من سمات الإسلام "التراحم والتسامح، والتآخي، وجبر الخواطر" وتعد أحد أعظم العبادات، والتي لا تقتصر فقط على الإسلام، بل حثت عليها كافة الأديان السماوية، فجبر الخواطر مؤشر لتمتع الفرد بالأخلاق الحسنة، والمشاعر الطيبة، وتقديره لمشاعر الآخرين.
وحددت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة اليوم، تحت عنوان «جبر الخاطر وأثره على الفرد والمجتمع»، مشددة على جميع الأئمة الالتزام بموضوع الخطبة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة عن 10 دقائق للخطبتين الأولى، والثانية، لمراعاة الظروف الحالية، والتداعيات التي فرضتها جائحة كورونا.
وفي هذا السياق تنشر بوابة «دار الهلال» ثواب تلك العبادة التي قد يغفل عنها الكثير، والاستشهاد بكتاب الله، وسنه رسوله في التدليل على أهمية جبر الخواطر.
جبر الخواطر عبادة
جسد النبى، صلى الله عليه وسلم، جبر الخواطر فى سلوكه، فكان يجبر بخاطر الأرامل، واليتامى، والأطفال، والمساكين، ويتفقد أحوال الرعية، ليجبر بخاطرهم، ويخفف عليهم الأثقال والهموم، وشمل جبره للخواطر كل من حوله، حتى المخطئ منهم، فكان يتحدث عنه بالتورية (ما بال أقوام..)، ولا يذكرهم بأعينهم.
مواقف عن جبر الخواطر
يعد جبر خاطر المحتاجين، والضعفاء من أعظم أنماط جبر الخواطر، إذ جاء أعرابيٌّ إلى رسولِ اللهِ (صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ) فقال دلَّني على عملٍ يُدخلُني الجنةَ، قال: "أطعمِ الجائعَ واسقِ الظمآنَ وأمرْ بالمعروفِ وأنهَ عنِ المنكرِ فإن لم تُطِقْ فكفْ لسانَكَ إلا من خيرٍ".
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا، ولأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ، ومَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ، و مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، و لَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ القيامةِ، و مَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ".
الله جابر الخواطر
إذا تمعنا في كتاب الله، نجد أن أغلب الآيات تدعونا إلى جبر الخواطر على اختلاف أنواعه، ونجد بعض الآيات التي توضح جبر الله بخاطر أنبيائه، فحينما غرق ابن سيدنا نوح عليه السلام، جبر الله بخاطره، بقوله تعالى: (فحال بينهما الموج فكان من المغرقين)، فجبر الله خاطر سيدنا نوح عليه السلام، وجبر الله خاطر سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، بقوله تعالى: (فلنولينك قبلة ترضاها).
ونشرت وزارة الأوقاف عبر موقعها الإلكترونى نص خطبة الجمعة اليوم، «جبر الخاطر وأثره على الفرد والمجتمع»، بالإضافة إلى نشرها الخطبة مترجمة إلى تسع لغات أجنبية، ونشرها مسموعة باللغة العربية، قائلة: "إن ذلك يأتى في إطار واجبنا التوعوي، والدعوي تجاه ديننا، وبيان يسره وسماحته، وعنايته بكل ما فيه صالح الإنسانية، وسعادتها، ورقيها، ونشر مكارم الأخلاق، والقيم الإنسانية، والتصدي للفكر المتطرف".
أقرأ أيضًا:
دعاء يوم الجمعة.. اللهم اغفر لي ذنبي وطهر قلبي واجعله لك كما تريد
مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 20 أغسطس 2021
دعاء الفرج.. اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل