الأربعاء 25 سبتمبر 2024

«استجابة للدعاء وشفاعة يوم القيام».. فضل الصيام في الدنيا والأخرة

الصيام

دين ودنيا6-9-2021 | 14:47

زينب محمد

الصيام هو من سبل التقرب إلى الله وطاعته وعبادته حيث قال الله –تعالى- :« وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ»، فله فضائل عظيمة على حياة الفرد والمجتمع؛ لأنه يعلم المسلم الصبر وتحمل المشتق ويعصم من ارتكاب الذنوب ويرقق الأحاسيس، فالصوم عباده وطاعه لله وفيه ابتعاد عن كل ملذات وشهوات الدنيا.

الصيام في شهر رمضان عتق من النار ومغفرة من الذنوب، فقد أكد الله -عز وجل- على فضل شهر رمضان القرآن الكريم كما انه الشهر الوحيد الذي ذكر في القرآن الكريم، كما أن الصيام لا يقتصر على صيام شهر رمضان فقط، فهناك صيام تتطوعي، مثل: صوم شهر شعبان، صوم شهر المحرم، صوم عاشوراء، صوم ست من شوال، صوم تسعة أيام من أول ذي الحجة، صوم يوم عرفة لغير الحاج، صوم الاثنين والخميس، صوم ثلاثة أيام من كل شهر.

 

** فضل الصيام:  

 

للصيام فضائل كثيرة في الدنيا والأخرة،  فقد خصَّ الله -عز وجل- عبادة الصيام عن العبادات الأخرى، فكما ورد عن حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي»،

 

   ففضائل الصيام في الدنيا كالآتي:

 

- الصيام يرزق المسلم التقوى والعزيمة على الالتزام بأوامر الله؛ فالصيام يقي المسلم من الوقوع في المعصية، وبذلك يقيه من عذاب جهنم، قال -تعالى-: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ». ويصل الصائم إلى مرتبة التقوى؛ بالابتعاد عن ارتكاب المعاصي، وحِفظ الجوارح، وعدم اتباع الشهوة، وعدم الاستجابة لوساوس الشيطان0.

 

-الصيام سبب من أسباب استجابة الدعاء؛ حيث قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دعوتُهم: الصَّائمُ حتَّى يُفطِرَ والإمامُ العَدلُ ودعوةُ المظلومِ).

كما وعد الله  الصائمين بأن لهم باب في الجنة يسمي ب«باب الريان»، وقد ثبت ذلك في صحيح مسلم، أنّ النبي –صلى الله عليه وسلم - قال: «إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ معهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ منه، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ، أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أَحَدٌ».

 

- الصيام يقوم بتهذيب النفس وتعليمها الزهد والجود، سواء كان بإخراج الصدقات أو مساعدة المساكين والأرامل وغيرها من الأعمال الصالحة، كما أن الصيام يغير خلق المسلم للأحسن، وذلك بالتخلي عن الشهوات؛ للفوز برضا الله.

 

-الصيام يشعر المسلمون بأحوال بعضهم البعض، فالغني يشعر بحال الفقير إذا جاع أو عطش، حيث قال الله –تعالى-: « كَلَّا إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى »، فالإنسان إذا استغنى أصابه الطغيان، ولكن إذا جاع كما يجوع الفقير ، وظمئ كما يظمأ الفقير: دعاه ذلك إلى أن يتذكر هؤلاء الضعفاء فيعطف عليهم.

 

 

 

فضائل الصيام في الأخرة:

-إن رائحة فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، كما ثبت في البخاري من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل يوم القيامة من ريح المسك».

 

- إن الصيام يقي من عذاب النار، ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الصيام جُنة»، وروى أحمد  والنسائي من حديث عثمان بن أبي العاص قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الصيام جُنة من النار، كجُنة أحدكم من القتال».

- إن الصيام يأتي يوم القيامة شفيعًا لصحابه، كما روى الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ : أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ».

- إن الصيام يذهب الذنوب ويكفر السيئات، فكما جاء في حديث حذيفة عند البخاري  ومسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».