تتزايد الأصوات المعارضة لبناء منجم الليثيوم الذي تخطط له شركة التعدين الدولية (ريو تينتو) في صربيا، حيث أثار السكان المحليون والمنظمات البيئية غير الحكومية مخاوف بشأن التأثير البيئي المحتمل للمشروع.
وأفادت شبكة أنباء البلطيق الإخبارية بأن أكثر من 110 آلاف و400 شخص على عريضة تدعو إلى فرض حظر على تنفيذ المشروع أو أية معالجات للمعادن مرتبطة به في وادي جادار بسبب مخاوف انتشار التلوث، بما جعل الحكومة الصربية تعلم عن إجراء استفتاء على مشروع جادار للسماح للسكان الصرب بتقرير ما إذا كانت ستمضي قدمًا في خطط استكمال المشروع أم لا.
ومن المتوقع أن يحول المشروع، الذي يحمل اسم مشروع (جادار)، شركة (ريو تينتو) إلى واحدة من أكبر عشرة منتجين لليثيوم في العالم، في ظل التكهنات بارتفاع الطلب على المعدن بقوة خلال السنوات القادمة بعد أن أصبح مكونًا هامًا لبطاريات السيارات الإلكترونية وكذلك للمنتجات الإلكترونية.
وأعلنت (ريو تينتو) تخصيص 2.4 مليار دولار للمشروع، الذي من المقرر أن تبدأ في تنفيذه عام 2026، وذلك في إطار سعي شركة التعدين العالمية للإستفادة من المعادن اللازمة للتحول للطاقة الخضراء، والتي تشمل الليثيوم.
وفي عرض تقديمي عبر الإنترنت للمشروع، قالت فيرسنا برودانوفيتش الرئيس التنفيذي لشركة (ريو سافا إكسبلوريشن)، الفرع الصربي لمجموعة (ريو تينتو) ، إن منجم جادار في غرب صربيا سيخرج العديد من المنتجات الهامة مثل حمض البوريك الكربوني من الليثيوم وكبريتات الصوديوم.
وأضافت أن الشركة تستهدف تحسين حياة السكان المحليين، وإقامة شراكات مع دول أخرى، والتأكيد للأشخاص الذين سسيبقون في المنطقة أن المشروع سيكون آمنًا لحياتهم وصحتهم.
إلا أن العرض الأخير الذي جاء لتهدئة الإحتجاجات الشرسة من قبل نشطاء البيئة الصرب ضد تعدين الليثيوم، لم يؤثي ثماره، بل تزايد عدد المعارضين للمشروع، وآثار مخاوف من خروج المزيد من التظاهرات الاحتجاجية، حيث كان الآلاف قد تجمعوا في بلجراد في ابريل الماضي للاحتجاج على بناء المنجم.
وعلى نطاق أوسع، ينتشر القلق في صربيا إزاء قيام الحكومة بمنح امتيازات للشركات الأجنبية، بما يتضمن إعفاءات من بعض القواعد البيئية لإقناعها بالاستثمار في البلاد.
واتهمت حركة (دوستا جي بيلو) اليمينية، والتي تعارض مشروع جادار، ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى بالنظر إلى صربيا على أنها "مصدر ممتاز للعمالة الرخيصة ذات الجودة ومخزن للتقنيات المشكوك بها حيث يمكنهم القيام بأعمال لا يمكنهم القيام بها في بلادهم".
وأضافت الحركة أن دول أوروبا لا تقوم عمليًا بتعدين الليثيوم داخل أراضيها ، على الرغم من وجوده في بعض الدول مثل البرتغال وألمانيا وغيرها، لأن التكنولوجيا القائم عليها المشروع ليست نظيفة وضارة للغاية بالبيئة البشرية.
من ناحية أخرى، هاجمت نائبة رئيس الوزراء ووزيرة التعدين والطاقة زورانا ميهايلوفيتش الاحتجاجات ضد خطة جادار لتعدين الليثيوم ووصفها بأنها "سياسية" وليست بيئية، مشيرة إلى أن بناء المنجم سيُمكن صربيا من إنشاء سلسلة من المنتجات ذات القيمة الكاملة في مجال السيارات الكهربائية.