الأحد 5 مايو 2024

«دراسة»: الحيوانات تتعرض لتغييرات شكلية لتواكب التغيّر المناخى

الببغاء الأسترالي

الهلال لايت 8-9-2021 | 18:11

داليا شافعي

عندما تسمع كلمة "تغيير الشكل" ربما تفكر في أحد أفلام الخيال العلمي أو الرعب وليس المناخ. ولكن العلماء يشيرون لإن التغير الشكلي يحدث لبعض الحيوانات، كاستجابة على التغير المناخي.

وذكرت إذاعة "بي بي سي" على موقعها أن دراسة جديدة توصلت إلى أن فصائل الحيوانات ذات الدم الساخن طورت الحصول على مناقير وأرجل وأذنين أكبر حتى يمكنها تنظيم درجة حرارة أجسادها مع ارتفاع درجات الحرارة على الكوكب.

وحذر العلماء القائمون على الدراسة من أن التغيرات الجسدية للحيوانات لا تعني أنهم يتكيفون مع التغير المناخي.

وقالت مؤلفة الدراسة، سارا ريدينج، من جامعة دينكين: "عندما تطرح قضية التغير المناخي للمناقشة كثيرًا ما يسأل الناس هل يمكن للبشر أن يتخطوا هذه المشكلة؟ أو ما هي التكنولوجيا التي يمكنها حل القضية؟ ولكنه وقت عصيب للغاية حيث ندرك أن الحيوانات عليها أيضًا التكيف مع هذه التغييرات".

فإذا فشلت الحيوانات في السيطرة على درجة حرارة أجسادهم، ستكون النتيجة أن يسخنوا ويموتوا.

وبعض الحيوانات التي تعيش في مناخ حارّ طورت تاريخيًا لتصبح لديها مناقير أو آذان أكبر للتخلص من الحرارة بسهولة.

فحجم الأجنحة أو الأذن أو المناقير الأكبر مقارنة بالجسد يمنح الحيوانات الأصغر سطح أكبر تمكنها من فقدان الحرارة من خلاله.

وتقول الدراسة إن عدد من الفصائل الخاصة بالببغاء الأسترالي أظهرت زيادة ما بين 4-11% في حجم المناقير منذ عام 1871 والذي يتقاطع مع ارتفاع درجات الحرارة الصيفية خلال هذه السنوات.

ولكن يشير العلماء أيضًا لصعوبة وضع التغير المناخي باعتباره السبب الوحيد في "التغير الشكلي"، ولكن الأمثلة الأخرى من التغيرات في الفصائل تظهر تأثير الحرارة.

كما طور فئران الحقول ذيولًا أطول، إلى جانب حصول الذبابة المقنعة على ذيول ورجول أطول، كما بدت الخفافيش في المناخات الدافئة لها أجنحة أكبر.

وتقول الباحثة سارا أنه رغم التكيف الذي يحدث الآن لا يزال صغيرًا،  لكنه من المحتمل أن يكون أكثر وضوحًا مع ارتفاع درجات الحرارة، مشيرة لإمكانية ظهور مزيد من الملاحق البارزة مثل الأذنين الكبيرين مثل الفيل الشهير دامبو فقد يكون حقيقيًا في المستقبل الكبير".

وتقترح الدراسة أن التغير الشكلي سيستمر في الغالب مع اتسام المناخ بكونه أكثر دفئًا لإن ارتفاع درجات الحرارة سيؤثر على طلب الحيوانات في تنظيم درجة حرارة أجسادهم.

وتضيف سارا: "التغير الشكلي لا يعني أن الحيوانات تتكيف مع التغير المناخي وأن كل شيء جيد. بل يعني أنهم يتطورون للنجاة منه ولكننا لسنا واثقين من العواقب البيئية

لهذه التغيرات وإن كانت كل الفصائل قادرة على هذا التغيير والنجاة. فالتغير المناخي الذي صنعه البشر يلقي بمزيد من العبء على الحيوانات، فإن كان من الممكن على بعض الفصائل التكيف فإن آخرين سيعجزوا عن ذلك".