انتقد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بالانسحاب من أفغانستان، واصفاً إياه بأنه "غير حكيم" وسط الفوضى العارمة في العاصمة كابول.
وذكرت صحيفة (صنداي تايمز) البريطانية، أن بلير الذي أرسل قوات بريطانية إلى أفغانستان في عام 2001 إلى جانب الولايات المتحدة، انتقد الرئيس بايدن أيضا على الانسحاب دون القليل من التشاور أو بدون التشاور مع أقرب حليف لبلاده.
وقال بلير: "لم نكن بحاجة إلى القيام بذلك، لجأنا إلى ذلك إطاعة لشعار سياسي حول إنهاء الحروب الأبدية"، ملقيا باللوم على بريطانيا كونها "خارج أوروبا" و"قلة التشاور أو عدم التشاور من قبل أكبر حليف لنا"، ما يشير إلى تراجع نفوذ المملكة المتحدة في العالم.
وأضاف أن التخلي عن أفغانستان وشعبها مأساوي وخطير وغير ضروري، وليس في مصلحتهم ولا في مصلحة بلادنا، موضحا: "كقائد لبلدنا عندما اتخذنا قرار الانضمام إلى أمريكا في إزاحة طالبان من السلطة، شعرنا بالآمال الكبيرة لما يمكن أن نحققه للشعب والعالم، أنا أعرف أكثر من غيرهم مدى صعوبة قرارات القيادة ومدى سهولة أن تكون حاسمًا ومدى صعوبة أن تكون بنّاءً".
وتابع: "لقد فعلنا ذلك لأن سياساتنا بدت وكأنها تتطلب ذلك، وهذا هو مصدر قلق حلفائنا ومصدر ابتهاج أولئك الذين يتمنون لنا المرض، إنهم يعتقدون أن السياسة الغربية محطمة".
وحول ما يجب أن يحدث الآن، قال بلير: "يجب أن نوفر الملاذ لأولئك الذين تقع على عاتقنا المسؤولية- هؤلاء الأفغان الذين ساعدونا ووقفوا إلى جانبنا ولهم الحق في مطالبتنا بالوقوف إلى جانبهم، نحتاج بعد ذلك إلى إيجاد وسيلة للتعامل مع طالبان وممارسة أقصى قدر من الضغط عليهم".
ولفتت (التايمز) إلى أن توني بلير انضم إلى وزراء في الحكومة البريطانية والذين حذروا من أن بريطانيا ستضطر إلى تمزيق سياستها الخارجية بعد الكارثة في أفغانستان، وسط غضب شديد بشأن قرار أمريكا بالانسحاب.
ويواجه بايدن ردود أفعال سياسية عنيفة بسبب الفوضى في كابول التي أعقبت قراره في أبريل الماضي بسحب جميع القوات الأمريكية بحلول 11 سبتمبر- وهي الذكرى العشرين للهجمات الإرهابية التي شهدتها الولايات المتحدة وكانت سببا وراء الغزو الأمريكي.