يُنظم مركز الجزويت الثقافي بالإسكندرية، في السادسة من مساء اليوم السبت، عرض للفيلم الروائي الألماني الطويل Wings of Desire أو "أجنحة الرغبة"، من إخراج فيم وندرز، وهو فيلم درامي فاتتازيي، رومانسي، من إنتاج العام 1987 وتبلغ مدة عرضه 125 دقيقة، ناطق باللغة الألمانية، ويعرض مصحوبا بترجمة للإنجليزية.
ويعتبر فيلم "أجنحة الرغبة"، واحد من أجمل سيمفونيات تصوير المدينة في تاريخ السينما، بطل الفيلم هو ملاك يدعي "دامييل"، يطفو فوق أسطح مباني برلين، ويستطيع أن يسمع أفكار الناس الساكنين بها، ومخاوفهم، وآمالاهم، وأحلامهم.
وحين يقع "دامييل"، في حب لاعبة ترابيز جميلة، يصبح مستعدا لأن يتخلى عن خلوده وأن يعود إلى الأرض ليكون معها، وتم تنفيذ الفيلم قبل سقوط حائط برلين بوقت قصير، وتم تصويره بالأبيض والأسود، وهو بمثابة قصيدة رائعة من الشعر مغزولة بالصوت و الصورة، جعل ذلك من الفيلم اسم، المخرج "فيم فيندرز" يقترن للأبد بفن صناعة الأفلام.
وعن فيلم "أجنحة الرغبة" يقول الناقد أحمد الخطيب: من عبقرية "فيم فيندرز" في هذا الفيلم أنه صنع مشهدين خصيصاً ليوضح اختلاف كينونة الملاكين، في مشهد مهم من الفيلم نجد رجل مُلقى على الأرض مُصاب في حادثة وهناك سيارة هامدة مقلوبة أمامه، أكثر الظن أنه فقد أحد أحبائه في هذه الحادثة، كان الشخص المصاب يهذي في عقله بكلمات الندم والحسرة والانتحاب على حبيبته، ولكن عندما اقترب منه "داميَيل" ولثم رأسه بيديه، أخذ الرجل في تغيير أفكاره الكئيبة والتفكير في حياته القادمة وأنه يجب أن ينتصر على هذا الموقف، وهنا تتضح شخصية الملاك داميَبل الشاعرية العاطفية المُشتاقة لمساعدة الناس والإحساس بهم.
واحدة من الأشياء الرائعة في هذا الفيلم هي عدم وجود الكثير من الشخصيات التي تتزاحم على المشاهد، لآن هذا الزحام يضعف العديد من الأعمال الفنية الجيدة، إنما هذا العمل يتميز بقلة الشخصيات الرئيسية، لذلك تم إعطاء كل شخصية المساحة الكاملة للظهور أمام الكاميرا وإظهار قوته التمثيلية وسطوته على الشخصية.
يشار إلى أن مركز الجزويت الثقافي بالإسكندرية، هو مؤسسة مستقلة غير ربحية، تأسست من قبل اليسوعيين عام 1953، هدفها الرئيسي هو التكوين الإنساني خاصة الشباب، الذين يودون المشاركة بشكل إيجابي في التنمية البشرية للمجتمع مع جميع التحديات الثقافة الحديثة.
ولذلك، يقدم المركز مجموعة متنوعة من البرامج التكوينية الفنية والفكرية والثقافية لتمكينهم من المشاركة الفعالة في تنمية المجتمعات، وينطلق المركز في عمله من الإيمان بالكرامة الإنسانية وقيم المواطنة والمساواة والعدالة دون أي تحيز طائفي أو سياسي أواجتماعي أو جنسي.