ستسمح الجهات التنظيمية الصينية بسيطرة أكبر على الخوارزميات التي تستخدمها شركات التكنولوجيا الصينية لتخصيص المحتوى والتوصية به، وهي الخطوة الأخيرة في موجة الصين للتنظيم عبر قطاع الإنترنت.
وذكرت وكالة "أسوشيتد بريس" أن هيئة مراقبة الإنترنت في الصين، إدارة الفضاء الإلكتروني في الصين، أصدرت يوم الجمعة مسودة اقتراح "لوائح إدارة توصيات الخوارزمية" هادفة إلى إدارة كيفية استخدام شركات التكنولوجيا للخوارزميات عند تقديم الخدمات للمستهلكين.
وتوسع هذه الخطوة الحملة على قطاع الإنترنت في الصين، حيث يسعى المنظمون إلى تعزيز خصوصية البيانات وحقوق المستهلك والحد من الممارسات المناهضة للمنافسة من أجل كبح التأثير الضخم لشركات التكنولوجيا.
وتشير الوكالة الأمريكية أنه بموجب مسودة اللوائح الحالية، يجب على الشركات الكشف عن المبادئ الأساسية والغرض وآلية التشغيل لخدمات توصية الخوارزمية الخاصة بها، كما يجب أن تتضمن خيارات ملائمة للمستخدمين لإيقاف تشغيل خدمة التوصية.
ويجب أيضًا عدم استخدام الخوارزميات بطرق قد تسبب سلوكيات إدمانية لدى المستخدمين أو تحفزهم على الإنفاق بشكل مفرط. ولم يتضح على الفور كيف سيتم تنفيذ ذلك.
ومن بين المذكور في المسوّدة أنه يجب على الشركات التي تستخدم الخوارزميات بطرق يمكن أن تؤثر على الرأي العام أن تقدم أيضًا خوارزمياتها للموافقة عليها، أو تخاطر بإنهاء خدمتها وغرامة تصل إلى 30 ألف يوان (4630 دولارًا).
وتورد الوكالة أن مسودة لوائح إدارة الخوارزمية يمكنها أن تؤثر على شركات مثل بايت دانس، التي تمتلك منصات فيديو قصيرة دويين وتيك توك، وكذلك شركة التجارة الإلكترونية علي بابا.
وتستخدم "بايت دانس" خوارزميات التوصية لإرسال مقاطع الفيديو إلى المستخدمين، بينما تصمم خوارزميات "علي بابا" توصيات المنتج لكل مستخدم على منصة التجارة الإلكترونية "تاوباو" بناءً على سجل التصفح والشراء.
وشهدت أكبر شركات التكنولوجيا في الصين، مثل علي بابا و تين سينت، نموًا سريعًا في العقد الماضي حيث اعتمد مئات الملايين من مستخدمي الإنترنت الصينيين الهواتف الذكية بسرعة.
وتقدم هذه الشركات كل شيء من المدفوعات والألعاب والترفيه والتجارة الإلكترونية. وأصبحت الخوارزميات والبيانات التي جٌمِعت من المستخدمين أصولًا ذات قيمة حيث يمكن للشركات استخراج البيانات من أجل الاتجاهات المهمة أو التوصية بمحتوى أكثر تخصيصًا للمستخدمين.
ومع ذلك، فإن الافتقار إلى التنظيم في هذا القطاع شهد أيضًا ارتفاعًا في الجمع المفرط لبيانات المستخدم والاحتيال عبر الإنترنت وممارسات المستهلك غير العادلة عبر قطاع التكنولوجيا. في بعض الحالات ، تم استخدام الخوارزميات أيضًا في التسعير التفاضلي للمستهلكين.