قال أسامة كرار، المنسق العام للجبهة الشعبية للحفاظ على الآثار: إن كنوز الحضارة المصرية القديمة تتعرض لانتهاكات صارخة تسببت في تدمير كثير منها بسبب الإهمال المتعمَّد من قبل المسئولين.
وأكد كرار في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم" إن مسند الملك " توت عنخ آمون" قد تعرض للكسر خلال عملية تجهيزه ضمن 65 قطعة من الأثاث الجنائزي الخاص بالفرعون الذهبي، للنقل من المتحف المصري بالتحرير إلى مكان عرضها الدائم بالمتحف المصري الكبير بميدان الرماية، موضحًا أن نفي وزارة الآثار تعرّض المسند للكسر عارٍ تمامًا عن الصحة، في إشارة منه إلى تصريحات صباح عبد الرازق، المشرف العام على المتحف المصري بالتحرير، والتي أكدت فيها أن التمثال عبارة عن قطعتين ولم يتم كسره.
واستدل المنسق العام للجبهة الشعبية للحفاظ على الآثار على صحة كلامه بالمذكرة الرسمية الصادرة عن لجنة التسليم، والموجهة إلى مدير عام المتحف المصري صباح عبد الرازق، والتي تفيد بتعرض المسند في أثناء سحبه لبعض الشروخ وانفصال بعض الأجزاء.
وحمّل كرار المسئولية كاملة عما حدث لهذا المسند النادر إلى كلٍّ من عيسى زيدان مسؤول عملية التغليف، ومحمد عطوة مسؤول النقل، وذلك لعدم حضورهما وقت عمليات السحب والتغليف نظرًا لانشغالهما بأعمال أخرى، مطالبًا كلًّا من الدكتور خالد العناني وزير الآثار، والدكتور طارق توفيق، المشرف العام على المتحف المصري الكبير بتحويل المسئولين إلى التحقيقات، مشيرا إلى أن هذه الواقعة كادت تُدفن لولا ظهور هذه المذكرة.
ووفقا للمذكرة التي حصلت "الهلال اليوم" على صورة ضوئية منها، والمقدمة من وكيل المتحف المصري لشئون الأثريين، إلى صباح عبد الرازق، مدير عام المتحف المصري، حول كسر مَسند توت عنخ آمون، والتي تم تحريرها يوم الثلاثاء 11 /4/2017، فإن المسند قد تعرض لبعض الشروخ وانفصال بعض الأجزاء من القسم السفلي منه.
وجاء فى نص المذكرة "إنه أثناء تسليم لجنة المتحف المصري الكبير لآثار توت عنخ آمون وأثناء فتح الفترينة الحائطية حرف (A) شمال رواق (9)، وأثناء تسليم القطعة الأثرية، رقم سجل خاص القسم (2761)، وهى عبارة عن مسند رأس من العاج عبارة عن الإله شو محاطًا بأسدان من الجانبين، وأثناء سحبه وتسليمه انفصل الجزء السفلي، وحدث به بعض الشروخ وانفصال بعض الأجزاء حيث كان يوجد بها ترميم سابق، وذلك بمعرفة عصام عماد الدين صقر، المرمم بالمتحف المصري الكبير، وأحد أعضاء لجنة التسليم، مع العلم أن جميع عناصر القطعة الأثرية موجودة، وتم تسليمه للجنة المتحف الكبير إلى حسن محمد السيد، وسوف يتم ترميمه بمعمل المتحف المصري الكبير، وذلك في حضور اللجنة المشكلة من هالة حسن، وحسن محمد السيد، وعصام عماد الدين صقر، وأمين الشرطة محمد عبدالخالق".
يذكر أن عملية النقل التي تمت أمس جاءت في إطار المشروع المصري الياباني المشترك بين وزارة الآثار ووكالة التعاون الدولي اليابانية (جايكا) بهدف ترميم وصيانة وتغليف ونقل 71 قطعة أثرية من المتحف المصري بالتحرير إلى مكان عرضها الدائم بالمتحف المصري الكبير بميدان الرماية، من بينها 65 قطعة من الأثاث الجنائزي الخاص بالفرعون الذهبي "توت عنخ آمون"، وتشمل 3 أسرّة خشبية مذهّبة و5 عجلات حربية و57 قطعة نسيج وكان من بينها المسند المذكور، هذا بالإضافة إلى لوحات جدارية تخص الملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة.