الأحد 19 مايو 2024

كوفيد يُثقل النظام الصحي في تكساس

كورونا

عرب وعالم6-9-2021 | 20:59

دار الهلال

نجا دانيال ويلكنسن من فترتي خدمة في الجيش الأميركي في أفغانستان، ثم ما لبث أن توفي جرّاء مضاعفات إصابته بحصى في المرارة، بعدما تدهورت صحّته ببطء في ظل عجز أطبائه عن مساعدته نظرا لنقص التجهيزات مع تفشي وباء كوفيد.

وكان ويلكنسن (46 عاما) يعيش على مسافة تبعد مدة 90 دقيقة بالسيارو 30 دقيقة بالمروحية عن هيوستن، المعروفة بمستشفياتها المتطورة. لكن المشكلة تكمن في الضغط الشديد الذي يتعرّض له نظام تكساس الصحي جرّاء تفشي المتحورة دلتا.

ونقل 14700 من سكان الولاية الغنية إلى المستشفيات حتى الأول من سبتمبر، وهو عدد أقل بقليل من الرقم القياسي المسجّل في يناير عندما ضربت موجة إصابات كوفيد التي رافقت فصل الشتاء أنحاء الولايات المتحدة.

وتقول النائبة التنفيذية لرئيس مستشفى هيوستن الميثودية، المؤلفة من مجموعة من المستشفيات، روبرتا شفارتز "في موجات الإصابات السابقة كان يقيم لدينا أكثر بكثير من 750 مريضا. والآن نعتني بما بين 820 و850 مريضا، لذا فالمستشفيات مليئة تماما".

وتدهور الوضع إلى حد أنه يجري استخدام قاعة مؤتمرات في إحدى المستشفيات لعلاج المرضى.

ولذا تضطر منشآت صحية في الأرياف لا تملك التجهيزات اللازمة لاستقبال المرضى.

وأدخل ويلكنسن في 21 اغسطس إلى المستشفى الوحيد في مقاطعته والواقع على مقربة من منزله في بلدة بيلفيل التي تعد 4000 نسمة.

ولم تملك العيادة المعدّات اللازمة لإزالة الحصى، ولذا حاولت ترتيب عملية نقله بواسطة مروحية إلى مستشفى آخر.

وقال الرئيس التنفيذي لمركز بيلفيل الطبي دانيال بوك فاش "عمل موظفونا وطبيبنا دون توقف على مدى ست ساعات في محاولة لتأمين نقله إلى مركز آخر للرعاية في أي مكان".

وتابع "لجأ الطبيب في غرفة الطوارئ لدينا حتى إلى فيسبوك في محاولة لنقله".

وعرض طبيب قرب أوستن، عاصمة تكساس، استقبال ويلكنسن، لكنه تراجع بعد خمس دقائق مشيرا إلى عدم وجود مكان في المستشفى.

وقال رئيس منظمة تكساس للمستشفيات الريفية والمحلية جون هيندرسن "تصلنا بضعة اتصالات يوميا من مسؤولين عن مستشفيات ريفية يحاولون جاهدين العثور على مكان لإرسال هؤلاء المرضى". وتضم تكساس شاسعة المساحة 158 منشأة من هذا النوع، وهو عدد أكبر من ذاك الموجود في أي

ولاية أميركية أخرى.
وذكر هيندرسن أن قضية ويلكنسن ليست حادثة فردية.

وأفاد "يمكنني القول أنه في كل يوم من هذا الأسبوع كان لدينا وضع لم ينته نهاية جيّدة ونجمت عنه وفاة مريض".

ويشعر موظفو المستشفى بأنهم عاجزون وغارقون في عملية بحث صعبة عن أسرة في مستشفيات أكبر ومجهّزة بشكل أفضل.

وقالت مسؤولة هيئة التمريض في عيادة بيلفيل رينيه بولتر "نخسر أحد الممرّضين يوميا نظرا إلى أن على هذا الممرض أن يتصل بجميع المستشفيات في المناطق المحيطة لإثبات بأننا نقوم بما يمليه علينا واجبنا لنقلهم (المرضى) إلى مكان آخر".

وأضافت "يستغرق ذلك ساعات إن لم يكن يوما كاملا إذ يجري الاتصال بكل مستشفى في ولاية تكساس بحثا عمن يمكن أن يوافق على استقبال المريض".

وكان على منشأة بيلفيل أن تستحدث وحدة للعناية المركزة من باب الحاجة، علما أنها غير مجهزة لذلك.

وقالت بولتر "لدينا مريض مصاب بكوفيد بحاجة إلى العناية المركزة في منشأتنا الريفية نعتني به منذ 11 يوما نظرا لعدم تمكننا من إيجاد رعاية بمستوى أعلى له".

 

ومن أجل مساعدتها، تقدّم تكساس أجهزة تنفّس وأكسجين وغير ذلك من الإمدادات الأساسية لهذه المستشفيات الريفية المليئة بدرجة كبيرة. كما أنها تستدعي ممرّضين من ولايات أخرى.
وقدم ممرّضان الأسبوع الماضي إلى بيلفيل، أحدهم من بنسلفانيا والآخر من ألاباما، فيما عمل كل منهما ست مناوبات في الأسبوع.

 

وفي إحدى غرف العيادة، تنهي امرأة تبلغ من العمر 72 عاما وتدعى كارميلا وجبتها إلى جانب زوجها، بعد يوم من تعرّضها لنوبة قلبية.

وتقول "سارعوا للقيام بكل ما يمكنهم فعله، لكنهم تحت ضغط كبيرة. حاولوا نقلي وسمعت بعض الاتصالات. لكن لم يوافق أحد على استقبالي".

وأضافت "ما فهمته هو أن أحدا لا يغادر هذا المكان. إنه وضع محزن".

وفي نهاية المطاف، تحسّنت حالة كارميلا وتمكّنت من العودة إلى منزلها. لكن هناك كثر لم يحالفهم الحظ.