في سبتمبر من كل عام تحتفل جمهورية أوزبكستان الواقعة في قلب آسيا الوسطى، بعيدها القومى بمناسبة حصولها على الاستقلال في أوائل تسعينيات القرن الماضى مع تفكك المنظومة الاشتراكية وانهيار الاتحاد السوفيتى، إذ نجحت الجمهورية الوليدة في الحفاظ على كيانها المنشأ حديثا آنذاك.
صحيح أن طريق الاستقلال والبناء لم يكن سهلا أو يسيرا، إذ تطلب الأمر جهودا مضنية وتضحيات فادحة في سبيل الحفاظ على اللحمة الوطنية وبناء الدولة المستقلة ومواجهة التدخلات الخارجية.
واليوم في هذا العام تحتفل أوزبكستان بعيدها القومى الثلاثين، حيث أحيت سفارتها بالقاهرة هذه المناسبة باحتفالية ثقافية شارك فيها العديد من السياسيين والخبراء والمتخصصين والإعلاميين الذين شاركوا الجالية الأوزبكية في القاهرة هذه المناسبة التي تحمل ذاكرة وطنية مهمة للشعب الأوزبكى وخاصة الشباب والأطفال الذين لم يكن مدركين لحجم التحديات والصعوبات التي واجهت الآباء في تحقيق نجاحات عدة وإنجازات عديدة في مختلف المجالات نقلت الجمهورية المستقلة من أوضاع لا تخفى على أحد إلى دولة ذات سيادة، لديها مقومات اقتصادية عديدة، وقدرات بشرية مؤهلة، إضافة إلى تاريخ يحمل حضارة إسلامية بمدنها العريقة مثل سمرقند، وبخارى، وخيوى، وشهريسبز، وطشقند، وخوقند، حيث تضم ما يزيد عن سبعة آلاف من الآثار التاريخية المعمارية.
والحقيقة واجبة التسجيل في هذه المناسبة الوطنية أن ما يجمع بين مصر أوزبكستان يسبق تاريخ الاستقلال الحديث لجمهورية أوزبكستان.
صحيح أن مصر اعترفت باستقلالها في 26 ديسمبر عام 1991، أي بعد ثلاثة أشهر من إعلان الاستقلال لتدشن علاقاتهما الدبلوماسية بعد شهر من الاعتراف وتحديدا في 23 يناير 1992، إلا أنه من الصحيح أيضا أن علاقاتهما مسجلة في صفحات الواقع المصرى منذ القدم، إذ يتذكر الجميع حى الأزبكية وحديقة الأزبكية التي تظل شاهدة على عراقة هذه العلاقة التي أسهمت في تبادل المعارف بين البلدين.
منتهى القول إن ما حققته أوزبكستان على مدار الثلاثين عاما الماضية، وعلى وجه الخصوص منذ انتخاب الرئيس ميرضاييف عام 2016، يمثل تحولا مهما في مسيرة الدولة نحو بناء المستقبل على مرتكزات صحيحة وأسس سليمة، وهو ما يتطلب استكمال هذه المسيرة عبر تجديد الثقة في القيادة السياسية التي تخوض غمار العملية الانتخابية في الرابع والعشرين من أكتوبر القادم، حتى تستكمل خطواتها وتكمل رؤيتها التي تنهض بأوضاع المواطن الأوزبكى نحو غد جديد يمكنه من مواجهة تحدياته وعبور صعوباته إلى مستقبل آمن على نفسه وأهله ووطنه، تلك هي الرسالة الأكثر أهمية التي يمكن أن نبعثها إلى الشعب الأوزبكى الصديق في مثل هذه المناسبة الوطنية.