شكلت اللقاحات المضادة للفيروس المستجد نافذة أمل أمام العالم أجمع، إذ قد تضع حداً لكورونا، إلا أنه حتى الآن لا تزال هناك عدة تساؤلات حولها: فأيها تثبت فاعلية أكبر.
ووفق دراسة أجرتها البحرين وباحثون من جامعة كولومبيا، أظهر لقاح شركة سينوفارم الصينية أنه أقل فاعلية من غيره في الوقاية من العدوى والاستشفاء والوفاة، خاصة بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً.
وعلى الرغم من المستويات العالية من التطعيم بلقاح سينوفارم، بدأت البحرين في مايو بإعطاء جرعات معززة للمواطنين الضعفاء باستخدام حقنة مختلفة وهي من لقاح فايزر تقدم الآن أيضاً جرعات معززة للقاحات أخرى.
وكشفت الدراسة، التي نشرت على أن جميع اللقاحات التي تم إعطاؤها منذ ديسمبر في البحرين - والتي تشمل أيضاً Covishield، وهي نسخة هندية الصنع من لقاح أسترازينيكا، وسبوتنيك V الروسي الصنع، كانت فعالة في الحد من الأمراض الشديدة مقارنة بالسكان غير المحصنين.
وأظهرت أن النسبة المئوية للوفيات بين جميع حالات كورونا الإيجابية بعد التطعيم كانت 0.46% لمتلقي سينوفارم مقارنة بـ0.15%، لفايزر و0.03% لأسترازينيكا، وكان هذا الاتجاه ثابتاً للعدوى والاستشفاء، حتى مع ظهور متغير دلتا، وكانت نتائج سبوتنيك V متوسطة.
وقالت جليلة السيد جواد، الرئيس التنفيذي لمراكز الرعاية الصحية الأولية في البحرين والتي ساعدت في إطلاق حملة التطعيم وشاركت في الدراسة: "لقد وجدوا أن هناك فرقاً كبيراً بين الاستشفاء والقبول في وحدة العناية المركزة والوفاة لصالح شركة فايزر مقارنة بسينوفارم، خاصة في الفئات العمرية الأكبر سناً وفي سياق ظهور متغير دلتا".
وأوضحت أن "هذا يعطي مؤشراً أولياً، لكنه يحتاج إلى مزيد من التحليل المتعمق للقول إن هذا أفضل حقاً"، مضيفة أن المقارنة المباشرة بين سينوفارم وفايزر كانت ممكنة بسبب الخصائص العمرية والجنسية المتشابهة بين المتلقين، ووصفت الدراسة بأنها "مورد فريد من نوعه حول تأثير اللقاحات المختلفة في مجموعة سكانية واحدة".
وفى هذا السياق اعتبر جوليان تانغ، عالم الفيروسات السريري وأستاذ طب الجهاز التنفسي بجامعة ليستر، غير المنتسب إلى الدراسة، أنه في حين أن هناك اختلافات ملحوظة بين فعالية اللقاحات ضد المتغيرات المختلفة، قد يكون من المضلل مقارنة النتائج في عمليات النشر المتسلسلة أو المتداخلة دون مزيد من البيانات حول الأمراض المصاحبة وعدوى ما قبل التطعيم.
و تقر الدراسة بأن النشرات المتداخلة للقاحات والإفراط في أخذ عينات من الأفراد الذين تلقوا اللقاح الصيني الصنع قد يكون له تأثير على النتائج، لكن الباحثين خلصوا إلى أنه من غير المرجح أن تفسر مثل هذه العوامل الاختلافات المهمة للغاية في النتائج.