أكدت صحيفة (الخليج) الإماراتية، الصادرة اليوم الجمعة، أن ميليشيات الحوثي الانقلابية في اليمن خرجت عن المسار الإقليمي والتمرد على الشرعيتين اليمنية والدولية، وبدل الإنصات إلى نداءات السلام تواصل انتهاكاتها السافرة واعتداءاتها الممنهجة متوهمة أنه ليس هناك من يردعها، وأن نهجها الانقلابي سيحقق لها ما عجزت عنه في سبع سنوات أدخلت فيها اليمن وشعبه حربا مدمرة وأزمة إنسانية بلا حدود.
وأضافت - في افتتاحيتها تحت عنوان "ليت الحوثي يتعقل" - أنه في مأرب تدور معارك عنيفة يخوضها الجيش اليمني لصد محاولات ميليشيات الانقلاب للسيطرة على تلك المحافظة الاستراتيجية.. ورغم الخسائر البشرية الفادحة التي يتكبدها الحوثيون تصر قيادتهم على الزج بالمزيد من الشباب اليمني المجند، أغلبهم قسرا، في أتون القتال.
وأوضحت الصحيفة أن الأزمة الإنسانية التي يتم التحذير منها على مر الأيام، أصبحت واقعا مؤلما في انهيار الأنظمة الصحية والتعليمية، واتساع نطاق الفقر والمجاعة والجريمة، وتدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي.
وأكدت أن فشل الحوثي في جبهات المعارك دفعه إلى اختطاف من في مناطق سيطرته من اليمنيين واتخاذهم رهائن.. وحتى يلفت أنظار العالم إليه يتجرأ بالعدوان على الأراضي السعودية بإطلاق الصواريخ والمسيرات العبثية، متحديا بذلك كل القوانين والمواثيق الدولية، وقاطعا الطريق أمام دعوات العودة إلى الرشاد والكف عن هذه التصرفات الإجرامية التي لن تزيده شيئا غير مزيد من الخزي والعزلة.. فالاعتداءات المتكررة على السعودية عنوان آخر للفشل الحوثي الشامل، ولا يمكن أن تكون يوما «إنجازا عسكريا» طالما أن مبدأها وهدفها دعائي رخيص، فضلا عن أنها جرائم حرب وفق القانون الدولي.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الحرب العبثية التي يشنها الانقلاب الحوثي يجب أن تتوقف لأنها لن تبني بلدا ولن تحقق دولة، والحل الوحيد لمغادرة هذا المربع الاحتكام إلى المفاوضات، واستئناف عملية سياسية شاملة بقيادة يمنية وحزم دولي.. فالحوثيون، كما تقول كل مبادرات التسوية، هم جزء من الشعب اليمني ولا أحد ينكر عليهم ذلك، لكنهم ليسوا هم اليمن، ولا هم الشرعية التي يزعمونها.. وفي سياق مساعي التهدئة الإقليمية وتدشين سياقات جديدة لخفض التصعيد وإنهاء الأزمات، يجب على الحوثيين أن يستوعبوا مقتضيات هذه اللحظة، ويكفوا عن مغامراتهم الفاشلة في هذه الحرب، لأنها حرب لا منتصر فيها، واليمنيون هم من يدفعون ثمنها