الأربعاء 29 مايو 2024

زوجة الشيخ مصطفى إسماعيل تعزف على البيانو «اطلب عيني»

25-5-2017 | 10:49

في هذا الشهر الكريم.. شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن.. يطيب لنا أن نقدم لك صف الطليعة الذى يشارك في الترحيب به وإحيائه بترتيل آيات الذكر الحكيم.. نقدم ثلاثة من كبار المقرئين بين أسرهم وذويهم في جلسات سمر حافلة بالطرائف والذكريات والموسيقى.. وأليك ما تيسر..

في شقة أنيقة بعمارة حديثة في حي الزمالك استقبلتا الشيخ مصطفى إسماعيل، وزوجته السيدة فاطمة عمرو جلس المقرئ الكبير يروى قصته.. من أولها.. قال:

نشأت في قرية ميت غزال بمديرية الغربية، وحفظت القرآن الكريم في كتاب القرية، ولم يكن في أسرتي من اشتغل مقرئا من قبل، ولم تخطر لي هذه الفكرة من قبل حتى انتقلت إلى معهد طنطا الديني، وبينما كنت أستذكر دروسي ذات يوم في الجامع الأحمدي، جعلت أقرأ بعض أي الذكر الحكيم، وإذا بالحاضرين يتنبهون لي ويطلبون منى أن أرتل القرآن ترتيلا.. وفي النهاية نصحتي الجميع بأن أحترف تلاوة القرآن.. وكان هذا في سنة 1930، وكنت قد حصلت على الشهادة الابتدائية والشهادة الثانوية.. واختمرت عندي الفكرة، وبدأت أعمل كمقرئ، وكانت أول دعيت فيها.

احتفالا بذكرى السيد حسين القصبي في طنطا، وسمعني هناك الشيخ درويش الحريري والشيخ سيد موسى، فأشارا على بالذهاب إلى مصر، حيث أنال حظى فيها.. وفى مصر أصبت نجاحا كبير ذاع معه اسمى، وظفرت يحظ كبير بعد أن قرأت في الإذاعة سنة 1944 ، وعينت مقرئا لمسجد الأزهر سنة 1945. 

- وكيف تسير بك الحياة الزوجية ؟
- لست أجامل زوجتى فيما سأقول، لأنها تجلس معنا، وإنما هي الحقيقة أذكرها.. فزوجتي سيدة قانعة صابرة، ليست من أولئك اللواتي ينكرن على أزواجهن اهتمامهم بعملهم وانصرافهم اليه فى اكثر أوقاتهم ، فكثير ما كنت أض2طر لقضاء شهر رمضان كله بعيدا عن البيت – فكانت لا تظهر الضيق أو التبرم، وإنما كانت تشجعني وتشد من عضدي.

- متى تزوجتما؟

- سنة 1935 وكنت في الرابعة والعشرين من عمرى ، وهى من مدينة دمياط.. ولذلك فهى مديرة "وست بيت" بمعنى الكلمة، وقد أنجبنا ستة أولاد، كبراهن اسمها "إنجي"، وهي في الثانية والعشرين من عمرها ،متزوجة من الصاغ أركان حرب حسنى طاهر الضابط بالقوات المسلحة ، وهى تقيم معه الان فى منطقة غزة ولى ولدان في جامعات ألمانيا.. أحدهما يدرس الطب، والثانى يتعلم الهندسة ، ولى ابنتان أخريان في الجامعة الامريكية ، وطفل فى المرحلة الإعدادية. 

- هل سافرت إلى الخارج؟

- سافرت إلى سوريا ولبنان والسعودية، وأحمل نيشان الأرز من لبنان ، والاستحقاق من سوريا

- كم يبلغ دخلك الشهري؟

-بلاش السؤال ده.. ربنا يجعل كلامنا خفيفا على مصلحة الضرائب.

- هل تسبب لك الشهرة نوعا من المضايقات؟

وهنا أجابت السيدة حرمه:

تسبب لي أنا.. فبين الحين والحين يدق جرس التليفون واذا واحدة تحدثني قائلة: "أنتى نايمة فى العسل.. دا جوزك اتجوز عليكي.. هو مش كان بايت بره امبارح ؟ .. أهو كانبايت عند العروسة"، وهكذا لا تنقطع مثل هذه المخابرات عنى.. مع أنني على تمام الثقة من زوجي، ولذلك فانه يسمع هذا الحادث لأول مرة معكم الآن.
وعدت أسأل الشيخ:

ما هو أطرف حادث وقع لك؟

كنت في بيروت عندما دعاني أحد الأصدقاء اللبنانيين
لتناول طعام العشاء فى بيته ... وهناك كانت أحدى السيدات ترمقنى طول الوقت ، وكأنما تريد أن تقول لي شيئا، ولكنها تحجم كثيرا.. ولكنها فجأة اقتربت منى وقالت لى همسا: "أرجوك ياسيدنا الشيخ.. كبسني"... وسال العرق باردا على وجهى، وظننت أن السيدة قد أصابها مس من الجنون.. إذا كيف تسأل رجلا أجنبيا مثلى أن يكبسها "يتشديد الباء" أي يدلكها..

وحرت ماذا أفعل، ولم يخرجني من حيرتي إلا مضيفي. 

فقد همست في أذنه بما قالت السيدة، واذا هو ينفجر ضاحكا ويقول: "كبسني عندنا يعنى أرقيني.. إنها تريدك أن تقرأ على رأسها بعض الآيات الكريمة للتبرك". 

ما أجمل يوم في حياتك؟
كانت ساعة.. وليست يوما.. ساعة الصفر.. عندما أعلنت الثورة سنة 1952 فقد كنت أطرق باب الاستديو في الإذاعة لأقرأ القرآن كالعادة.
عندما فوجئت باللقاء مقام أنور السادات يجلس إلى الميكروفون ويذيع البيان الأول للثورة.. وأذعت القرآن الكريم فى ذلك اليوم، وقد غمرتني سعادة لا حد لها.

وما الذى تتمناه من دنياك؟
الصحة  والستر.. وأتمنى أيضا أن يوفق الله أولادي في دراستهم وقبل أن ننصرف أتت السيدة فاطمة عمر زوجة الشيخ مصطفى ألا أن تسمعنا على البيانو شيئا من عزفها..
واختارت مقطوعة "اطلب عيني" التي تغنيها ليلى مراد.. فأبدعت عزفها . ووقف الشيخ وولده الأصغر وحيد يستمعان إليها، بينما المقرئ الكبير يهز رأسه في حركات رتيبة مع الأنغام، وعندما انتهت قال لها: أحسنت.