ما أجمل أن تكون من أهل القرآن، فالقرآن طمأنينة القلب، حيث يعيش من يحافظ على تلاوة القرآن الكريم وحفظ آياته بطمأنينة عجيبة، يقوى من خلالها على مواجهة الصعاب التي تواجهه، فقد قال– تعالى-: «الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ»، فسورة يس من السور المكية التي أنزلت على الرسول محمد -صلي الله عليه وسلم- في مكة المكرمة، حيث تؤكد السورة على وحدانية الله وأن لا شريك له في العبودية، ووضحت السورة كيفية الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة، فمن داوم على قراءتها يوميًا فله فضائل كثيرة، وهذا ما ستعرضه بوابة «دارا لهلال»، فيما يلي:
فضائل سورة يس:
- اتفق أهل العلم في القرآن الكريم أن قراءة سورة يس تغفر الذنوب وتذهب السيئات، فعن جندب -رضي الله عنه- قال: قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «مَن قرَأ يس في ليلةٍ ابتغاءَ وجهِ اللهِ غُفِر له»، ومن سنن رسول الله قراءه سورة يس على من حان أجله من المسلمين؛ فعن معقل بن يسار -رضي قراءة سورة يس على المحتضر لله عنه- عن رسول الله -عليه السلام- أنّه قال: «اقرَؤوا على موتاكم يس».
- من قراء سورة يس في ليلة ولدية نية في التوبة، غفر له الله ذنوبه وكفر عن سيئاته، فعن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ سورة يس في ليلة ابتغاء وجه الله غُفر له في تلك الليلة).
- أوصانا الله بقراءة سورة يس على أمواتنا؛ لأن في ذلك بشارة للمؤمن الذي يموت على التوحيد بالجنة والعاقبة الحسنة في الآخرة، ومن ذلك قوله- تعالى-: «قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ*بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ»، فسماع هذه الآية فيه بشارة للمؤمن في حال احتضاره، والاستبشار فيه تسهيل لخروج الروح من الجسد.
- تساعد تلاوة سورة يس في التخلص من السحر، والوقاية من اعمال السحرة.
- تساعد قراءة سورة يس في علاج القرين وطرد الشياطين من المنزل، لأن الجن يختنق عند سماع القرآن ويخاف من تلاوة القرين عليه.
- تعمل السورة على إزالة الخوف والقلق من قلوب المؤمنين، والشعور بالراحة وطمأنينة القلب.
- تلاوة القران يقربنا من الله وتغفر من ذنوبنا.
- من يعاني من أضرابات في النوم سواء كان للطفل أو البالغ، عليه سماع سورة يس قبل النوم.
- تطرد الشياطين من المنزل وتجمع الملائكة فيه.
- تعمل سورة يس عند تلاوتها في فك الكرب، وراحة البال، والشعور بالأمن والطمأنينة في القلب.
** الموضوعات الرئيسية التي تضمنتها سورة يس
- أشارت السورة إلى قدرة الله سبحانه وتعالي على إحياء الموتى، والبعث يوم القيامة، لمحاسبة المرء على ما فعله في الدنيا، ففي أول السورة يقول الله -عزوجل-: «إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ»، ثمّ يأتي ذكرها في قصة أصحاب القرية، وفي وسط السورة تنقل مشهدًا متكاملًا من مشاهد اليوم الآخر، وفي ختام السورة يقول – تعالى-: « وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ، قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ».
- تحدثت السورة عن وحدانيّة الله، ويظهر ذلك من استنكار الإشراك بالله سبحانه على لسان الرجل المؤمن الذي جاء من أقصى المدينة، وهو يقول: «وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ»، وقبل نهاية السورة تم التأكيد على وحدانية الله، قال – تعالى-: «وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ آلِهَةً لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ».
- تناولت الآيات قصة أصحاب القرية، وتحذير من عاقبة التكذيب بالرسالة والوحي الإلهي، كما تحدثت عن طبيعة الوحي وصدق الرسالة؛ ففي أوائل الآيات قال الله -تعالى-: «يس، والقرآن الحكيم، إنك لمن المرسلين».