كشف خبراء أن الاقتصاد العراقي يحظى بمقومات هائلة وثروات طبيعية ضخمة، يجعل مصدر رئيسيا للتصدير المواد الطبيعية في منطقة الشرق الأوسط، مشيرين إلى أن مؤتمر "بغداد التعاون والشراكة" الذي شارك فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، يعد خطوة نحو توطيد مقومات الأمن القومي ونجاح العراق في الانفتاح عربيا.
ومن المتوقع أن يحقق الاقتصاد العراقي نمو بنسبة 2.5% خلال عام 2021 رغم تداعيات أزمة كورونا التي أثرت على كافة دول العالم، وذلك بعدما ارتفع سعر النفط عالميا وكذلك تدفق الاستثمارات الخليجية في العراق، وذلك وفقا لمؤشرات صندوق النقد الدولي في تقريره الأخير.
وهناك مشاريع الربط الكهربائي تقوم بها مصر من خلال آلية التعاون الثلاثي ما بين "مصر - العراق- الأردن"، مما سيعمل على جذب مزيد من المشاريع والاستثمارات في العراق، خاصة بعدما أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، ان البنية التحتية تأثرت كثيرا بسبب الإرهاب.
إعادة إعمار العراق
ومن جانبه قال الدكتور محمد راشد، المدرس بكلية السياسة والاقتصاد جامعة بني سويف، إن هناك سعي من الجانبين المصري والعراقي لتدعيم أواصر التعاون الاقتصادي والتجاري من خلال التوقيع مؤخرا على نحو 12 إتفاقية فى عدة مجالات حيوية لزيادة الاستثمارات المشتركة بين الجانبين.
وأضاف في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن من أهم مجالات التعاون بين البلدين هو اشتراك مصر فى ملف إعادة الإعمار لما لشركات المقاولات المصرية من سمعة جيدة وخبرة كبير فى تنفيذ مشروعات الطرق والكباري والإسكان وغيرها علاوة على التعاون فى مجال البترول والطاقة والصناعات التحويلية عبر إنشاء شراكات من قبل الجانبين بما يسهل عمل المستثمرين المصريين فى العراق ونقل الخبرة المصرية للأشقاء العراقيين بما ينعكس على الارتقاء بمعدلات النمو الاقتصادي وخلق المزيد من فرص العمل في الدولتين.
وأشار إلى أن هناك إصرار واضح من القيادة السياسية على زيادة الصادرات المصرية بوجه عام وإلي العراق بوجه خاص لرفع قيمة التبادل التجاري بين الدولتين البالغ حاليا قدره نحو 1.6 مليار دولار فضلا عن إمكانية نفاذ الصادرات المصرية لبعض دول الخليج الأخرى من خلال العراق كما أن زيادة الاستثمارات المصرية هناك ستنعكس إيجابا على تصدير الأيدي العاملة والخبراء المصريين للعراق.
ونوه إلى أن هناك مشروع فى منتهى الأهمية ألا وهو الربط الكهربائي بين الجانبين عبر دولة الأردن الشقيقة.
دور مصر في العراق
وقال الدكتور خالد الشافعي، رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إن مصر سيكون لها الدور الأكبر في إعادة إعمار العراق، مشيرا إلى أن القاهرة لا تسعى لفائدة اقتصادية خاصة لكنها تحاول بكل قوة دعم الأوضاع الاقتصادية في العراق وإعادة البناء.
وأضاف الشافعي في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن العلاقات الاقتصادية بين مصر والعراق مميزة لكنها لم ترتقي إلي المستوى المطلوب فمثلا الاستثمارات العراقية في مصر 500 مليون دولار فقط في المرتبة 25 على مستوى الدول المتواجدة في مصر، مشيرا إلى أنه يمكن الرجوع إلي أرقام التبادل التجاري، والتي تشير إلى أنها أقل من المستوى المطلوب، لذا لابد من العمل على تقوية العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري بين البلدين.
وأكد أن الملف الاقتصادي أكبر من حصره فقط في التبادل التجاري فهناك عشرات الملفات سواء الربط الكهربائي أو النفطي والمشروعات المشتركة مشروعات الإعمار لذلك السنوات القادمة قد تشهد مزيد من التنسيق لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية.
وأشار إلى أن الفترة المقبلة قد تشهد مزيد من التطور في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين خاصة ملف تعميق الصناعة.
فتح آفاق استثمارية جديدة
وفي نفس السياق قال الخبير الاقتصادي، سيد خضر، إن القيادة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى تسعى إلى إعادة دور مصر التاريخى فى المنطقة والشرق الاوسط والعالم اجمع من اجل وضع مصر فى مكانة اقتصادية مرموقة في العالم.
وأضاف في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن مصر تسعى أيضا إلى توطيد العلاقات السياسية والاقتصادية من أجل فتح آفاق استثمارية جديدة وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية وفتح آفاق استثمارية عابرة للحدود للشركات المصرية ومدى الاستفادة من تلك الاستثمارات في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وانعكاسها على معدلات الاقتصاد المصري.
وأكد أن مصر ستكون قاطرة للاستثمارات بشكل كبير سواء الداخلية أو الخارجية، ولديها موارد طبيعية واقتصادية تجعلها جاذبة للاستثمار خاصة في ظل نجاح التجربة الاقتصادية المصرية وجاءت ثقة وإشادة كبرى المؤسسات الاقتصادية بتحسن أداء الاقتصاد المصرى ومدى قدرته على التعامل الايجابى المرن مع الازمات ومدى الاستمرارية في تنفيذ المشروعات القومية رغم الأزمات، في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية في معظم الدول النظيرة والناشئة، ايضا استقرار الاوضاع المالية، ومدى الحفاظ على استمرارية المناخ المناسب للاستثمارات والاستقرار الأمنى الذى يعتبر ركيزة أساسية لدعم الاستثمارات فى البورصة المصرية.
وأشار إلى أن توطيد العلاقات مع الجانب العراقي خاصة والدول العربية عامة يسهم في تعزيز العمل المشترك من أجل تحقيق التنمية المستدامة ونقل التجربة المصرية إلى العراق من اجل تنمية العراق اقتصاديا وخروجها من النفق المظلم والعمل على إنشاء البنية التحتية وكذلك الاستفادة من الاستثمارات فى قطاع التعدين حيث ينعكس ذلك على الوضع الاقتصادى المصرى من حيث توفير فرص عمل وانتعاش حركة التصنيع الداخلي من أجل المشاركة في إعادة إعمار العراق.