الأربعاء 22 مايو 2024

حكاية شارع.. أشهر أحياء تجارة المخدرات

حي الباطنية

ثقافة21-8-2021 | 19:40

تعد منطقة الباطنية أشهر الأحياء بمنطقة الدرب الأحمر بالقاهرة، وهي من أقدمها أيضًا، فعمرها يقارب الألف عام، وهي منطقة أثرية ذات عراقة وقَدَم.

كانت تسمى الباطنية قديمًا بحي "الباطلية" ويعود ذلك إلى عصر الدولة الفاطمية حين استولى جماعة من العسكر على قطعة من الأرض بوضع اليد أي بالباطل فأطلق عليه اسم "الباطلية".

ويذكر أنه في عام 663 هـ تعرضت منطقة الباطلية لحريق هائل تسبب إلى دمارها بالكامل، مما جعل الناس يضربون بها المثل لمن يشرب الكثير من الماء إذ يقولون له: كأن في باطنه حريق الباطليّة"، وتم تعميرها من جديد ففي عام 785هـ على يد "الطواشي بهادر بن عبدالله النبهاني الرومي" مقدم المماليك، والذي تولى الإشراف على الجامع الأزهر وتولي شؤونه، وأقام دار فيها، وكان يخصص لكل شيخ من مشايخ المذاهب الأربعة دار داخل المنطقة تعرف باسمه، مما جعل اسم المنطق يتغير من "الباطلية" إلى "الباطنية" نسبة إلى كونها "باطنة العلماء".

اكتسب حي الباطنية برغم كونه منطقة أثرية عريقة ومهمة سمعة سيئة علقت به لفترات طويلة دامت لقرن لأنه كان مركزًا مهمًا لتجارة المخدرات في القاهرة، وبيعها علنًا، مما أكسبها سمعة سيئة ظلت عالقة في اذهان كل مَن يسمع اسم "الباطنية"، ويوجد أفلام مصرية عديدة تحدثت عن هذا الأمر ومن أشهرها فيلم "الباطنية".

تحولت الباطنية بدعم الدولة المصرية ومؤسساتها الحكومية إلى حي راقٍ لما يوجد بها من آثار مهمة وثرية، فنذكر منها قصر "زينب خاتون" والمتواجد حتى الآن، وكان حي الباطنية قديمًا مقرًا لشيوخ الأزهر وأهم علماؤه وطلابه المغتربين من كل بلدان العالم، وقد تمكنت وزارة الداخلية في القضاء على أسطورة الباطنية المرعبة كمقر لبيع المخدرات ومزاولة الإجرام والقضاء عليه نهائيًّا.. واهتمت بإعادة أحياء وترميم المزارات السياحية المتواجدة فيها حتى صارت واجهة سياحية ومقصدًا مهمًا للسياح.