السبت 23 نوفمبر 2024

رومان نادال: فرنسا تدعم مصر لمكافحة الإرهاب.. والتنسيق مستمر بين أولاند والسيسي

  • 2-2-2017 | 04:44

طباعة

تشهد العلاقات المصرية الفرنسية تطورا ملحوظا في مختلف المجالات بعد ثورة 30 يونيو، و تولى الرئيس السيسي الحكم، مما يعطى مؤشرا لاهتمام الحكومة الفرنسية والرئيس أولاند بمصر، وحرصها على مزيد من الاستقرار والتنمية بها، بالإضافة إلى القضاء على الإرهاب الذي ينال من مصر وفرنسا على حد سواء، بوابة الهلال اليوم أرسلت الزميل محمد رسلان للقاء السفير "رومان نادال" المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الفرنسية في باريس، لتوضيح الأهمية التي تحظى بها هذه العلاقات وأوجه التعاون بين البلدين، وذلك من خلال حوار شيق جدا وكانت بدايته بالسؤال التالي.

 

إلى أين وصلت مبادرة السلام التي طرحتها فرنسا بين فلسطنين وإسرائيل؟

فرنسا و مصر لديهما القناعة الكافية بضرورة حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وهذه النقطة تأتي في قلب الشراكة المصرية الفرنسية، حيث لاحظنا في السنوات الأخيرة تفاقم النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن الوساطات المختلفة خاصة الأمريكية قد فشلت، وبالتالي بدا لنا أنه من المفيد والضروري أن نحاول إعادة إطلاق عملية السلام من جديد، وهو ما تبلور في أول اجتماع عقد فى باريس شهر يناير الماضي، بحضور30 دولة تشاركنا نفس القناعة، ومن أولويات فرنسا أن تكون  مصر في قلب إعادة عملية السلام لما لها من دور إستراتيجي وحيوي، كما أن استمرار النزاع له أثر يهدد الاستقرار في المنطقة، ويؤثر على الساحة الدولي، لهذا لا يمكن أن نكون غير مكترثين لهذا النزاع، ونحن مهتمون جدا بدور مصر ودعمها.

 

ما رأيك في إعلان روسيا عن رعايتها لمحادثات السلام، وما موقف فرنسا تجاهه؟

كل الجهود التي تسهم في إعادة عملية السلام مفيدة جدا، ومرحب بها، وكل المساهمات من كل الدول مطلوبة، والنتيجة واحدة وهذا ما يهمنا.

 

 

الرئيس السيسي أعلن استعداده  لدفع عمليه السلام هل يوجد تعاون مع مصر في هذا الأمر؟

دور السلطات المصرية أساسيا من أجل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ونحن نهتم  كثيرا ونعتمد على مصر في ذلك، حيث تقدم دعم حاسم لهذه العملية، كما يعمل وزير الخارجية الفرنسي "جان مارك أرو" إلى جانب سامح شكرى وزير الخارجية المصري، الذي يقدره كثيرا على المستوى الشخصي والمهني.

 

هل تم إبرام اتفاق مع مصر بشان المبادرة؟

هناك تنسيق مستمر بين الوزيرين في هذا الموضوع، ودور البلدين يكملان بعضهما البعض.

 

هل تجد استجابة من الجانب الإسرائيلي لهذا الأمر؟

هناك حوار مستمر مع السلطات الإسرائيلية والفلسطينية  لإقناعهما  بالفائدة من إعادة إطلاق عملية السلام، والسلام لا يمكن أن يتحقق بدون رضا الطرفين، وعليهما أن يوقعا أو يتوصلا إلى اتفاق في نهاية هذه العملية، وعلينا أن نقنعهما بتحقيق ذلك، وأن نقدم لهما الضمانات الكافية، وهذا ما  بدأنا القيام به في الاجتماع الذي عقد يونيو الماضي، وأنشأنا عددا من فرق العمل المكلفة بالتفكير في مختلف الجوانب الكفيلة لإطلاق عملية السلام، مثل المسائل الأمنية والاقتصادية والمالية، والانفتاح تجاه المجتمع المدني، وقد تشكلت فرق العمل من الدول التي ساهمت في مؤتمر باريس يونيو الماضي، وهناك حوالي 10  فرق عمل  تقوم بإعداد هذه الدراسة على الواقع.

 

وما هي طبيعة الانفتاح على المجتمع المدني؟

المجتمع المدني من ضمن  الفعاليات الأساسية في عمليات السلام والدبلوماسية لا تعمل بمعزل عن الجوانب الأخرى، ولابد للدبلوماسية أن تشمل  كل الجوانب المجتمعية، لذلك تقتضي عملية الإعادة لمفاوضات السلام مشاركة المجتمع المدني الإسرائيلي والمصري والفلسطيني والفرنسي، وكل الدول الراغبة في الاشتراك، وهناك ناشطين من أجل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين يريدون المساعدة.

 

ما طبيعة التعاون المصري الفرنسي لمحاربة الإرهاب؟

الإرهاب آفة دولية تضرب كل المجتمعات، ويسعى إلى إثارة الكراهية، فرنسا  مصر تتشاركان في هدف واحد، ألا وهو مكافحة الإرهاب، والتعاون مع كل الدول التي تلتزم  بمحاربة الإرهاب، والتعاون بين البلدين يتم في نطاق  ثنائي بين أجهزة الشرطة والقضاء والاستخبارات والقوات المسلحة، وتبادل المعلومات في البلدين، وعلينا أن نعمل بشكل مستمر مع تطور هذا التهديد، ونود التعبير عن تضامننا مع كل المصريين الذين كانوا ضحايا لهذا الإرهاب، لأننا نعرف أن الشعب المصري يدفع ثمنا باهظا للإرهاب، كما هو الحال في فرنسا و بلدان أخرى.

