السبت 23 نوفمبر 2024

عرب وعالم

المرأة الحديدية تغادر طواعية.. ماذا فعلت أنجيلا ميركل لألمانيا في 16 عاما؟

  • 29-8-2021 | 14:24

طباعة
  • اسراء السيد

لا شك أن المرشحين الثلاثة لخلافة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الذين يواجهون صعوبة في إثارة حماسة الألمان، سيبذلون اليوم الأحد، جهودا جبارة لتسجيل نقاط في أول مواجهة تلفزيونية كبيرة بالانتخابات التشريعية ذات النتائج غير المؤكدة.

ومن الصعب بالنسبة إلى المرشحين الثلاثة القيام بمقارنة مع ميركل "التي لا تزال تحظى بشعبية كبيرة في البلاد"، بحسب ما يؤكده العديد من الخبراء،الذين يعتبرونها المرأة الحديدية التي هيمنت على المشهد السياسي الألماني لمدة 16 عاما. 

من هي أنجيلا ميركل؟

أنجيلا ميركل

تعددت مواقف تلك المرأة الصلبة بين البراغماتية والإنسانية واتهمها خصومها أحيانا بعدم تبني "أيديولوجية" واضحة، كما ارتفعت الانتقادات ضدها في السنوات الأخيرة، بسبب موقفها من اللاجئين، وفتح الأبواب الألمانية لهم على مصراعيها، وأشعل تعاملها الصارم مع أزمة الديون في منطقة اليورو موجة انتقادات واسعة.

إلا أن ميركل صمدت متمسكة بمبادئ سياسية واقتصادية، وإنسانية وأخلاقية لا تتزحزح، علما أنها في الكثير من الأحيان أبدت ليونة لا متناهية مع خصومها دوليا.

انضمت ميركل إلى حركة الصحوة الديمقراطية التي كانت تأسست حديثًا بعد سقوط جدار برلين في عام 1989، وفي فبراير 1990 أصبحت المتحدث الصحافي باسم الحزب ، وانضمت الحزب إلى التحالف المحافظ من أجل ألمانيا، وهو تحالف مع الاتحاد الاجتماعي الألماني والاتحاد الديمقراطي المسيحي.

وقبل عدة أيام من الانتخابات الحرة الأولى والوحيدة في ألمانيا الشرقية في مارس 1990، كشفت أن رئيس الصحوة الديمقراطية، وولفغانغ شنور، كان يعمل مخبرا لحساب البوليس السياسي الألماني الشرقي سابقًا "ستأسي" لعدة سنوات.

وبرغم من أن تلك الفضيحة أدت إلى هزة في صفوف مؤيدي التحالف، إلا أن الأخير انتصر، وأصبحت الصحوة جزءًا من الحكومة الألمانية، على الرغم من فوزها بنسبة 0.9% فقط من الأصوات.

وانضمت إلى حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي CDU في أغسطس 1990 الذي اندمج مع نظيره الغربي في 1 أكتوبر، أي في اليوم السابق لإعادة توحيد ألمانيا ، وفازت ميركل بمقعد في  مجلس النواب الألماني عن شترالسوند-روغن-جريمين. 

انجيلا ميركل وزيرة للمراة والشباب

وعينت وزيرة للمرأة والشباب من قبل المستشار هلموت كول في يناير 1991، وأصبحت نائب رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بعد اندماج الأحزاب الألمانية الشرقية والغربية، فاستقال من منصبه في 6 سبتمبر 1991، بسبب اتهامات العمل لصالح ستأسي، وحلت ميركل محله في ديسمبر من نفس العام، كما أصبحت ميركل وزيرة البيئة، وترأست مؤتمر الأمم المتحدة الأول للمناخ في برلين في مارس  أبريل 1995.

وفي أواخر عام 1999، ضربت فضيحة مالية حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وثبت تورط كول في قبول واستخدام مساهمات غير قانونية في الحملة الانتخابية.

دعت ميركل في رسالة مفتوحة نُشرت في 22 ديسمبر، أبناء الحزب إلى بداية جديدة بدون رئيسه الفخري، وقد زاد موقفها هذا من شعبيتها لدى الألمان، على الرغم من أنه أزعج الموالين لكول.

وانتخبت رئيسة لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في 10 أبريل 2000، لتصبح أول امرأة وأول مسؤول غير كاثوليكي يقود الحزب.

وتولت ميركل منصب المستشارة  في  22 نوفمبر 2005، لتصبح أول امرأة في ألمانيا، والأولى من ألمانيا الشرقية التي تتولى هذا المنصب.

وتمكنت ميركل من تشكيل حكومة مع شريكها المفضل، الحزب الديمقراطي الحر الكلاسيكي،وتميزت ولايتها الثانية إلى حد كبير بدورها الشخصي الكبير في الاستجابة لأزمة الديون في منطقة اليورو، جنبا إلى جنب مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

وكان النجاح الأكثر وضوحًا الذي حققته ميركل في هذا المجال هو دخول الاتفاق المالي حيز التنفيذ في يناير 2013، وكان يلزم الحكومات الموقعة بالعمل ضمن أطر متوازنة محددة.

استمر الاقتصاد الأوروبي في التعثر بشكل كبير مع دخول ميركل فترة ولايتها الثالثة، وكان احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو مصدر قلق متكرر- لكن سرعان ما طغى تحديان أمنيان على حدود الاتحاد الأوروبي.

ميركل رئيسة الحزب الاتحاد الديمقراطى المسيحى

وطردت حركة احتجاجية موالية للغرب في أوكرانيا رئيس الوزراء الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش من منصبه في فبراير 2014، وردت موسكو بضم جمهورية القرم الأوكرانية المتمتعة بالحكم الذاتي بالقوة.

ومع استيلاء مسلحين موالين لروسيا على أراض في شرق أوكرانيا، انضمت ميركل إلى زعماء غربيين آخرين في اتهام روسيا بإثارة الصراع بشكل مباشر، ثم قادت جهود الاتحاد الأوروبي لسن عقوبات ضد روسيا وشاركت في العديد من المناقشات متعددة الأطراف في محاولة لإعادة السلام إلى المنطقة.

واستمرت حالة التآكل للتأييد الذي كان يحظى به الحزبان التقليديان الرئيسيان في ألمانيا طوال عام 2018، واضطرت ميركل إلى مواجهة تحد من حلفائها البافاريين.

قدم هورست سيهوفر، وزير داخلية ميركل ورئيس الاتحاد الاجتماعي المسيحي، استقالته المؤقتة في يونيو 2018 في معركة حول سياسة الهجرة التي تبنتها المستشارة الألمانية. وهدد الانقسام بإسقاط الحكومة الألمانية، لكن ميركل أثبتت مرة أخرى براعتها في التسوية، وتراجع عن استقالته.

لم تفعل الخلافات البارزة بين الأحزاب الشقيقة المحافظة الكثير لمساعدة الاتحاد الاجتماعي المسيحي على أرضه.

ففي أكتوبر 2018، سجل الاتحاد الاجتماعي المسيحي أسوأ أداء له منذ أكثر من نصف قرن في الانتخابات الإقليمية في بافاريا، وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، أدى أداء كئيب لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في الانتخابات الإقليمية في ولاية هيسنا إلى إعلان ميركل أنها لن تسعى إلى إعادة انتخابها كزعيم لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي.

وأخير اعلنت التخلي عن منصب المستشارة في نهاية فترة ولايتها عام 2021.

 

 

الاكثر قراءة