات واِحتمالية إصابة الأطفال بهذا المرض.

 وأكد أنه يمكن لأخصائي الشبكية، أن يقوم بتشخيص هذا المرض، من خلال اِستخدامه لجهاز تنظير العين، لرؤية الشبكية بوضوح،  ويستطيع مشاهدة بقع صبغية،  مُنتشرة على الشبكية، ولكن في بعض الأحيان، تكون العين مُصابة، بدون أن تظهر هذه البقع في الشبكية.

 وأشار أنه تم إجراء دراسات عديدة، حول معرفة سبب وجود هذا المرض، والنتيجة أن الخلايا المسئولة عن الرؤية في الليل، هي التي تتأثر أكثر، وتم ملاحظة ضيق في الأوعية الدموية وهذا يؤثر على اِنخفاض معدل إمداد الشبكية بالدم اللازم لتغذيتها، وبالتالي قوتها تكون ضعيفة ولا تؤدي وظيفتها على أكمل وجه.

 وأوضح أنه لا يوجد علاج لهذا المرض حتى الآن، ولكن هناك فحوصات وأبحاث عديدة تُجرى سنويًا، بهدف التوصل لعلاج لهذا المرض، وأنه يجب على المُصابين بهذا المرض، أن يتم عرضهم دائمًا لأخصائي،  حتى يخبرهم بالتطور الطبي لهذا المرض، ويخبرهم ببعض الاِقتراحات التي تُساعدهم، على الحياة بشكل طبيعي، وكما ذكر أن هذا المرض، هو مرض وراثي في الأصل، فإن الفحوصات الطبية في البداية، يُمكن أن تكشف هذا المرض في سن مُبكر، وأخذ حذرهم من هذا المرض.

 وأضاف أنه، في حالة اِكتشاف هذا المرض عند الأطفال، فيجب توجيههم الوجهة التعليمية المُناسبة لقدرتهم البصرية، حتى لا يضعف بصرهم أكثر، مما يؤدي إلى عدم تعليمهم بطريقة طبيعية، وفي حالة اِكتشاف المرض، عِند كِبار السن، فأنهم سوف يتجنبوا، قيادة السيارات ليلًا لأن في الليل تنعدم لديهم الرؤية تمامًا، مما يُعرضهم ذلك للخطر، وعدم التزاوج من عائلة مُصاب أحد أفرادها بهذا المرض.

الاكثر قراءة