يُعدّ يومي الجمعة والسبت، أيام راحة لدى المصريين من عناء العمل خلال الأسبوع، ومن ثم يتجه الناس إلى استغلال ذلك الوقت في الخروج إلى مناطق التنزه، لقضاء وقت ممتع مع أصدقائهم أو أسرهم أو وسائل أخرى للترفيه.
ومن هذا المنطلق اتجهت أنظار مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إلى نشر نظرة الإسلام إلى أيام الراحة، وكيف يمكن للفرد أن يروح عن نفسه دون الوقوع في معصيه أو الخروج عن شرع الله، موضحين الآداب والضوابط.
وقال مركز الأزهر، خلال صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن الشريعة الإسلامية اتسمت بالتكامل والتوازن، موضحين أنها اعتنت بحاجات الإنسان الجسدية، ولم تغفل الاحتياجات النفسية والروحية، وكما جعلت أوقاتًا مخصوصة لكثير من الطاعات؛ فإنها أباحت الترويح الذي لا يتنافى وآداب الإسلام؛ وقد قال سيدنا رسول الله ﷺ لسيدنا حنظلة رضي الله عنه: «يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً». [أخرجه مسلم] أي: تذكر ربك ساعة، وتروِّح عن نفسك وأهلك من غير معصية لله ساعة.
وتابع المركز أنه النبي ﷺ كان يروح عن نفسه وأزواجه؛ فيُسابق السيدة عائشة رضي الله عنها، ويأذن لها بمشاهدة الحَبَش وهم يلعبون بحرابهم في مسجده النبوي الشريف، ويقول: «لتَعْلَم يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً، إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ». [أخرجه أحمد].
وأفاد مركز الأزهر خلال منشوره أن الإسلام وضع ضوابط تلك الفسحة، والتي جاء في أبرزها:
أن تكون وسيلة الترفيه مباحة شرعًا؛ فلا يجوز الترفيه بالمحرّم، وألا يشغل الترويح عن واجب شرعي كأداء الصلاة في وقتها، وبر الوالدين، وألا يشغل عن مسئولية حياتية وأسرية.
الاعتدال في الإنفاق، والابتعاد عن الإسراف.
الابتعاد عن الاختلاط المُحرَّم، الذي لا حدود للتعامل فيه بين الرجال والنساء.
التزام كلٍّ من الرجل والمرأة بغض بصرهما عن المُحرَّمات.
الالتزام بآداب الملبس في الإسلام، والمحافظة على العفة والحياء وستر العورات من الرجال والنساء.
عدم الخلوة بين الرجل والمرأة، وترك الخضوع بالقول، وعدم إبداء المرأة زينتها للرجال الأجانب عنها.
حفظ السمع عن كل ما لا يحلّ سماعه، سيما الكلمات الهابطة، والأغاني الصاخبة الخادشة للحياء والمُدمِّرة للأخلاق، وما يصحبها من تصرفات وحركات تُنافي قيم الإسلام وآدابه.
عدم تعريض النَّفس والأهل لمغامرة قد تؤدى إلى ضرر، والابتعاد عن الألعاب الخَطِرة.
عدم التعدّي على الآخرين، أو إيذائهم، أو إزعاجهم، أو التَّنمر ضدهم، أو ترويعهم.
الالتزام بالقواعد التنظيمية لأماكن التصييف والترويح، والمحافظة على نظافة الشواطئ والمتنزهات؛ فالمسلم عنوان لدينه أينما حل.