الأزهر.. أقدم أثر باق حتى الآن، وعُرف الجامع الأزهر باسم "جامع القاهرة"، شرع جوهر الصقلي قائد الخليفة الفاطمي الرابع المعز لدين الله، في إنشاء الجامع في 24 جمادي الأولى 359 هـ، الموافق 4 أبريل 970 م، وتم تشييده في عامين.
ويُقال إن الفاطميين أطلقوا عليه الأزهر تيمنا بفاطمة الزهراء بنت الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وللمسجد صحن تحيط به الأروقة من جميع الجهات منها خمسة من ناحية القبلة وثلاثة على كل جانب، أما من ناحية المدخل فلا يوجد إلا رواق واحد.
وأصبح الجامع سجل حافل لتاريخ مصر السياسي والعلمي، ويسجل الدكتور حسين مؤنس في كتابه "القيم": "المساجد في تاريخ الجامع أسماء المعز لدين الله الفاطمي والعزيز والحاكم الفاطميين وصلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس وسيف الدين لاجين وبرقوق، وغيرهم من سلاطين المماليك، ومحمد علي وعباس حلمي، ومن إليهما من الحكام الذين تعاقبوا على حكم مصر خلال عشرة قرون فأنت تمر في تاريخه بأسماء نفر كبير من أقطاب التاريخ الفكري لمصر والعالم الإسلامي".
أول الأساتذة الذين تولوا التدريس في الأزهر هو القاضي أبو الحسن بن النعمان بن محمد، وهو ابن داعى الدعاة الفقيه الإسماعيلي النعمان بن محمد، وكان أبو الحسن فقهيا إسماعيليا وأديبا كأبيه، وكذلك كان أخوه القاضي محمد بن النعمان بن محمد، ومن أعلام من درسوا في الأزهر في العصر الفاطمي الأمير المختار عبد الملك محمد بن عبد الله بن أحمد الحراني المعروف بالمسجى، وأبو عبد الله القضاعي المؤرخ المعروف، وهو أول من كتب في خطط مصر، وعنه أخذ تقى الدين المقريزى والحسن بن زولاق المؤرخ الذى احتفظ لنا على بن سعيد بكتابه عن الدولة الإخشيدية وأبو القاسم الرعينى الشاطبى عالم القراءات المشهور، ودرس في الأزهر من علماء الرياضيات في ذلك العصر الحسن بن الخطير الفارسي.
وقد كان عدد عظيم ممن قاموا بالنهضة الفكرية في مصر والعالم العربي من طلاب الأزهر وهم كثيرون جدا، ونذكر بعض الأمثلة، منهم:
عبد الحمن الجبرتى ـ رفاعة رافع الطهطاوي ـ علي مبارك ـ محمد عبده ـ سعد زغلول ـ رشيد رضا ـ عبدالله النديم ـ طه حسين ـ مصطفى لطفى المنفلوطي ـ أحمد حسن الزيات ـ علي عبد الرازق.
ويعتبر الأزهر من المساجد الألفية العتيقة.