ذكر الله في كتابه الكريم، ثلاث أنواع من الناس، وصنفهم على أن يكونوا أصحاب اليمين، أو أن يكونوا أصحاب الشمال أو السابقون، وذكر الله هذه الأشخاص في أكثر من موضع وأكثر من معنى، ووصف كل فئة بمجموعة من الصفات التي تميزها، ولكن من أكثر الفئات ذكرًا في القرآن الكريم هم أصحاب اليمين.
أصحاب اليمين
أصحاب اليمين هم الأشخاص المؤمنة، الذين يعيشون ويميتون على إيمانهم بالله وحده، وهم الذين سيدخلهم الله جنته، وحتى إذا إنهم فعلوا ذنوب ومعاصي في حياتهم، فإن الله سوف يخفف عنهم العذاب يوم القيامة، يقول الله- عز وجل-:« وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34) إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا (37) لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (40)».
فجزاء أصحاب اليمين هو الفوز بالجنة ونعيمها، وأن تكون الفاكهة متاحة لهم بجميع أنواعها، وفي أي وقت وليس كمثل فاكهة الدنيا كل نوع فاكهة له موسم ووقت يظهر فيه، وخصهم الله في هذه الآية الكريمة لأهميتهم، أن جزائهم سوف يكون عظيم في الآخرة، وأن الجنة بها أشجار كثيرة بها رائحة جميلة عطرة ولها ظل وطفيف، وفرش عظيمة في الجنة، وجعل المرأة المؤمنة في أحسن وأبهى صورتها في الجنة، وذلك عكس أصحاب الشمال وهم الأشخاص الكافرة والمشركة، الذين سيدخلهم الله نار جهنم خالدين فيها، وطعامهم الوحيد هي شجرة الزقوم، التي تغلي البطون.
سبب تسميتهم بهذا الاسم
قيل أن سبب تسمية أصحاب اليمين المؤمنين بهذا الاسم؛ لأنهم سوف يستلمون كتاب حسابهم يوم القيامة بيمينهم، وقيل أنهم كانوا على يمين آدم -عليه السلام-، وقيل أيضًا أن سبب التسمية بذلك يرجع لليلة الإسراء والمعراج، حين أسرى الرسول في السماء السابعة، ووجد أن أهل التقوى والإيمان على يمينه، وإن أهل السوء وغير الصالحين على شماله، وقيل أيضًا أنهم يوم القيامة، سوف يدخل الناس المؤمنة والصالحة إلى الجنة من جهة اليمين، والأشخاص الغير صالحة والكافرة سوف يدخلون نار جهنم من جهة اليسار أو الشمال.