لأول مرة على الإطلاق، أعلنت حكومة الولايات المتحدة عن نقص المياه على نهر كولورادو، التي تُعدّ مصدر الحياة للملايين في الجنوب الغربي.
ويرجع سبب نقص المياه إلى أن الجفاف ضرب سد هوفر في الولايات المتحدة، حيث انخفض أكبر خزان للولايات المتحدة إلى أدنى مستوى في التاريخ.
وتأتي تخفيضات الإمدادات التي أمرت بها وكالة المياه الفيدرالية الآن مع تصريف بحيرة ميد، الخزان الرئيسي للنهر والأكبر في الولايات المتحدة بمعدل ينذر بالخطر.
وربط المسؤولون الجفاف التاريخي بتغير المناخ حيث أعلنوا عن خفض إمدادات المياه أمس، فيما يعتمد حوالي 40 مليون شخص في الولايات المتحدة والمكسيك على النهر للحصول على المياه.
وبحيرة ميد، التي تم إنشاؤها بالقرب من لاس فيجاس بعد بناء سد هوفر، تزود ولاية أريزونا ونيفادا وكاليفورنيا والمكسيك بالمياه، و البحيرة الآن في أدنى مستوى لها منذ أن تشكلت لأول مرة في الثلاثينيات، ومن المتوقع أن تؤثر هذه الجولة الأولى من قطع إمدادات المياه الناجمة عن النقص بشكل رئيسي على المزارعين في ولاية أريزونا بدءًا من يناير، ومن المتوقع أيضًا أن تقلص ولاية نيفادا استخدامها من المياه اعتبارًا من العام المقبل، لكن مسؤولي الولاية يقولون إنهم خفضوا بالفعل إمدادات المياه.
ويتم إجراء المزيد من التخفيضات في العام المقبل إذا استمر مستوى بحيرة ميد في الانخفاض، ويتوقع مسؤولو المياه الفيدراليون أنه بحلول نهاية عام 2020 ، ستكون سعة الخزان 34٪.
وقال نائب مفوض مكتب الاستصلاح، كاميل توتون، في مؤتمر صحفي يوم الإثنين، "إن قرار تفعيل قطع المياه لم يُتخذ على محمل الجد "، مضيفا: "إن الإجراءات الإضافية ستكون ضرورية على الأرجح في المستقبل القريب للغاية، ويعاني معظم غرب الولايات المتحدة من جفاف تاريخي متعدد السنوات".
وحسب مانشرت شبكة "بي بي سي" البريطانية، حذر تقرير للأمم المتحدة صدر الأسبوع الماضي من أن موجات الجفاف تزداد تكرارا وأكثر حدة مع ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، حيث وجد مؤلفو التقرير أن حالات الجفاف التي تحدث عادةً لمدة 10 سنوات تحدث الآن بمعدل تكرار أكبر بنسبة 70%.
وليست كل حالات الجفاف ناتجة عن تغير المناخ، ولكن الحرارة الزائدة في الغلاف الجوي تسحب المزيد من الرطوبة من الأرض وتزيد من سوء حالات الجفاف.
يشار إلى أنه ارتفعت درجة حرارة العالم بالفعل بنحو 1.2 درجة مئوية منذ بدء العصر الصناعي، وستستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تقم الحكومات في جميع أنحاء العالم بإجراء تخفيضات حادة في الانبعاثات.