يعد مسجد "الحسن بن صالح" من أقدم وأعرق المساجد في المنيا ومصر بأسرها، حيث تم بناؤه عام 332 هجريًّا، أما الجامع الأزهر فشيد سنة 359ه ، أي قبله بحوالي 17 عام، كما يقول "سلامة مصطفى زهران" كبير مفتشي منطقة البهنسا الأثرية بالمنيا لـ"دار الهلال":
وأوضح أن المسجد سمى نسبة إلى الحسن بن صالح بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب” فهو أحد أحفاد رسول الله ، كما أن صاحب الجامع له ضريح في البهنسا ولكن في منطقة الجمام ولم يلحق بالمسجد.
وأشار كبير مفتشي آثار البهنسا أن المسجد يعد من أروع المساجد واعرقها، مؤكدًا أنه بُني على الطراز الفاطمي، وعند دخولك للمسجد تجد أن له مدخلان رئيسيان أحدهما من الشرق والآخر من الجهة الشمالية وله باب فرعي من ناحية الجنوب، ويضم ورواقين أكبرهما رواق القبلة يتوسطهما صحن مكشوف، ويحوي المسجد نحو 40 عمودًا؛ عليهم نقوش وكتابات قديمة ، أما منافذه مصممة على الطراز الفاطمي ، بالإضافة لمئذنة عالية ونقوش جميلة على شرفات المسجد التي صممت جميعها على الطراز الفاطمي، وقد تم ترميمه عدة مرات ولكن مع المحافظة على ملامحه الفاطمية وجماله العريق الذي يأخذك للعصر الفاطمي عندما تدخل من أحد أبوابه.
كما يعتبر المسجد هو الأول الذي يحوي أطلال ساقية ماء كانت تستخدم في الوضوء ، عن طريق رفع المياه من قناة أسفل المسجد مرتبطة ببحر اليوسفي الذي يقترب منه ببضع مترات.
و تُعد البهنسا من أقدم المدن الأثرية التي شهدت جميع عصور مصر التاريخية منذ العصر الفرعوني و مرورًا باليوناني و الروماني و القبطي و الإسلامي.
كما يعتبرها علماء الآثار متحفًا مفتوحًا لما تحتويه من آثار مفتوحة أمام الجميع دون حاجز أو بناء يضمها بداخله، وتقوم وزارة الآثار حاليًا بعملية ترميم غير مسبوقة بالمنطقة لما لها من أهمية تاريخية عظيمة.
يذكر أن أحد التابعين حينما كان يدخل أرض البهنسا كان يخلع نعليه تقديساً للمكان ويقول لمَن يرافقه:
"أخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى"، مشبهًا البهنسا بالوادي الذي تحدث فيه الله إلى النبي موسى.