223 عاما مرت منذ تأسيس المجمع العلمي المصري، والذي يعد بمثابة ذاكرة مصر، وأقدم مؤسسة علمية في مصر بعد الأزهر بالإضافة إلى كونه من أقدم المؤسسات العلمية في العالم كله، ويضم بين جدرانه مكتبة عريقة تضم مجموعة فريدة من الكتب والمجلدات النادرة، التي مر على طباعتها أكثر من 200 عاما، من أشهرها كتاب «وصف مصر» الذي يعتبر أكبر موسوعة تضم تاريخ مصر وجغرافيتها وسكانها وحيواناتها وحشراتها وكل ما يتصل بها.
المجمع العملي أثناء الحملة الفرنسية
تأسس المجمع العلمي أثناء الحملة الفرنسية على مصر بقرار من نابليون بونابرت فى 22 أغسطس عام 1798، ليكون هيئة علمية بحثية على غرار المجمع العلمى الفرنسى وذلك ضمن مهام الحملة الفرنسية على مصر، حيث استهدف إنشاء المجمع نشر المعرفة فى مصر والقيام بدراسات عن أحداث مصر التاريخية وأهم مرافقها ومواردها الطبيعية.
كان عدد أعضاء المجمع العلمي المصري في بدايته 12 عضوا، كما تم تقسيمه إلى أربعة أقسام، هي الرياضيات، والعلوم الطبيعية، والاقتصاد، والآداب والفنون، وكان مقر المجمع عند تأسيسه مجموعة من بيوت المماليك في الناصرية بالسيدة زينب، حيث عقدت أول جلسة له فى قصر حسن الكاشف الذى تشغله الآن مدرسة السنية الثانوية.
وقد انشغل أعضاؤه الذين يمثلون صفوة علماء فرنسا آنذاك بدراسة نظم مصر المالية والإدارية وعناصرها الجغرافية والمائية والفنون والآثار، وغيرها من المجالات، فى الكتاب الشهير (وصف مصر) الذى لا يزال أحد مناهل المعرفة عن مصر.
بعد رحيل الحملة الفرنسية
وعقب رحيل الحملة الفرنسية على مصر عام 1801، توقف نشاط المجمع ثم عاد مرة أخرى بعدها بأكثر من 30 عاما، حيث أُعيد نشاطه عام 1836 تحت مسمى الجمعية المصرية، لكن في عام 1856 أعاد الخديوي سعيد تأسيس المجمع العلمي المصري في الإسكندرية، وضم حينها مجموعة من العلماء من بينهم جومار ومرييت وكوينج، وكذلك ومحمود الفلكى باشا وهو فلكى شهير، وكذلك جاستون ماسبيرو - الذي أصبح له شارع باسمه- وأوجست ميريت وعدد من الفرنسيين والألمان .
عام 1880 عاد المجمع العلمي المصري إلى القاهرة، ثم عاد تحت اسمه الأول "المجمع العلمي" بمرسوم ملكي عام 1918 وتم وضعه تحت رعاية القصر الملكي مباشرة، وأعيد تقسيمه إلى أقسام الآداب والفنون الجميلة، والآثار، والعلوم الفلسفية والسياسية، والعلوم الطبيعية، والرياضيات، والطب والزراعة والتاريخ الطبيع، ومع ثورة يوليو 1952 تم نقل تبعية المجمع إلى وزارة الشؤون الاجتماعية.
رؤوساء المجمع العلمي
على مر عمر المجمع العلمي ترأسه العديد من قامات العلم والفكر من المصريين والأجانب وأشهرهم لطفي السيد وطه حسين وعلى مبارك، ومحمود الفلكي باشا ويعقوب أرتين باشا والأمير عمر طوسون باشا ومحمد مجوي باشا وعلي إبراهيم باشا وأحمد زكي باشا الأستاذ الدكتور علي مصطفي مشرفة والدكتور محمد مرسي أحمد وكلاهما من تلامذة أينشتين المقربين والمعدودين.
ومن بين رؤسائه أيضا الدكتور محمود حافظ رائد علم الحشرات والرئيس السابق لكلا المجمع العلمي المصري ومجمع اللغة العربية بالقاهرة، والذي كان أول مصري يحصل على شهادات الدكتوراه في علم الحشرات، وثاني مصري يجمع بين رئاسة مجمع اللغة العربية والمجمع العلمي بعد عميد الأدب العربي طه حسين.
مكتبة المجمع العلمي
تعد مكتبة المجمع العلمي من أعرق المكتبات في مصر، حيث تضم نحو هي23 ألف كتاب و17 الف مجلد من أمهات الكتب أهمها علي الإطلاق كتاب وصف مصر، كما أن المجمع يصدر مجلة علمية هي "مجلة المجمع العلمي"، وعددا من المطبوعات، كما تضم المكتبة أطلس عن فنون الهند القديمة، وأطلس باسم مصر الدنيا والعليا مكتوب عام 1752، قبل مجيء الحملة الفرنسية إلى مصر، وأطلس ألماني عن مصر وأثيوبيا يعود للعام 1842، وأطلس ليسوس ليس له نظير في العالم وكان يمتلكه الأمير محمد علي ولي العهد الأسبق، بالإضافة إلى خرائط استندت عليها مصر في التحكيم الدولي لحسم الخلافات الحدودية لكل من حلايب وشلاتين وطابا.
حريق المجمع العلمي
في 17 ديسمبر لعام 2011، تعرض المجمع العلمي لحريق كبير أثناء أحداث مجلس الوزراء، ما أدى إلى حدوث انهيار في أنحاء المبنى وخسارة عدد كبيرة من المخطوطات والكتب والخرائط النادرة، ثم أُعيد افتتاح المجمع بعد أعمال التجديد الشاملة في أكتوبر 2012، فيما أعلن مركز معلومات مجلس الوزراء أنه أدخل هذه المكتبة النادرة على الحاسب الآلي، ومن المقرر إقامة امتداد للمجمع في مقر جديد له في مدينة 6 أكتوبر.
اقرأ أيضا:
حدث في مثل هذا اليوم 22 أغسطس.. تأسيس المجمع العلمي ووفاة كمال الشناوي
«الأوقاف» تجدد التحذير من تمكين العناصر المتطرفة من صعود المنابر