الخميس 30 مايو 2024

«القمة الثلاثية» تنسيق مستمر تجاه القضية الفلسطينية.. سياسيون: استهدفت دفع المصالحة وتثبيت الهدنة

القمة الثلاثية

تحقيقات2-9-2021 | 17:40

أماني محمد

تنسيق مصري أردني فلسطيني مستمر بشأن القضية الفلسطينية، تأكد اليوم في القمة الثلاثية التي استضافتها القاهرة اليوم، بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، حيث أكد سياسيون أن القمة هي استمرار للدور المصري الداعم للقضية الفلسطينية بهدف دفع المصالحة وإنهاء الانقسام وكذلك تثبيت الهدنة مع إحياء مسار المفاوضات.

وناقشت القمة مستجدات الموقف في الأراضي الفلسطينية، وكذلك على المستويين الإقليمي والدولي، حيث عكست مدى التقارب في وجهات النظر بين كل من مصر والأردن وفلسطين حيال مجمل القضايا، كما أكدت المواقف الثابتة لمصر والأردن من دعم دولة فلسطين والرئيس محمود عباس إزاء أية تحركات أو إجراءات من شأنها المساس بثوابت القضية الفلسطينية، أو إحداث أي تغيير أحادي على الأرض من شأنه المساس بحق الشعب الفلسطيني في الحصول على دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ومن ثم أهمية تكاتف جميع الجهود من الأشقاء والشركاء للعمل على إحياء عملية السلام واستئناف المفاوضات وفق مرجعيات الشرعية الدولية، أخذاً في الاعتبار التبعات الجسيمة من عدم حل القضية الفلسطينية على أمن واستقرار المنطقة بالكامل.

3 أهداف للقمة

وفي هذا السياق، قال الدكتور عاطف سعداوي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن القمة المصرية الأردنية الفلسطينية في القاهرة اليوم تأتي في إطار تنسيق المواقف المستمر بين الدول الثلاث فيما يتعلق بمسار القضية الفلسطينية بالأساس، كما ستناقش مواقف الدول الثلاث بشأن القضايا الإقليمية لكنها تركز بالدرجة الأولى على القضية الفلسطينية حيث ستكون هي جوهر المباحثات.

 

وأكد سعداوي، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، مصر والأردن داعمان بشكل قوي لتثبيت الهدنة في فلسطين ووقف إطلاق النار وإنهاء الانقسام، مشيرا إلى أن القمة استهدفت 3 أهداف بالأساس الأول دفع مسار المصالحة الفلسطينية والحوار الفلسطيني- الفلسطيني وإنهاء الانقسام، والثاني هو تثبيت الهدنة في فلسطين ووقف إطلاق النار مع الجانب الإسرائيلي.

 

وأشار إلى أن الهدف الثالث هو محاولة حلحلة مسار المفاوضات بشأن القضية الفلسطينية والمجمد منذ فترة، فهناك تغيرات في المنطقة والإقليم ومواقف الإدارة الأمريكية، وهناك محاولات لإحياء مسار المفاوضات مرة أخرى، مضيفا أن القمة أيضا تعمل على التأكيد على الثوابت بشأن القضية الفلسطينية بعدما تعرضت للتآكل خلال فترة إدارة الرئيس الأمريكي السابق ترامب.

 

وأوضح أن أهم هذه الثوابت هي حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا كله ما هدفت إليه القمة الثلاثية في القاهرة اليوم، مؤكدا أن اجتماع الدول الثلاث يؤكد الثوابت العربية في القضية الفلسطينية والتي تعرضت للتشكيك، حيث تسعى الدول الثلاث للتأكيد على الموقف العربي التقليدي في تلك القضية.

 

وأضاف الخبير السياسي أن القمة هي عودة للمسار الصحيح والتأكيد أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية وهي رسالة تحاول الدول الثلاث إيصالها وأنه لا مساس بتلك الثوابت وأن هناك موقف عربي موحد بشأن تلك القضية، مؤكدا أن هذا الموقف قد يكون له صدى لدى المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية وخاصة مع اقتراب انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وربما تطرح الثوابت التقليدية من القضية الفلسطينية ومحاولة دفع المجتمع الدولي لإحياء مسار المفاوضات وفقا لتلك الثوابت.

 

استمرار للدور المصري

ومن جانبه، قال الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن القمة الثلاثية اليوم بين مصر والأردن وفلسطين اكتسبت أهمية كبرى لدعم القضية الفلسطينية، مضيفا أن القمة تتزامن مع عدد من المستجدات منها موقف الإدارة الأمريكية الجديدة التي تسعى لإحداث نوع من عودة المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

 

وأوضح إسماعيل، في تصريح لبوابة دار الهلال، أن القمة هي استمرار أيضا للدور المصري المبذول في دعم القضية الفلسطينية على كافة المستويات سواء من خلال دعم المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام واللقاءات المستمرة بين القيادات الأمنية في مصر وفلسطين في هذا الصدد وكذلك الجهد المبذول لتثبيت وقف إطلاق النار والهدنة.

 

 

 

وأشار إلى أن مصر تسعى أيضا لإعادة المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وكذلك جهود إعادة الإعمار التي تقودها حاليا في قطاع غزة لعودة الحياة إلى طبيعتها مرة أخرى، مؤكدا أن التكاتف المصري الفلسطيني الأردني مهم في سبيل تكوين رأي مشترك وصورة جديدة لعملية التفاوض بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.

 

وشدد على أن هذه الجهود تتزامن مع اقتراب الجمعية العامة للأمم المتحدة بما يؤدي إلى مزيد من الزخم في عودة المفاوضات مرة أخرى من خلال محور عربي قوي يتمثل في مصر والأردن وفلسطين، مؤكدا أن هناك رغبة عربية لإحياء عملية السلام بما يلبي ولو جزء يسير من حقوق الشعب الفلسطيني وطموحاته وآماله.