الأحد 2 يونيو 2024

فرنسا تشهد محاكمة استثنائيّة في قضية اعتداءات باريس عام 2015

فرنسا

عرب وعالم5-9-2021 | 16:36

دار الهلال

بعد مرور ست سنوات على اعتداءات 13 نوفمبر 2015 في باريس وضاحيتها، يفتح القضاء الفرنسي يوم الأربعاء، وعلى مدى تسعة أشهر ملف المجزرة التي أوقعت 130 قتيلا وأكثر من 350 جريحا.


ففي ليلة الرعب تلك، هاجم انتحاريون ملعب استاد فرنسا في سان دوني قرب باريس، فيما فتح مسلحون النار على شرفات مقاه وفي قاعة باتاكلان للعروض الموسيقية، في أعنف الهجمات التي عرفها هذا البلد منذ الحرب العالمية الثانية.


ونفذت الاعتداءات التي تبنتها داعش في وقت كانت باريس لا تزال تحت وقع صدمة هجمات يناير على صحيفة شارلي إيبدو الهزلية التي قتل جميع أفراد هيئة تحريرها تقريبا إعداما، وعلى متجر يهودي للأطعمة.


ويمثل عشرون متهما بينهم الفرنسي المغربي صلاح عبد السلام، الناجي الوحيد بين أفراد المجموعات الجهادية التي نفذت الاعتداءات، أمام محكمة الجنايات الخاصة في باريس التي لها صلاحية النظر في قضايا الإرهاب، وسط تدابير أمنية قصوى.


وسيحضر 14 من المتهمين فيما يُحاكم الستة الآخرون غيابيا. وهم متهمون بتقديم مساعدة أو دعم بدرجات متفاوتة في التحضير للاعتداءات.


وتُعد المحاكمة خارجة عن المألوف من حيث عدد مدعي الحق المدني البالغ حوالى 1800، ووقعها النفسي ومدتها، واستغرق الإعداد لها وبناء قاعة الجلسات الخاصة في قصر العدل بباريس سنتين.


ويشكل إجراء محاكمة بهذا الحجم وإتمامها خلال المهلة المحددة في 25 مايو 2022، تحديا فريدا للقضاء، ولا سيما في ظل تفشي وباء (كوفيد-19) وفي وقت لا يزال الخطر الإرهابي مرتفعا.


وسيدلي حوالى 300 فقط من أقرباء الضحايا والناجين من الاعتداءات بشهاداتهم بين نهاية سبتمبر ونهاية أكتوبر.


ويوضح رئيس جمعية "لايف فور باريس" (الحياة لباريس) أرتور دينوفو وهو نفسه ناجٍ من قاعة باتاكلان: "نعرف أنها محطة هامة لحياتنا فيما بعد".


واعتبر أن هذه الشهادات "ستدخل العامل الإنساني مجددا إلى المحاكمة"، موضحا أنه لابد من تقبل "فيض" في المشاعر في بعض الأحيان.


ففي 13 نوفمبر 2015 بعد الساعة 21:00 بتوقيت جرينتش، فجّر انتحاري نفسه قرب ملعب استاد فرنسا خلال مباراة ودية بين منتخبي فرنسا وألمانيا. 


وعلى بعد كيلومترين في قلب باريس، أطلقت وحدة مسلحة من ثلاثة عناصر النار بالأسلحة الحربية الرشاشة على شرفات مقاه، فيما فتحت وحدة ثالثة من ثلاثة عناصر أيضا النار على الجمهور داخل مسرح باتاكلان خلال حفل موسيقي.


وبعيد منتصف الليل، اقتحمت الشرطة المسرح، فهرب مهاجمان وبدأت عملية مطاردة استمرت خمسة أيام. وفي نهاية المطاف، قتل عبد الحميد أباعود، أحد الجهاديين الناطقين بالفرنسية في رأس قائمة المطلوبين لدى فرنسا، وشريك له في 18 نوفمبر خلال هجوم للشرطة على مبنى في سان دوني كانا يختبئان فيه.