لن يسقط محمد رمضان بعد فضيحة الدكتوراة الفخرية المفبركة فى لبنان، لأنه يمتلك "كاريزما" تتكفل بتعافيه الدائم من أزمات يمكن أن تقصم ظهر أى فنان، وتتطيح به من على عرش الوجود.
هناك فنانون كثيرون تحطمت نجوميتهم بسبب مساندتهم لفكرة التطبيع مع إسرائيل، وسقطوا فى منتصف الطريق ولم نعد نسمع عنهم، لكن محمد رمضان رغم ظهوره مع المطرب الإسرائيلى فى دبي، والتقاطه بعض الصور معه استطاع أن يخرج من هذه الأزمة "مثل الشعرة من العجين".
ومرت أزمة الطيار أبو اليسر، ومن بعدها مشكلته مع عمرو أديب، وحاول البعض اتهامه بـ"جنون العظمة"، وإفساد الشباب، ونشر البلطجة، وحمّلوه ما يطيق وفوق ما يطيق.
ورغم أنه ماهر فى استفزاز الخصوم، بسياراته ودولاراته التى ينثرها فى الهواء، وعدم مبالاته بمعاناة الشعب المطحون إلا أن الشعب نفسه يحبه، ويكفى أن ينزل إلى إحدى الساحات الشعبية حتى يتجمع حوله آلاف المحبين.
وهذا ما يجعلنى أقول إن محمد رمضان يستمد قوته من الجمهور، فرغم ما يتعرض له من هجوم إلا أنه "نمبر وان"، وأسطورة الدراما والسينما، ولا يزحزحه عن القمة أى شيء، ليس لأنه فريد فى تصرفاته الغريبة والشاذة فقط، بل أيضا لأنه لا يخضع لمنطق النجومية، وتأثرها بالفضائح والزلات الاجتماعية.
ويتعامل مع كل الأمور بمنطق "يا جبل ما يهزك ريح"، ويقفز فوق كل الحفر، ويتجاوز كل العقبات، بل يزداد شهرة وتزداد نجوميته لمعاناً.
وجمهوره يتقبل تصرفاته، ويغفر له أخطاءه الشخصية والاجتماعية، ويعتبره نجمه المفضل مادام يمتلك أدوات نبوغه، وإمكانات تفوقه على الآخرين.
ويجيد رمضان التعامل مع ميول الأجيال الشبابية الجديدة، لدرجة أنه فى حفله الأخير لم يكن هناك مكان واحد خالٍ، بل كل حفلاته كاملة العدد، والأغرب من ذلك أنه يعترف على الاستيدج فى نفس الحفل بأنه ليس مغنيا، وأنه لم يكن يفكر فى أى يوم أن يكون كذلك، ويوجه كلامه لمحبيه "أنتم من جعلتمونى أغني".
وهذا ما يؤكد أن الجمهور هم من صنعوا شخصية محمد رمضان بكل ما فيها من "نرجسية"، وحب للتألق والظهور، وهم من جعلوا أفلام البلطجة الخاصة به تحقق أعلى الإيرادات، ومسلسلاته تستحوذ على اهتمام الكبار والصغار وربات البيوت، بل إن أغانى مهرجاناته هى الأكثر تشغيلا فى حفلات المناسبات الخاصة، وإذا أردنا أن نحاكم أحدا فلنحاكم هذا الجمهور، الذى أفسح المجال لأفلام العشوائيات، وأغانى المهرجانات، وأخلاق السوق، فأى تشويه للفن بعدما يحدث تريدون.
عزيزى جمهور مصر الحبيب، أنتم السبب فى نكبة أفلام البلطجة ونكسة دراما العشوائيات، وفضيحة الدكتوراة المزيفة، أنتم من صنعتم من رمضان فنانا آليا، وقتلتم فيه روح الإنسان، وتصفقون له، وتطلبون منه المزيد.