الخميس 16 مايو 2024

خبراء: مشروع مستقبل مصر فرصة واعدة لتحقيق طفرة زراعية وعمرانية

مشروع مستقبل مصر

تحقيقات26-8-2021 | 16:41

أماني محمد

يشهد قطاع الزراعة في مصر طفرة كبيرة من حيث مشروعات التوسع الأفقي واستصلاح أراضي جديدة من بينها مشروع مستقبل مصر الزراعي والذي يأتي في إطار مشروع الدلتا الجديدة، وقد أكد خبراء أن هذا المشروع هو نموذج للمشروعات العملاقة الواعدة لتحقيق التنمية الزراعية وتوسيع الرقعة العمرانية والتنموية في مصر، حيث سيؤدي إلى تسكين نحو 4 مليون مواطن بالإضافة إلى تحقيق الأمن الغذائي وزراعة المحاصيل الاستراتيجية.

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد عقد اجتماعا أمس لمتابعة تطورات المراحل الحالية والمستقبلية للمشروع، حيث يهدف مشروع "مستقبل مصر" إلى تطوير قطاع الإنتاج الزراعي وما يتصل به من صناعات غذائية وزراعية، ليصبح قيمة مضافة لمنظومة المشروعات القومية في مجال الزراعة والغذاء، وتوفير الآلاف من فرص العمل في التخصصات المختلفة.

ووجه الرئيس باستمرار التنسيق بين مختلف جهات الدولة بما في ذلك قطاع البحوث المتخصصة لتحقيق أكبر عائد ومردود ممكن من مشروع "مستقبل مصر" وذلك في اطار المشروع العملاق "الدلتا الجديدة" الذي يهدف لاستصلاح اكثر من ٢ مليون فدان وفق استراتيجية الدولة لزيادة نسبة الأراضي الزراعية من الرقعة الجغرافية للدولة وما لذلك من مردود تنموي متكامل.

تسكين 4 مليون مواطن

وفي هذا السياق، قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الأراضي والمياه بجامعة القاهرة، إن مشروع مستقبل مصر يقع ضمن مشروع الدلتا الجديدة أو محور الضبعة وهما مشروعان يعدان هما مستقبل مصر في الزراعة لأن تلك المنطقة واعدة وبها نحو 2.5 مليون فدان، مضيفا أنه ستبدأ المرحلة الأولى على الأقل بمليون فدان سيجري استصلاحها وزراعتها.

 

وأكد في تصريح لبوابة "دار الهلال" أن المناخ في هذه المنطقة معتدل ويتميز بسقوط أمطار غزيرة في فصل الشتاء، مما سيوفر مياه الري للمحاصيل الزراعية وكذلك مناخ معتدل على مدار العام بما يسمح بزراعة جميع المحاصيل، مضيفا أن هذا المشروع حرارة الطقس به معتدلة وتسمح بزراعة كل المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والذرة الصفراء والزيوت وبنجر السكر والبقوليات بكل أنواعها مثل الفول والعدس.

 

 

 

وأشار نور الدين إلى أن المشروع واعد واستصلاح وزارعة الساحل الشمالي الغربي أحد أهم المشروعات المهمة التي ستضيف مساحة كبيرة للرقعة الزراعية المصرية وستؤدي إلى تسكين ما لا يقل عن 3 ملايين مواطن مصري في هذه المنطقة، مضيفا أن كل فدان سيؤدي لتسكين نحو 3 أو 4 أفراد للعمل والزراعة واستصلاح مليون فدان سيؤدى لتسكين نحو 4 ملايين مواطن في هذه المنطقة لتعميرها والاستفادة منها.

 

وأضاف أن المشروع يتميز بأنه قليل استهلاك المياه ويصلح لزراعة كل أنواع الحاصلات الزراعية بلا استثناء ويتمتع بأمطار شتوية توفر مياه الري كما أنه قريب من مشروعات مياه الصرف الزراعي في بحيرة مريوط وإدكو التي تصب فيهما الصرف الزراعي، حيث سيجري معالجة تلك المياه وضخها في المشروع.

 

وأوضح أن مصادر ري المشروع في فصل الشتاء ستكون الأمطار لأن منطقة الساحل الشمالي الغربي من غرب الإسكندرية وحتى مطروح والسلوم منطقة غزيرة الأمطار في الشتاء وقد لا نحتاج إلى أي مياه للري خلال الفترة من نوفمبر وحتى أبريل من كل عام، فيما ستبدأ مراحل استخدام مياه الري ابتداءا من مايو وحتى نهاية أكتوبر وسيكون مصدر مياه الري خلال تلك الفترة هي معالجة مياه الصرف الزراعي في منطقة غرب الدلتا التي تلقى في بحيرتي مريوط وإدكو وترفع نسبة التلوث فيهما.

 

وأشار أستاذ الأراضي والمياه إلى أن معالجة مياه الصرف في هذه المنطقة كفيلة بتوفير الكمية المطلوبة للري خلال فترة الصيف معدومة الأمطار.

 

 

تحقيق التنمية الزراعية

ومن جانبه، قال الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة، إن مشروع مستقبل مصر الزراعي يمتد لمساحة تزيد عن نصف مليون فدان، وهو جزء من مشروع كبير هو مشروع الدلتا الجديدة، الذي يستهدف استصلاح وزراعة أكثر من 2 مليون فدان، مضيفا أن مستقبل مصر نموذج للمشروعات الكبرى في القطاع الزراعي.

 

وأكد صيام، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذا المشروع له العديد من العوائد التنموية، أولها أنه يحقق الأمن الغذائي حيث سيؤدي لزراعة وإنتاج الكثير من المحاصيل الهامة مثل القمح والحبوب والمحاصيل الزيتية، ويؤدي لسد جزء من الفجوة الغذائية، مضيفا أن المشروع أيضا سيرفع الصادرات المصرية من المحاصيل حيث سيتم توجيه جزء منها إلى التصدير.

 

 

 

وأضاف أن المشروع يتميز بأنه يستخدم أعلى تكنولوجيا في الميكنة والزراعة ويعمل وفقا للمواصفات العالمية وستكون المحاصيل موافقة للمواصفات العالمية، مؤكدا أن المشروع سيعمل أيضا على تشغيل العمالة وتوفير فرص عمل لنحو نصف مليون شخص على الأقل بما يؤدي لانخفاض معدل البطالة بجانب توفير مئات الآلاف من فرص العمل غير المباشرة.

 

وأشار إلى أن المشروع يتميز أيضا بأنه يستوعب جزء كبير من السكان وخلق مجتمعات عمرانية وسكنية جديدة، فهو قد يستوعب نحو 4 مليون نسمة، مضيفا أن المشروع سيروى بمياه الصرف الزراعي المعالج مما يوضح أنه لن يستهلك الكثير من المياه العذبة، وهناك محطات لمعالجة مياه الصرف الزراعي قريبة من المشروع.

 

وعن موقع المشروع، أوضح أستاذ الاقتصاد الزراعي أن المشروع يتميز بأنه في موقع جغرافي متميز، يحقق مزايا في الزراعة بسبب طقسه الملائم وكذلك ميزته الجغرافية لقربه من الموانئ وشبكة الطرق والمحاور الجديدة التي تشجع حركة الصادرات، مؤكدا أن الموقع الجغرافي للمشروع يخلق له الكثير من المزايا التنافسية، ونجاح إدارة المشروع في تحقيق هذه الأهداف ستجعله نموذجا ناجحا ومشروعا عملاقا لتحقيق التنمية الزراعية.