الإثنين 6 مايو 2024

(ذي إيكونوميست): أمريكا تسعى لإنهاء دعم الصين لمشاريع الفحم خارج حدودها

أمريكا

عرب وعالم8-9-2021 | 18:22

دار الهلال

 قالت مجلة (ذي إيكونوميست) البريطانية إن الولايات المتحدة الأمريكية لديها مخاوف متواصلة إزاء دعم الصين لمشاريع محطات الطاقة التي تعمل بالفحم خارج حدودها، على الرغم من أن تمويل بكين لمثل هذه المشاريع قد تضاءل بالفعل.


وذكرت المجلة أن المشكلة الجليّة تكمن في ملوثات حرق الفحم في الصين نفسها، إذ أنتجت محطات الطاقة في البلاد عام 2020 الماضي أكثر من إجمالي الطاقة المولدة بالفحم في العالم.


وقالت إنه وسط توتر العلاقات في كل المجالات الأخرى، تقريبا، بين واشنطن وبكين، إلا أنه يبدو أن البلدين يرحبان بفرصة التحدث عن مشكلة محطات الطاقة العاملة بالفحم ويأملان في حلها معا، نظرا لأهمية معالجتها والمكاسب السياسية لكليهما.


وأشارت إلى أنه على الرغم من قلة عدد المسؤولين الأمريكيين البارزين الذين توجهوا لزيارة الصين منذ تولي جو بايدن سدة الحكم في يناير الماضي، زار المبعوث الأمريكي للمناخ جون كيري الصين مرتين هذا العام.


وأفادت المجلة البريطانية بأن كيري خلال زيارته الصين وضع الفحم نصب عينيه باعتباره مساهم كبير في ظاهرة الاحتباس الحراري، لافتة إلى أن الصين ليست فقط أكبر منتج ومستهلك للفحم في العالم، ولكنها كانت أيضا ممولا رائدا لمحطات الطاقة التي تعمل بالفحم في الدول النامية.


وخلال محادثات كيري مع المسؤولين الصينيين في مدينة تيانجين الشمالية، والتي بدأت مطلع شهر سبتمبر الجاري، كان من المتوقع أن يحث كيري الصين على وقف مشاركتها وتمويلها لمثل هذه المشاريع في الخارج.


ورأت مجلة (ذي إيكونوميست) أن طلب كيري قد يبدو غريبا للوهلة الأولى، قائلة إنه حتى عام 2019، كان دعم الصين لمشاريع الطاقة التي تعمل بالفحم جزءا كبيرا من "مبادرة الحزام والطريق" وهي مخطط لتطوير البنية التحتية.


وأشارت إلى تغير الأوضاع وتطورها على نحو متسارع، موضحة أنه بين عامي 2019 و2020، علقت الصين أو أنهت مشاريع للفحم خارج حدودها بقيمة حوالي 47 مليار دولار.


وتابعت أنه في النصف الأول من عام 2021 الجاري، لم تمول الصين أي محطات فحم جديدة في البلدان المشاركة في مبادرة الحزام والطريق، مشيرة إلى أن تأثير هذا التحول لا يذكر في مواجهة أزمة الاحتباس الحراري.


وعلى الرغم من قلق الصين المعلن بشأن أزمة تغير المناخ، إلا أنه من المتوقع ارتفاع حصة بكين من إجمالي الطاقة المولدة بالفحم، إذ قامت الصين عام 2020 الماضي ببناء أكثر من ثلاثة أضعاف محطات طاقة جديدة تعمل بالفحم مقارنة بتلك المبنية في سائر أنحاء العالم، بوتيرة تقارب مصنع فحم جديد أسبوعيا.


واستدركت المجلة البريطانية بأن تقريع الولايات المتحدة وتعنيفها للصين على إدمانها المحلي على الفحم سيكون بمثابة نفاق، لاسيما وأن أمريكا مازالت تحصل على أكثر من خُمس طاقتها من محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم.


ورأت أن كيري محق في قلقه بشأن أنشطة الصين وتمويلها محطات الطاقة التي تعمل بالفحم خارج حدودها، مشيرة إلى أن أمريكا واليابان وكوريا الجنوبية في الأشهر الأخيرة اتبعوا نموذجا رسمه الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بإنهاء التمويل الرسمي لمشاريع الفحم الخارجية، فيما لم تصدر الصين مثل هذا الحظر حتى الآن على بنوكها ومؤسساتها التنموية.


ووفقا للمجلة البريطانية، يأمل المنظمون البريطانيون لقمة الأمم المتحدة للمناخ في جلاسكو، والمقررة في نوفمبر المقبل، أن تساعد القمة المرتقبة في "نقل طاقة الفحم إلى التاريخ" لتصبح ذكرى من الماضي.


واختتمت "ذي ايكونوميست" تقريرها بالقول إنه "نظرا لمستقبل محطات الفحم الجديدة القاتم في معظم البلدان على أي حال، فقد تقرر الصين إنهاء دعمها لمشاريع محطات الطاقة التي تعمل بالفحم خارج حدودها، ولكن الاختبار الحقيقي لمصداقية الصين حيال أزمة تغير المناخ يكمن حقا في تعاملها مع المحطات الموجودة داخل أراضيها".

 

Dr.Randa
Egypt Air