صرح سامح شكري وزير الخارجية، اليوم الأربعاء، خلال لقاءه مع وكالة بلومبرج، أن هناك تطلعات للوصول إلى حل وصيغة ضرورية لاستعادة العلاقات الطبيعية مع تركيا، إلّا أنه مصر قدّمت عددًا من الطلبات، وعندما تشعر بالرضا تجاه حلّ هذه الأمور فسيفتح ذلك الباب لتحقيق المزيد من التقدم، وعلى صعيد آخر، أفاد أن المنطقة بأسرها ستتأثر بالأوضاع الجديدة في أفغانستان.
الأوضاع في أفغانستان
أوضح سامح شكري خلال لقائه مع وكالة بلومبرج، أن المنطقة بأسرها ستتأثر بالأوضاع الجديدة في أفغانسان، موضحًا أن تلك الصراعات أثقلت كاهل المنطقة على مدار السنوات الماضية.
وأضاف أن ذلك التغيير سيكون له تداعياته، مؤكّدًا أنه سيتم الانتظار من أجل معرفة ماهية التداعيات، ومعرفة كيف ستعمل حكومة طالبان الجديدة وكيف ستحفظ الالتزامات التي قطعتها على نفسها وكيف نحقق أمن واستقرار المنطقة في ظل الوضع الجديد الحالي.
وأضاف شكري، بشأن انفصال جو بايدن عن المنطقة بعد قرار خروجه من أفغانستان، أنه سيتسبب في زعزعة استقرارها، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة كقوة عظمى لها مصالح وعلاقات عميقة جدًا مع دول الشرق الأوسط لا يمكنها الانفصال عن المنطقة، مُعربًا عن اعتقاده أنها ستستمر في الاعتماد على علاقاتها وشراكاتها التقليدية ومن بينها حليفها الاستراتيجي مصر للحفاظ على مصالحها وتحقيق الأمن والاستقرار اللذان تحتاجهما المنطقة.
وأفاد وزير الخارجية أن متابعة الوضع في أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي هو الأمر الذي سيكون على رأس الموضوعات المقرر مناقشتها في اجتماع وزراء الخارجية لجامعة الدول العربية المقرر غدًا.
وأضاف سامح شكري أن المنطقة تشهد أوضاعًا مضطربة ومتقلبة، حيث أن تلك الظروف لم تسهم في تحقيق سلامها واستقرارها، مشيرًا إلى الصراع في اليمن وليبيا فيما يخص الإرهاب والتهديدات، بالإضافة إلى الوضع في سوريا ولبنان وهي أمور يجب التعامل معها، مؤكدًا على أنه من مصلحة جميع دول المنطقة أن يتم توسيع التفاهم والتواصل اللذان من شأنهما تحسين الأمن والاستقرار بالمنطقة.
المصالحة المصرية التركية
وفيما يخص عودة العلاقات المصرية التركية، أكد شكري أنهم متحمسون للوصول إلى حل وللصيغة الضرورية لاستعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين، موضحًا أنه يعتقد أنه خلال هذه المرحلة لا زال عليهم تقييم مخرجات الجولة الثانية من المحادثات وخاصة سياق العلاقات الثنائية وعدد من الإجراءات التي اتخذتها تركيا وتحتاج إلى نوع من المعالجة، موضحًا أنه عندما تشعر مصر بالرضا تجاه حل هذه الأمور فسيفتح ذلك الباب لتحقيق المزيد من التقدم.
ولفت إلى أن مصر قدمت للجانب التركي تقييمها ومتطلباتها، متابعًا أنه يعتقد أن الجانب التركي يفهم ذلك بشكل جيد ويمكنه إنجاز هذه الأمور، وأنه يأمل أن يفعلوا ذلك حتى يتسنى لهم المضي قدما
ملف سد النهضة
أكّد شكري أنه كما الحال بالنسبة لجميع الدول فإن جميع الخيارات مفتوحة، مؤكّدًا أن مصر ألزمت نفسها بالعملية التفاوضية وفعلت ذلك على مدار العشر سنوات الماضية ودعمت المفاوضات برعاية الاتحاد الإفريقي والتي هدفت لمساعدة جميع الأطراف للوصول إلى حل.
وقال إنه لا يسعى أحد للصراع، موضحًا أن مصر التزمت على مدار عشر سنوات للوصول إلى حل سلمي لهذه القضية وفق القانون الدولي وأفضل الممارسات، مؤكدًا أنه سيستمر في العمل حتى تظهر الإرادة السياسية لإثيوبيا في صورة اتفاق موقع.