كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن اثنين من أعضاء الكونجرس الأمريكي قاما برحلة سريعة غير مصرح بها إلى عاصمة أفغانستان /كابول/ أمس الثلاثاء وغادرا بعد أقل من 24 ساعة على متن رحلة مخصصة لإجلاء المواطنين الأمريكيين والحلفاء والأفغان المستضعفين.
ونقلت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء - عن مصادر مطلعة لم تكشف هويتهم، قولهم إن زيارة سيث مولتون الديمقراطي من ماساشوستس وبيتر ميجر الجمهوري من ميشيجان، بمثابة تشتيت انتباه للموظفين العسكريين والمدنيين الذين يسارعون لتنفيذ جهود
إنقاذ مضنية.
وذكرت أنه ليس من الواضح كيف دخل المشرعون إلى أفغانستان لأول مرة، مع العلم أن كليهما خدم في العراق قبل انتخابهما للكونجرس وأن زيارتهما السرية لم يتم الموافقة عليها في إطار عمليات الكونجرس العادية لرحلات تقصي الحقائق.
ووفقا للصحيفة الأمريكية، لم يؤكد مكتب مولتون الرحلة حتى غادرت الطائرة التي كانت تقلهما، المجال الجوي لأفغانستان، فيما لم يرد مكتب ميجر على طلب من الصحيفة للحصول على تعليق.
وأفادت الصحيفة الأمريكية بأن هذه الرحلة السرية أثارت غضب بعض المسؤولين في البنتاجون ووزارة الخارجية الأمريكية، حيث يعمل الدبلوماسيون والضباط العسكريون والموظفون المدنيون على مدار الساعة في واشنطن وفي مطار كابول لإجلاء آلاف الأشخاص من البلاد يوميا.
ونسبت إلى مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لتقديم تقييم صريح لرحلتهما، قوله إنه "قرار غبي بقدر ما هو أناني. إنهما يشغلان مقاعد مخصصة للأمريكيين والأفغان المعرضين للخطر بل ويعرضان دبلوماسيينا وأفراد الخدمة لخطر أكبر حتى يتمكنا من
قضاء لحظة أمام الكاميرات".
وفي بيان مشترك من مولتون وميجر أرسله تيم بيبا المتحدث باسم مولتون بالبريد الإلكتروني إلى صحيفة واشنطن بوست، نفى الاثنان فكرة أن رحلتهما تسببت في تشتيت الانتباه. وقال مولتون وميجر: "هذا ليس دقيقًا. ثق بنا: يركز المحترفون في الميدان على مهمتهم وشكرونا على قدومنا".
ومن تأمين المطار إلى ختم التأشيرات ومعالجة البيانات البيومترية، يتسابق المسؤولون الأمريكيون في كابول لإخراج مواطني الولايات المتحدة وحلفائها من البلاد التي تشهد أوضاعا أمنية مزرية، حيث حذر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أمس الأول من أن تهديد داعش بشن هجوم
إرهابي على المطار "حقيقي" .
ويتعرض المسؤولون الأمريكيون في أفغانستان لضغوط للوفاء بالموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأمريكي جو بايدن في 31 أغسطس لاستيعاب عشرات الآلاف من الأمريكيين والأفغان وغيرهم ممن يسعون إلى المغادرة. وتعهدت طالبان بفرض "عواقب" إذا امتدت العمليات الأمريكية إلى ما بعد
ذلك التاريخ، على الرغم من إعلان البيت الأبيض أمس جاهزية خطط الطوارئ إذا احتاجت القوات الأمريكية للبقاء لفترة أطول.