الثلاثاء 18 يونيو 2024

استشاري الصحة النفسية: زواج الإنترنت ما هو إلا خاطبة إلكترونية حديثة

الدكتور وليد هندي

أخبار10-9-2021 | 19:39

دنيا ممدوح

قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن الإنترنت أصبح جزأ أساسي من حياتنا اليومية، ودخل الإنترنت في جميع تفاصيل حياتنا اليومية، حتى وصل بنا الأمر إننا نتزوج من خلال الإنترنت، وذلك على اعتبار أن الإنترنت ما هو إلا عالم افتراضي امتداد للعالم الواقعي.

وأكد هندي في تصريحات خاص لبوابة «دار الهلال»، أن الزواج من خلال الإنترنت أصبح موجود بالفعل، ولا نستطيع أن ننكر وجوده؛ لأنه أصبح منتشر جدًا في الفترة الأخيرة، ووصل هذا الأمر إلى أن هناك دراسات حديثة أثبتت أن الشعب المصري والسعودي هم أكثر الشعوب التي تلجأ للزواج والتعارف من خلال الإنترنت، مشددًا على أن الإناث أكثر من الرجال بحثًا على الزواج من خلال الإنترنت.

وأضاف أن الأشخاص الذين يلجئون للزواج من خلال الإنترنت غالبًا يميزهم بعض الصفات، كأن يكون الأشخاص الذين يلجئون للزواج من خلال الإنترنت يتميزون بالخجل الشديد، وأنه ليس لديهم القدرة على مقابلة الطرف الأخر بسبب خجلهم هذا، وأن هذه النوعية تلجأ لنوعين من الزواج، أما الزواج التقليدي، أو الزواج من خلال الإنترنت.

وأشار إلى مجموعة من أنواع الشخصيات التي تكون أكثر عرضة للزواج من خلال الإنترنت، وهم الشخصيات التي تفتقر للعلاقات الاجتماعية، والتي تتميز بالانطواء، والشخصيات التي تحاول الهروب من القيود التي تفرضها عليها المجتمع أيضًا من أكثر الفئات عرضة للزواج من خلال الإنترنت، وأيضًا الشخصيات العاطفية، وهم الذين يتعاملون بعواطفهم أكثر من عقلهم.

زواج الإنترنت يبدأ بلايك وشير

واعتبر أن زواج الإنترنت يبدأ بلايك وشير على الفيسبوك، وسرعان ما ينتهي بالعديد من المآسي الإنسانية، أقلها الطلاق بين الطرفين، وهذا يحدث كثيرًا في المجتمعات الشرقية؛ لأن التواصل بين الطرفين يتم في عالم افتراضي خفي، وأن الأشخاص الذين نتعرف عليهم في هذا العالم غالبًا ما يرتدون قناعات ليست بقناعاتهم الحقيقية.

مؤكدًا إنهم دائمًا ما يدعون المثالية في التعامل والحوار، وعندما يتقابلون في الواقع الحقيقي وليس الافتراضي ويتعرفون على بعضهم البعض فهنا تكمن المشكلة، وتحدث الفاجعة النفسية، ويتعرف كل من الطرفين على حقيقة الأخر بدون ماسك يخفي عيوبهم أو يجملهم، بل هنا يظهرون على حقيقتهم.

زواج الإنترنت خاطبة إلكترونية حديثة

وقال استشاري الصحة النفسية إن زواج الإنترنت يعتبر خاطبة إلكترونية حديثة، موديل هذا العام 2021، وأن هناك فرق بين الخاطبة قديمًا والخاطبة الإلكترونية هذا، فقديمًا عادة تكون على دراية وعلم بالطرفين وهم على علم بها فإذا حدثت أي مشكلة يلجئون لها، أما الآن الخطبة الإلكترونية وزواج الإنترنت فإذا حدث مشاكل لا يجد إحدى الطرفين أحد يلجئون إليه.

وأكد أن هناك العديد من الأشخاص يقعون في خداع زواج الإنترنت؛ بسبب خداع الطرفين لبعضهم البعض، وهذا ينتج عنه العديد من المشاكل، لأنه زواج يفتقد القيم الروحية والإنسانية، فهم لم يتعاملوا مع بعضهم البعض في عدة مواقف، ولم يتبادلوا المشاعر مع بعضهم البعض، فهذا زواج يفتقر وجود المشاعر والعواطف بين الطرفين، بجانب أنه يفتقر التعارف أيضًا بين الأسرتين، فهذه أيضًا من أهم شروط الزواج.

وأضاف أن زواج الإنترنت يسعى للارتباط فقط، وليس المرابطة بين الطرفين، والسعي على تكملة واستمرار هذا الزواج، فهو يفتقر السكن والسكينة، فهو ارتباط بدون هدف، وأن الزواج من شروطه الأساسية لكي ينجح لابد أن يكون هناك قبول بين الطرفين، وهذا عنصر غير موجود في هذا النوع من الزواج؛ لأنهم لم يقابلوا بعضهم البعض بل كل منهم يتعرف على الأخر من خلال الإنترنت فقط.