انتشر التنقيب عن الآثار غير الشرعي والإتجار فيها بشكل واسع، بسبب هوس التنقيب عن الأثار والإتجار بها، وذلك لتحقيق الربح والثراء السريع، وتواصل أجهزة وزارة الداخلية جهودها للقضاء على هذه الظاهرة للحفاظ على تاريخ البلد التي تمتاز بالتاريخ الفرعوني والمقتنيات الأثرية ..

_ حرق ملابس ابن عمه ومتعلقاته لإخفاء جريمته

تمكنت وزارة الداخلية بكشف ملابسات ما تبلغ لقسم شرطة البساتين بمديرية أمن القاهرة من أحد المواطنين بغياب شقيقه، عقب خروجه من مسكنه وغلق هاتفه المحمول .

وكثفت الداخلية جهودها في البحث وعمل التحريات وبسؤال خطيبة المتغيب أقرت بأنها تواصلت مع المتغيب هاتفياً بتاريخ غيابه وأخبرها بتوجهه لمقابلة أحد معارفه، أمكن تحديده، وتبين أنه (صاحب مصنع كائن بمحافظة الشرقية، ومقيم بدائرة قسم شرطة مدينة نصر ثالث بالقاهرة.

وبإجراء التحريات وجمع المعلومات تبين أن الأخير يقوم بأعمال حفر وتنقيب عن الآثار بالمصنع ملكه بالاشتراك مع المتغيب وعقب تقنين الإجراءات أمكن ضبطه حال تواجده بالمنطقة سكنه .

وبمواجهته أقر بقيامه والمتغيب بالتنقيب عن الآثار داخل المصنع ملكه منذ عام بالاشتراك مع نجل عم المتغيب، وأثناء قيام المتغيب بأعمال التنقيب داخل الحفرة والتى يبلغ عمقها 14 مترا تقريباً انهارت عليه فقام بإضرام النيران بملابسه وإلقائها وجميع متعلقاته داخل الحفرة وتمكن من ردم الحفرة على المتغيب خشية ضبطه وتعرضه للمساءلة القانونية بعلم نجل عمه بالواقعة.

أمكن ضبط نجل عم المتوفى، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه.

_ قتل زميله أثناء التنقيب عن الأثار وفي الأخر "طلعت فخار"

كان قسم شرطة العياط تلقي بلاغا من المستشفى بوصول نجار 38 عاما مصابا بطلق خرطوش في منطقة البطن وتوفي أثناء إسعافه، وانتقل ضباط القسم إلى مكان البلاغ، واستمعت إلى أقوال أسرة المجني عليه.

وكانت قد كشفت التحريات الأولية أن موظف بإحدى شركات البترول، قام بنقل المجني عليه إلى المستشفى، وبمواجهته اعترف أن المجني عليه وآخرين يعملون معا في التنقيب عن الآثار بمنطقة جبيلة لقرية كفر تركي في العياط جنوب الجيزة.

وتمكن ضباط القسم من ضبط باقي المتهمين وعددهم 5 متهمين، وبمناقشتهم اعترف أحدهم بقتل المجني عليه، أثناء عملية التنقيب عن الآثار، وقال إنهم كانوا ينقبون عن الآثار وأثناء ذلك طلب منهم المجني عليه التوقف عن البحث والانصراف.

وأضاف المتهم: «شعرت بالغدر أن المجني عليه سيقوم باستخراج الآثار عقب انصرافنا فأحضرت فرد خرطوش وعدت إليه مرة أخرى فوجدته جالسا أمام قطعة فخار فظننت أنها أثرية، فاطلقت عليه النار واكتشف بعدها أن القطعة فخار عادية يستخدمها المجني عليه في أعمال الدجل في البحث عن الآثار».

_ عقوبة التنقيب عن الآثار ..

واجه قانون حماية الأثار رقم 117 لسنة 1983 والمعدل برقم 91 لسنة 2018 تلك الأطماع الشخصية بعقوبات رادعة لكل من يتجرأ على ارتكاب هذه الجرائم التي من شأنها انتهاك حقوق الدولة باعتبار الأثار المصرية ثروة قومية وإرث حضاري واجب حمايتها والحفاظ عليها.

نصت المادة 49 على أن تلزم الدولة بحماية الآثار والحفاظ عليها ورعاية مناطقها وصيانتها وترميمها واسترداد ما استولي عليه منها وتنظيم التنقيب عنها والإشراف عليه، كما تحظر إهداء أو مبادلة أي شيء منها، وأن الاعتداء عليها والإتجار فيها جريمة لا تسقط بالتقادم.

وتنص المادة 1 من القانون على ما يعتبر أثرا كل عقار أو منقول أنتجته الحضارات المختلفة أو أحدثته الفنون والعلوم والآداب والأديان من عصر ما قبل التاريخ، وخلال العصور التاريخية المتعاقبة.

ويعاقب القانون المتورطين بتلك الجريمة بالسجن مدة لا تقل عن 5 سنوات ولا تزيد علي 7 سنوات وبغرامة لا تقل عن 3000 جنيه ولا تزيد علي 50 ألف جنيه كل من سرق أثرا أو جزءا من أثر مملوك للدولة أو هدم أو إتلاف عمدا أثرا أو مبني تاريخيا أو شوهه أو غير معالمه أو فصل جزءا منه، أو أجري أعمال الحفر الأثري دون ترخيص أو اشترك في ذلك وتكون العقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تزيد عن 50 ألف جنيه إذا كان الفاعل من العاملين بالدولة المشرفين أو المشتغلين بالآثار أو موظفي أو عمال بعثات الحفائر أو من المقاولين المتعاقدين مع الهيئة أو من عمالهم.

وأكد خبراء القانون الجنائي التنقيب عن الآثار بدون ترخيص، والإتجار بها وتهريبها، جرائم جنائية منصوص عليها في قانون حماية الآثار، وأنه تم تشديد العقوبات لهذه الجرائم مؤخرًا، وأن المنقبين عن الأثار يواجهون عقوبات مشددة، نتيجة الاتهام بالتنقيب عن الآثار والإتجار بها وتهريبها، وتتراوح عقوبات هذه الاتهامات بين السجن المشدد من 3 سنوات إلى 15 سنة، والسجن المؤبد، وتصل إلى الإعدام.