الأحد 28 ابريل 2024

حدائق وقصر أنطونيادس.. نسخة مبهرة من «فرساي» بالإسكندرية

قصر أنطونيادس بالاسكندرية

محافظات24-8-2021 | 17:53

جميلة حسن

 تحتضن مدينة الإسكندرية بين جنباتها قصر أنيق لافت للنظر تحيطه حدائق خلابة غنية بالنباتات والزهور، يصفه البعض بـ"فرساي الإسكندرية"، إذ يبدو وكأنه نسخة مصغرة من قصر فرساي الشهير، أهم قصر ملكي في فرنسا، وتعد حدائقه واحدة من أجمل الحدائق في مصر.

يقع قصر أنطونيادس في منطقة سموحة شرق الإسكندرية، على بعد 400 متر تقريبًا من محطة قطار سيدي جابر، وحوالي 10 دقائق من مطار النزهة، بالقرب من ترعة المحمودية عند المدخل الجنوبي للإسكندرية.

تروي الزهراء عادل عوض، مرشدة سياحية، حكاية قصر وحدائق أنطونيادس لـ"دار الهلال"، موضحة أنه يعود تاريخه للقرن التاسع عشر، وقد تم تشييد القصر والحدائق كنسخة مصغرة من قصر فرساي، فيما كانت تمثل منطقة سموحة التي بُني فيها القصر نقطة جذب للأثرياء السكندريين والأجانب.

وأضافت أن القصر يحيط به حوالي 48 هكتار من المساحات الخضراء في عدة أقسام، أبرزها حديقة أنطونيادس، وحديقة الورد، وحديقة المشاهير، وحديقة النزهة، التي كانت ضاحية سكنية يقطن بها كاليماشوس (310-240 قبل الميلاد)، رئيس مكتبة الإسكندرية القديمة، كما يضم القصر العديد من البقايا الأثرية، بما في ذلك قبر وصهريج. ويرجع بعض المؤرخون تاريخ إنشاء الحدائق إلى العصر البطلمي، وفي القرن التاسع عشر آلت ملكيتها لثري يوناني، ثم أصبحت ملكًا لمحمد علي باشا الذي أقام قصرًا بها.

أما المساحات الخضراء المتنوعة المحيطة بالقصر فقد زُرعت في الأصل في عهد الخديوي إسماعيل الذي أمر بإعادة إنشاء الحدائق كنموذج مصغر من حدائق قصر فرساي بفرنسا، ووصلت مساحة الحدائق في ذلك الوقت لـ50 فدان، وامتلأت بأنواع مختلفة من الأشجار والنباتات النادرة، ثم انتقلت ملكيتها للبارون اليوناني جون أنطونيادس، الذي سُميت الحدائق باسمه لاحقًا. ولفتت إلى أن حديقة أنطونيادس تحتضن مجموعة رائعة من التماثيل المنحوتة على الطراز اليوناني، والتي كان يملكها السير جون أنطونيادس، الذي كان رئيسًا للجالية اليونانية، وبعد وفاة السير جون أنطونيادس تبرع ابنه أنطوني بالقصر والأراضي والحدائق المحيطة به لمجلس مدينة الإسكندرية في عام 1918.

بعد ذلك، تم استخدامه كبيت ضيافة لاستضافة كبار الشخصيات، بما في ذلك ملك بلجيكا واليونان وإيطاليا وألبانيا وشاه إيران محمد رضا بهلوي الذي كان متزوجًا من الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق. كما استضاف القصر حفل توقيع اتفاقية 1936 بين مصر وبريطانيا التي تقضي بالانسحاب من منطقة قناة السويس، وتم غرس شجرة بمدخل القصر تخليدًا لهذه المناسبة، وشهد أيضًا الاجتماع التحضيري لإنشاء جامعة الدول العربية في عام 1944.

وأشارت إلى أنه في عام 2004 منح اللواء عبد السلام المحجوب محافظ الإسكندرية في ذلك الوقت، قصر أنطونيادس والحديقة الأمامية في حدود مساحة فدانين لمكتبة الإسكندرية، وذلك لجعلها مركزًا ثقافيًا عالميًا لحوض البحر المتوسط، بينما تتبع حدائق أنطونيادس والنزهة والورد، وزارة الزراعة، ويشرف عليها معهد بحوث البساتين.

Dr.Randa
Dr.Radwa