الجمعة 27 سبتمبر 2024

كاهن بالفاتيكان يحسم الجدل بشأن فتح قنوات اتصال مع طالبان

كاهن بالفاتيكان : يجب فتح قنوات اتصال مع السلطة الجديدة بأفغنستان ولكن الحوار مع طالبان معقد للغاية

عرب وعالم17-8-2021 | 18:14

طانيوس تمري

بعد استيلاء حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابول رأى كاهن إيطالي بدولة الفاتيكان  أنه من الضروري إيجاد قناة للحوار مع السلطة الجديدة في أفغانستان. 

وفقال رئيس جمعية "من أجل أطفال كابول"، الأب ماتّيو سانافيو، إن التضامن لا ينبغي أن يتوقف خصوصا في زمن الجائحة، مبيناً أن هذه التطورات المفاجئة حصلت في أفغانستان في وقت تعاني فيه البلاد من جائحة كوفيد ١٩، والتي أوقفت كل النشاطات الاجتماعية والإنسانية التي تقوم بها المنظمات والجمعيات الأجنبية العاملة على التراب الأفغاني.

ووفقاً لإذاعة الفاتيكان، وصف الأب سانافيو الأنباء الواردة من العاصمة بـ السلبية للغاية، وقال إن المدينة تعيش اليوم حالة من الفوضى العارمة، فيما يسعى المواطنون الأجانب إلى مغادرة البلاد، ما يعني أن كل النشاطات الخيرية والإنسانية التي كانت تُقام سابقاً عُلقت حتى إشعار آخر.

ثم عبّر الكاهن الإيطالي عن أمله بأن تُستأنف برامج المساعدات في القريب العاجل، لكنه لم يُخف قلقه إزاء حالة الظلام التي تعيشها البلاد اليوم، ومع ذلك لا بد من التفاؤل ببصيص أمل يشع في الأفق، كي تتمكن الجمعية من استئناف نشاطاتها الإنسانية لصالح الأطفال المعوقين في العاصمة كابل، التي عادت لتسيطر عليها حركة طالبان تماما كما كان الوضع قبل العام ٢٠٠١ وبعد عشرين سنة من التواجد العسكري الأجنبي.

وفي سياق حديثه عن عمل جمعية من أجل أطفال كابل، قال الأب سانافيو إن الجمعية موجودة في العاصمة الأفغانية منذ العام ٢٠٠٦، وهي بالتالي تتمتع بخمس عشرة سنة من الخبرة في هذا المجال. وقد أبصرت النور في العام ٢٠٠١ على أثر النداء الذي أطلقه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني وقال فيه أنقذوا أطفال كابل، وذلك في رسالته الميلادية، فتفاعل الأب جانكارلو براڤيتّوني مع نداء البابا فويتيوا وتواصل مع عدد من الجمعيات الرهبانية، وتجاوبت أربع عشرة جمعية مع المشروع، وتقرر جمع الأطفال الضعفاء، أي المعوقين، من أجل مساعدتهم.

وأضاف الكاهن الإيطالي أنه على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية تم إنشاء مدرسة للأطفال المعوقين، ومن بينهم من يعانون من متلازمة العته وإعاقات ذهنية، ويحتاجون للانخراط في المدارس العادية. وبعد سنة صعبة جداً بسبب الجائحة، التي أدت إلى إقفال المدرسة وإعادة فتحها مرات عديدة، تم فتحها نهائياً لأسبوعين خليا.

وأوضح أن التصعيد الذي شهدته كابول أرغم القائمين على المدرسة على الإغلاق مجددا، وعبر عن أمله بأن تستأنف المدرسة نشاطاتها بعد أشهر قليلة، على الرغم من أن مجريات الأحداث لا تبعث على التفاؤل.

وخلص رئيس جمعية من أجل أطفال كابول إلى القول، إنه لا بد من النظر إلى نمط عمل القيادة الجديدة في البلاد لاسيما كيفية تعامل حركة طالبان مع الجمعيات الخيرية والإنسانية، فـيبدو أنهم لا ينوون وقف النشاطات التربوية والاجتماعية، لكن الحوار مع هؤلاء الأشخاص يبدو معقداً وصعباً، أقله في  الوقت الراهن.