"أمل مصر في الموسيقى" هكذا وصف عبد الحليم حافظ في إحدي الحفلات العبقري بليغ حمدي، وانطلق الثنائي في مشوار كبير وكانت البداية من أغنية "تخونوه".
بداية اللقاء الغنائي بين بليغ وعبد الحليم، وفقاً لحديث رفيق رحلتهما الأستاذ مجدي العمروسي، في منتصف الخمسينات عندما أستمع عبد الحليم بالصدفة للحن أغنية "تخونوه "، ثم طلب من بليغ أن يغني اللحن ضمن أغنيات فيلم "الوسادة الخالية"، وذلك جعله في موقف محرج مع ليلى مراد، حيث قال بليغ وهو يروي مذكراته بصوته مع الإذاعي وجدي الحكيم أن المؤلف إسماعيل الحبروك تواصل مع الفنانة ليلى مراد وعرض عليها الأغنية، وأعجبت ليلى بالأغنية كثيراً وقررت أن تسجلها في الإذاعة.
بدأت ليلي مراد في البروفات، حتى أن طلب عبد الحليم من بليغ ليأتي عند رمسيس نجيب، وبالفعل ذهب، وطلب عبدالحليم أن يسمع كلمات ولحن الأغنية وصمم أخذها، وأستكمل بليغ حديثه لوجدي وقال: " أنا رفضت طلب حليم، وقلت لهم أنا مش موافق اللحن ده لـ ليلى مراد لا يمكن أزعلها أبداً لاني بحبها جداً وطول عمري بموت فيها ولا يمكن أتصرف في لحنها ولا أمضي على ورقة! "
يقول بـليغ "اتصلوا بـ ليلى في التليفون، وناولوني السماعة فقالت لي"بليغ أعطي اللحن لـ حليم معلش وتعالى لي بكرة بكرة أشوفك! فبقيت عايز أشرح لها الموقف لكنها قطعت كلامي "معلش كمل شغلك وأعمل اللي بقول لك عليه"..فكنت خجلان منها جداً"، وبالفعل غنى "حليم" في 1957 "تخونوه" في فيلم "الوسادة الخالية" التي كتب كلماتها إسماعيل الحبروك.
توالت أغاني "بليغ وحليم" وقدما أغنية "خسارة" كلمات مأمون الشناوي في فيلم "فتى أحلامي" 1957 ، ثم توقفا عن التعامل الفني فترة إلى أن أشتركا في 4 أغاني مأخوذة من جمل أصيلة من الفلكلور الشعبي التي نجحت نجاحاً كبيراً وهي "أنا كل ما قول التوبة، كلمات عبد الرحمن الأبنودي، و"على حسب وداد قلبي" كلمات صلاح أبو سالم، و "إن لقاكم حبيبي سلمولي عليه"، سواح وماشي في البلاد سواح" من كلمات محمد حمزة.
كان التنوع هو ما يسعى إليه بليغ الذي قدم كل الأشكال من الأغاني الرومانسية وذات الطابع الشعبي والوطنية، وجاءت مرحلة آخرى في التعاون ظهرت فيها أغنيات رومانسية منها "موعود" ،و"زي الهوى"، "أي دمعة حزن لا"، وكلها من كلمات محمد حمزة وكان آخر لحنين عاطفيين من ألحان بليغ لـ حليم هما "أعز الناس" كلمات مرسي جميل عزيز، و" الهوى هوايا" كلمات عبد الرحمن الأبنودي، و"جانا الهوى" كلمات محمد حمزة، وتغنى بها حليم في فيلم "أبي فوق الشجرة".
غنى حليم أجمل أغانيه من ألحان بليغ "خايف مرة أحب، حبيبتي من تكون، مداح القمر، كان بليغ يحاول أن يبث الأمل في نفوس المصريين بعد نكسة 1967 ولحن لـ عبد الحليم عددا من الأغاني التي تعبر عن أحزان النكسة التى كتبها الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، "عدى النهار، احلف بسماها وبترابها، المسيح وسكنت تلك الأغاني وجدان الشعب، وقدما بليغ له على مدار مشواره 30 أغنية كانت أقربها إلي قلبه "أي دمعة حزن لا".