 

هل يوجد دعم لوجيستي لمصر لمحاربة الإرهاب؟

لا أريد الخوض في هذه التفاصيل حول طبيعة التعاون، ولكنه يسير بشكل جيد جدا، ويأخذ أشكال مختلفة بين مختلف الأجهزة المعنية في البلدين، فكل الإمكانات تقدم لكي يكون العمل فعال قدر الإمكان في مكافحة تهريب الأسلحة، و مكافحة تجنيد المتطرفين، ومكافحه تحويل الأموال الغير شرعية، وأود أن أشيد بالجهود التي نقوم بها لمكافحة التطرف والراديكالية، لأن الإرهابيين يشوهون الإسلام وهم مسلمون غير حقيقيون، لكنهم مجرمون حقيقيون، و من أولى الضحايا للإرهاب في مدينة نيس على الكورنيش كانت سيدة مسلمة، أم لتسعه أطفال، والإرهابي لم يدخل مسجد للصلاة، وهي كانت تذهب لتصلي في المسجد كل أسبوع، وهذا هو الفارق بين الوجه الحقيقي للمسلم والإرهابي.

 

هل هناك حظر مفروض على السياحة الفرنسية لمصر؟

لم يكن هناك أبدا حظر على السياح الفرنسيين لمصر، والمواطنون أحرار في قرار سفرهم للخارج، والفرنسيون مولعون ومنبهرون بتاريخ مصر، ونحن فقط نقدم توجيهات على موقع الإنترنت من الخارجية الفرنسية، وهناك توصيات لكل دول العالم كي ننصح الفرنسيين الذين يسافرون للخارج، لكننا لا نمنع الفرنسيين من زيارة مصر، وأمنيتنا الغالية هي أن تتمكن مصر من استقبال أكبر عدد ممكن من السياح الفرنسيين، والتعريف بالتاريخ والحضارة المصرية، كما أن المواقع الأثرية والتاريخية الكبرى التي نوصى بزيارتها وكونها آمنه تتمتع بإجراءات أمنية رفيعة المستوى معظمها في مصر.

 

 

هل يقتصر التعاون بين مصر وفرنسا على المجال العسكري فقط؟

المبادلات الاقتصادية بين فرنسا ومصر تتعدى الجانب العسكري، فمنذ سنوات طويلة جدا، وفرنسا تطور مبادلاتها الاقتصادية مع مصر، مثل مترو الأنفاق بالقاهرة، والزراعة والطاقة والبناء، ومثل توسيع قناة السويس، فليس هناك أي مجال اقتصادي لا يشهد تعاونا ثنائيا بين البلدين، ولقد تأثرنا إيجابا بدعوة الرئيس السيسي للرئيس الفرنسي أولاند  لحضور حفل افتتاح القناة.

 

كيف ترى فرنسا الإصلاحات في مصر، ومفاوضات الصندوق؟

فرنسا تدعم الإصلاحات الجارية في مصر ونحن ندعم الاتفاق الذي تم التوقيع عليه بين صندوق النقد الدولي ومصر بملبغ 12 مليار دولا، وفرنسا ستستمر في تقديم الدعم النشط للاقتصاد المصري، ودعم جهود تحديث الاقتصاد الجارية حاليا.

 

لماذا تقلص  تصدير القمح الفرنسي لمصر؟

السبب الرئيسي لذلك هو الأرصاد الجوية، فالانتاج الفرنسي من الحبوب قد انخفض بسبب سوء الأحوال الجوية الغير مناسبة، هذا هو السبب الوحيد.

 

هل تحظى مصر بمساعدتكم في تطوير العشوائيات؟

طبعا، ولا نعطي دروسا، لكن ممكن أن نضع تجربتنا بتصرف مصر ودول أخرى في مكافحة الفقر والتهميش الاجتماعي، ونحن نريد التعاون في هذا المجال، لذا تعمل الوكالة الفرنسية للتنمية مع مصر على ذلك، وهناك مجالان مهمان على وجه الخصوص نعطيهما أولوية كبرى وهما تعليم الأطفال في المدارس، وتفادي تسربهم من التعليم، بالإضافة إلى صحة المرأة.

 

ما الدور الذي تلعبه فرنسا في دعم الاقتصاد المصري؟

مصر شريك متميز بالنسبة لفرنسا، ونحن معجبون بتاريخ مصر، ونقدر الدور المصري، ولنا مع السلطات المصرية تعاونا قويا، كما يظهر ذلك من خلال الزيارات المتبادلة بين فرنسا ومصر للسلطات في البلدين، وعلى كل المستويات.

 

هل يوجد أثر أو تأثير لجماعة الإخوان الإرهابية في فرنسا.

على حد علمي لا وجود للإخوان في فرنسا.

 

لماذا تقلصت المنح الدراسية لطلاب الجامعات المصرية؟

بالنسبة لنا المبادلات الجامعية لها الأولوية، ونحن نريد أن نطورها ونوسع نطاقها، وكان عدد المنح قد انخفض وهذا شيء مؤسف وآني (وقتي)، لأن النزعة في المدى الطويل هي زيادة المنح للطلبة المصريين، كما أن منح تعليم اللغة الفرنسية بالنسبة للسلطات الفرنسية، تعد من الأولويات، والفرانكفونية أيضا من الأولويات لتطوير التنوع كما هو بالنسبة لتعليم اللغة العربية في فرنسا، وكلما تعارفنا كلما كان التعاون أفضل وتغلبنا على التطرف والجهل.

    الاكثر قراءة