السبت 23 نوفمبر 2024

فن

حمدي الكنيسي.. رحيل هادئ وصوت باق لا يغيب

  • 27-8-2021 | 22:02

الإعلامي حمدي الكنيسي

طباعة
  • محمد أبو زيد

محارب يقف علي الجبهة بجوار مقاتلي وأبطال الجيش المصري، سلاحه "ميكروفون" ينقل بصوته للإذاعة ما يفعله أبطال حرب أكتوبر 1973 على أرض الواقع، حتى صار أشهر مراسل حربي، هو رمز من رموز الإذاعة المصرية، الذي يبقي ميكروفون الإذاعة هو الأقرب إلى قلبه، فقدم "دنيا الفنون، صوت المعركة، يوميات مراسل حربي"، وهو الصوت الباقي الذي لن يغيب  

ولد الإعلامي الكبير الراحل حمدي الكنيسي في 19 مارس 1941 بقرية شبرا النملة مركز طنطا محافظة الغربية، تخرج في قسم لغة إنجليزية، وعمل لفترة مدرسا للغة الإنجليزية، تقدّم لمسابقة بالإذاعة والتليفزيون في 1963، ليتم اختياره من 8 آلاف متقدم ويحصل على المركز الأول مكرر، بعدها تم تعيينه مذيعا تنفيذيا في البرنامج العام لربط البرامج ببعضها وقراءة نشرات الأخبار.

 طلب "الكنيسي" نقله من مذيع التنفيذ إلى مراقبة البرامج الثقافية والخاصة، ومنها قدم أول برنامج له "أقلام جديدة" وبعده برنامج "دنيا الفنون" وتوالت برامجه، في فترة حرب الاستنزاف عمل مراسلًا حربيًا  بشكل غير رسمي، كان "الكنيسي" وطنيا حتي النخاع،  يتمنى اللحظة التي تستعيد فيها بلاده الأرض وما إن  بدأت حرب أكتوبر طلب من "بابا شارو" محمد محمود شعبان رئيس الإذاعة أن يكون مراسلًا حربيًا بشكل رسمي.

عبر أثير الإذاعة جاء صوته من علي الجبهة لينقل ما يدور هناك علي أرض المعركة من خلال برنامج "صوت المعركة" والبرنامج الأشهر في تاريخه "يوميات مراسل حربي" الذي كان له تأثير شديد من علي الجبهة ليمتد إلي الشارع المصري، ما دفع الرئيس السادات أن يطلب من وزير الإعلام تكريمه، وبترقية استثنائية على درجتين، كان هو تكريم "الكنيسي" من الوزير ليرفض التكريم الشخصي ويطلب منه إنشاء نقابة للإعلاميين.

تدرج في المناصب وعمل مديرا عاما لإذاعة الشباب والرياضة في 1988 ورئيسا لشبكة صوت العرب بدرجة وكيل وزارة في 1992 ورئيسا لمجلس إدارة مجلة الإذاعة والتلفزيون من فبراير 1988 وحتى 2001.

 شغل منصب وخبيرا دوليا في الإعلام لدى اليونسكو من عام 1975 وحتى 1977 ثم مستشارا إعلاميا لمصر في لندن ونيودلهي من 1980 وحتى عام 1984 ورئيس تحرير أول مسموعة أصدرتها شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات في ديسمبر 1995.

عمل "الكنيسي" أمين عام لمهرجان الإذاعة والتلفزيون في جميع دوراته، وأمين عام لمهرجان الأغنية العربية السادس وعضوا في اللجنة العليا للمهرجان الدولي للأغنية ورئيسا للجنة الإعلامية للمهرجان.

له 14 كتابًا ورواية وقصة، ورشح لمنصب وزارة الإعلام 3 مرات، ولكن شعبيته الجارفة وحب الناس كان أشد حبا له من أي منصب، وميكروفون الإذاعة هو الوحيد الذي يجذبه فقدم برنامج "كلام من ذهب" على إذاعة "صوت العرب"، وتخطف أذنه برامج إذاعتي "الشباب والرياضة" و"راديو مصر" لتتابعها من خلالها الأحداث السياسية.

ظل يناضل لسنوات، من أجل تحقيق حلمه بتأسيس نقابة الإعلاميين، سواء من خلال عمله داخل مبني ماسبيرو أو من خلال عضويته في مجلس الشعب، حتى تحقق الحلم و إنشأت النقابة بعد ثورة يناير، وشغل منصب النقيب في دورتها التأسيسية.

أنجب الإعلامي حمدي الكنيسي 3 بنات هن "مها" وتعمل بقناة المعلومات بالتليفزيون، و"لبنى" وهي أستاذ مساعد في قسم اللغة الإنجليزية و"عبير"مهندسة معمارية.

سنوات من الكد والنجاح لواحد من أهم رموز الإذاعة المصرية حتى حان الوقت ليستريح وخسر الإعلامي الكبير حمدي الكنيسي معركته مع المرض وتوفي عصر اليوم عمر ناهز 80 عاما قبل قليل، وقبل أيام وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتوفير الرعاية الطبية الكاملة له، رحل "الكنيسي" في هدوء كعادته، إذ كان هادئا طيب القلب، رحل ولكنه ترك خلفه أجيالا من الإذاعيين تربت علي يداه، ويبقي صوت "الكنيسي" باق لا يغيب.

الاكثر قراءة