بعد إشادة منظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية "الهابيتات" بنجاح مصر في القضاء على العشوائيات والتطوير الحضاري، أكد اقتصاديون أنها لم تأتي من فراغ بل قائمة على دلائل ومؤشرات، فخلال السنوات الأخيرة الماضية نجحت الدولة المصرية في الاهتمام بملف العشوائيات وتطويرها والارتقاء بكافة الخدمات ولمقدمة لقانطي هذه المناطق، مشيرين إلي أنه تم تنفيذ آلاف من الوحدات السكنية لآمنة واللائقة بالمواطنين المصريين ولإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة، الأمر الذي جعل العديد من الدول تسعي للاستفادة من التجربة المصرية والسير على نهجها، لافتين إلي أن تطوير العشوائيات يجعل مصر واجهة جاذبة للاستثمارات، مما يعود بالنفع والفائدة على الاقتصاد المصري والنهوض به.
الاستفادة من التجربة المصرية
ومن جانبه، قال الدكتور فخري الفقي، الخبير الاقتصادي، إن الدولة المصرية نجحت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة الماضية في القضاء على العشوائيات، وخلق مجتمعات عمرانية جديدة، لافتا أن العشوائيات كانت من المشكلات الخطيرة التي يعاني منها المجتمع المصري.
وأكد الفقي في تصريح خاص لـ"دار الهلال"، أن ملف العشوائيات كان لابد من فتحه والاهتمام به، لتحقيق التنمية المستدامة التي تسعي لتنفيذها الدولة، حيث تم العمل على تطوير المساكن العشوائية، والارتقاء بها من مختلف الجوانب سواء اجتماعيا أو اقتصاديا أو بيئيا.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن ذلك يؤكد حرص القيادة السياسية على صحة المواطنين والارتقاء بمستوي الخدمات المقدمة لهم، وتوفير مساكن آمنة ولائقة بهم، بالإضافة إلي القضاء على المناطق غير الآمنة في هذه العشوائيات، وتزويدها بمرافق وخدمات على أعلي مستوي، من كهرباء ومياه وغاز وغيرها من المرافق.
وأشار إلي أن إشادة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بالتجربة المصرية في تحقيق التمية والقضاء على العشوائيات يؤكد مدى نجاح مصر وريادتها في حل المشكلات التي تواجهها داخليا، والتي كان أبرزها العشوائيات والفقر والبطالة، وسعي كافة الدول للاستفادة منها والسير على نهجها، مشيدا بجهود الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعزيز مكانة مصر دوليا وعالميا، وتحقيق النهضة والتنمية في كافة المجالات وفي مختلف القطاعات.
زيادة الاستثمارات والنهوض بالاقتصاد
وفي نفس السياق، قالت الدكتورة هدي الملاح، مدير المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى، إن العشوائيات كانت بمثابة قنبلة موقوتة التي تشكل العديد من المخاطر والأضرار على المجتمع المصري، لذلك كان الاهتمام بالقضاء عليها ضرورة لتحقيق التنمية في مصر، لافتة أنه لا يمكن لأي دولة أن تحقق النهضة والتنمية في وجود ثلاثة أشياء وهم العشوائيات والفقر والبطالة.
وأكدت الملاح في تصريح خاص لـ"دار الهلال"، أن الدولة المصرية قامت بجهود كبيرة للقضاء على العشوائيات، تنفيذا لرؤيتها الاستراتيجية التي تسعي لتنفيذها وتحقيق التنمية المستدامة، حيث عملت على تنفيذ آلاف من الوحدات السكنية والقضاء على المناطق العشوائية غير الآمنة وتحسين مسوي الخدمات المقدمة لقانطي هذه المناطق.
وأوضحت مدير المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى، أن الاهتمام بتطوير العشوائيات وإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة له قيمة اقتصادية كبيرة، حيث يوفر بيئة ومناخ جذاب للمستثمرين، والتشجيع على إقامة المشروعات التجارية التي كانت تعوقها وجود المناطق والأحياء العشوائية، الأمر الذي ينهض بالاقتصاد ويزيد من الاستثمارات الأجنبية.
وأشارت إلي أن اقتداء منظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية وسعيها للاستفادة من خبرات وتجارب مصر في التعامل مع مشكلة العشوائيات ونجاحها في القضاء عليها لم يأتي من فراغ، بل قائم على جهود ومؤشرات ودلائل أكدت نجاح الدولة في منع تفاقم هذه المشكلة، كونها تسبب العديد من المخاطر وتحمل الدولة المزيد من الأعباء والتكاليف، وتؤدي إلي إحداث التكدس والزيادة السكانية.
القضاء علي العشوائيات والتطوير الحضري
وفي هذا الصدد، عقدت منظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية "الهابيتات" ورشة عمل حول إعادة البناء بشكل أفضل في المنطقة العربية، بحضور عدد من المسؤولين بالدول العربية والمدير الإقليمي للمنظمة د.عرفان على، والدكتورة رانيا هدية مدير مكتب المنظمة في مصر.
وخلال الورشة، تم عرض تجارب مصر الناجحة في القضاء علي العشوائيات والتطوير الحضري في عدد من المدن والمناطق المصرية خلال الفترة الماضية وكذلك خطتها المستمرة في مشروعات التطوير الحضري، بمشاركة عدد من المحافظين والمسؤولين في الدول العربية.
ووفقا للمنظمة الدولية المعنية بالتنمية الحضرية، فإن المنطقة العربية واحدة من أكثر مناطق العالم تحضرا، ومن المتوقع أنه بحلول ۲۰۳۰ أن تستضيف المنطقة ١٨٧ مليون شخص، ومن المتوقع أن يعيش 63% منهم في المدن وهوامشها، لافته إلي أن في المنطقة مجموعة من التحديات التي يمكن أن تعيق تعزيز التنمية الحضرية المستدامة، لأن معظم سكان المناطق الحضرية في المنطقة العربية يعيشون في المجتمعات الحضرية الرئيسية، وقلت القدرة التنافسية للمدن الصغيرة والمتوسطة مما أدى إلى زيادة هجرة العمالة الداخلية في المدن العربية.
وجاء الهدف من الورشة دعم المدن العربية لتعزيز استخدام أدوات التعافي وإدارة المدن لتعزيز التعافي المحلي المستدام والتنمية في المنطقة العربية، وسيتم تحقيق ذلك من خلال تبادل الخبرات من مصر والعراق ودول أخرى والاستفادة من المناقشات المتعلقة بطريقة تطبيق هذه التجارب في سياقات مختلفة لإعادة البناء بشكل أفضل وأكثر خضرة وشمولية.
اقرأ أيضا:
رئيس «تطوير العشوائيات»: الانتهاء من «غير المخطط» بالكامل بحلول 2030
نائب بـ"الشيوخ": القيادة السياسية تعتبر القضاء على العشوائيات محورا مهما بخطة بناء الإنسان
خبراء: تطوير العشوائيات أعاد الكادحين إلى وجه الحياة.. وحدَّ من البطالة