الثلاثاء 21 مايو 2024

هل تحب النبي حقًا.. تعرف على صور محبة الصحابة للرسول الكريم

حب النبي

دين ودنيا20-8-2021 | 22:27

محمود بطيخ

يردد الكثيرون، فداك أبي وأمي يا رسول الله، ولكن في وقتنا هذا قل الصادقون بتلك الكلمات العظيمة، فالحب ليس مجرد كلمات تقال، وإنما حب النبي يظهر في أفعال المسلمين واتباع نهجه، وأوامره، والامتناع عن نواهيه.

الكثير يقول والقليل يفعل، فحب النبي صلى الله عليه وسلم، يظهر في اتباع سننه، وفي معرفة سيرتها، والانتهاج بها، في تعاملاته مع الصحابة الكرام، ومع زوجاته.

ولعظم محبة النبي الكريم، اقترنت في القرآن الكريم بمحبة الله عز وجل، فقد قال الله تعالي في كتابه العزيز "قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ" «سورة التوبة».

وتلك الآية الكريمة تؤكد وجوب محبة النبي على كل ما سبقها، ولحب الصحابة للنبي قصص وروايات، تخلدت من عظمها، نرصد بعضها.

في حب أبي بكر للنبي
حينما كان سيدنا أبو بكر في الهجرة، شعر بالعطش، ويقول الصديق عن ذلك: كنا في الهجرة وأنا عطشان جدًا ، فجئت بمذقة لبن فناولتها للرسول صلى الله عليه وسلم، وقلت له: اشرب يا رسول الله، يقول أبو بكر: فشرب النبي صلى الله عليه وسلم حتى ارتويت.

وفي قصة أخرى عندما ذهب سيدنا أبوبكر الصديق "رضي الله عنه"، لزيارة النبي الكريم، حينما مرض صلى الله عليه وسلم، ورقد منطرح الفراش، مستلقيًا ببدن منهك، ذهب إليه أبوبكر "رضي الله عنه" يزوره، فلما رآه منطرحًا في فراشه حزن عليه حزنًا شديدًا، حتى إنه عندما رجع إلى بيته وقع مريضًا حزنًا على رسول الله "صلى الله عليه وسلم".

ولما شفي النبي "صلى الله عليه وسلم" من مرضه وعلم بمرض الصديق ذهب لزيارته والاطمئنان عليه، وعندما دخل النبي على أبي بكر ورآه تهلل وجه الصديق، وانبسطت أساريره فرحًا بشفاء النبي "صلى الله عليه وسلم" فقام واقفًا وقد شفي لرؤيته، وأنشد أبو بكر في ذلك شعرًا يعبر فيه عن تلك اللحظات فقال:
مرض الحبيب فعدته.. فمرضت من أسفي عليه
شفي الحبيب فزارني.. فشفيت من نظري إليه.

أوجعتني يا رسول اللهفي غزوة أحد كان سواد بن عزيّة، واقفًا في وسط الجيش فقال النبي صلى الله عليه وسلم للجيش: "استووا.. استقيموا"، إلا أن سوادًا لم ينضبط، فقال له الرسول الكريم: "استو يا سواد"، فقال سواد: نعم يا رسول الله ووقف ولكنه لم ينضبط.


فجاء النبي صلى الله عليه وسلم بسواكه ونغز سوادًا في بطنه قال: "استو يا سواد"، فقال سواد: أوجعتني يا رسول الله، وقد بعثك الله بالحق فأقدني، فكشف النبي عن بطنه الشريفة وقال: "اقتص يا سواد".فما كان من سواد إلا أن انكب على بطن النبي يقبلها، ويقول: هذا ما أردت وقال: يا رسول الله أظن أن هذا اليوم يوم شهادة فأحببت أن يكون آخر العهد بك أن تمس جلدي جلدك.


سيدنا أبو بكر كان يتمنى أن يسلم أبو طالب بدلًا من أبيه

في حب الصحابة للنبي الكريم، دومًا ما يضرب سيدنا أبو بكر أروع القصص في ذلك، فقد ومنها في يوم فتح مكة أسلم والد سيدنا أبو بكر، وأسمه أبو قحافة، وكان إسلامه متأخرًا جدًا وكان قد عمي، فأخذه سيدنا أبو بكر وذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليعلن إسلامه ويبايع النبي صلى الله عليه وسلم.


فقال النبي صلى الله عليه وسلم "يا أبا بكر هلا تركت الشيخ في بيته، فذهبنا نحن إليه"، فقال أبو بكر: لأنت أحق أن يؤتى إليك يا رسول الله، وأسلم أبو قحافة، فبكى سيدنا أبو بكر الصديق، فقالوا له: هذا يوم فرحة، فأبوك أسلم ونجا من النار فما الذي يبكيك؟، فما كان من سيدنا أبو بكر إلا أن يقول: لأني كنت أحب أن الذي بايع النبي الآن ليس أبي ولكن أبو طالب، لأن ذلك كان سيسعد النبي أكثر.

أنين الجذع لفراق النبي
لا شك أن تلك القصة وقعت أذهاب الكثيرين، ولكن هل تأملتها يومًا، فلم يقوى الجذع عن فراق النبي الكريم، وظل يأن إلى أن ذهب إليه النبي، والرواية هي أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما كان يخطب في مسجده قبل أن يقام المنبر بجوار جذع الشجرة حتى يراه الصحابة، فيقف النبي صلى الله عليه وسلم يمسك الجذع، فلما بنوا له المنبر ترك الجذع وذهب إلى المنبر، ويقول الصحابة الكرام "فسمعنا للجذع أنينا لفراق النبي صلى الله عليه وسلم، فوجدنا النبي صلى الله عليه وسلم ينزل عن المنبر ويعود للجذع ويمسح عليه ويقول له النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا ترضى أن تدفن هاهنا وتكون معي في الجنة؟" فسكن الجذع.

إمسك يدك عن لحية رسول الله

لا يمكن أن يكون ما فعله المغيرة بن شعبة، دفاعًا عن النبي الكريم في صلح الحديبية حبًا عاديًا، حيث كان واقفاً على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يرتدي، لباس الحرب يحرس، النبي الكريم، فامتدت يد عروة إلى لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يفاوضه على الصلح يومئذ، فقرع المغيرة يد عروة ثم قال له: أمسك يدك عن لحية رسول الله، قبل ألا تعود إليك يهدده بقطعها، فقال عروة ما أفظك وأغلظك، ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: من هذا: يا محمد؟ فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة، فقال عروة: أغدر هل غسلت سوأتك إلا بالأمس.