الأحد 24 نوفمبر 2024

مقالات

طريق‭ ‬النجاة


  • 12-9-2021 | 20:21

عبد الرازق توفيق

طباعة
  • عبد الرازق توفيق

بين‭ ‬وفاة ‭‬‮«‬الدولة‭ ‬المصرية»‬‭ ..  ‬إلى‭ ‬إعادتها‭ ‬إلى‭ ‬الحياة‭ .. ‬تكمن‭ ‬أسباب‭ ‬ ‮«‬السقوط‮» ‬‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬‮١١٠٢‬‭.. ‬وإعادة‭ ‬البعث‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬السيسي‭.. ‬لتصبح‭ ‬لدينا‭ ‬‮«‬خارطة‭ ‬طريق‮»‬‭ ‬وروشتة‭ ‬ومنهج‭ ‬لحماية‭ ‬أوطاننا‭.. ‬وتأمين‭ ‬وتحقيق‭ ‬أحلام‭ ‬شعوبنا‭ ‬لنجد‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬ينحصر‭ ‬في‭ ‬أمرين‭ ‬مهمين‭ ‬للغاية‭.. ‬هو‭ ‬البناء‭ ‬المستمر‭.. ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬من‭ ‬جهة‭.. ‬وبناء‭ ‬الوعي‭ ‬الحقيقي‭ ‬بالتهديدات‭.. ‬وأيضاً‭ ‬التحديات‭ ‬لإبطال‭ ‬مفعول‭ ‬مخططات‭ ‬قوي‭ ‬الشر‭ ‬ومحاولات‭ ‬ ‮«‬النخر‮» ‭ ‬في‭ ‬العقول‭.‬

ما‭ ‬بين‭ ‬البناء‭ ‬بوتيرة‭ ‬عالية‭ ‬تسابق‭ ‬الزمن‭.. ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭.. ‬ثم‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقى‭ ‬والشامل‭ ‬تتجسد‭ ‬ملامح‭ ‬خارطة‭ ‬السيسى‭ ‬لحماية‭ ‬الأوطان

 

من‭ ‬أعظم‭ ‬النعم‭ ‬التي‭ ‬تحظي‭ ‬بها‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬خلال‭ ‬الـ‭ ‬‮٧‬‭ ‬سنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬والتي‭ ‬وفرت‭ ‬لها‭ ‬الحماية‭ ‬والبناء‭ ‬والرؤية‭ ‬العميقة‭ ‬الثاقبة‭ ‬أن‭ ‬وهبها‭ ‬الله‭ ‬رئيسًا‭ ‬علي‭ ‬درجة‭ ‬فائقة‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬والإلمام‭ ‬والفهم‭ ‬والتشخيص‭ ‬الدقيق‭ ‬للتحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬والمخاطر‭ ‬وأيضاً‭ ‬ما‭ ‬تحتاجه‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬من‭ ‬إصلاح‭ ‬حقيقي؟‭!‬ الحقيقة‭ ‬نتوقف‭ ‬كثيراً‭ ‬أمام‭ ‬أحاديث‭ ‬الرئيس‭ ‬وما‭ ‬تتضمنه‭ ‬من‭ ‬تشخيص‭ ‬دقيق‭ ‬ورؤي‭.. ‬ويبهرني‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭ ‬بكافة‭ ‬التفاصيل‭ ‬الدقيقة‭ ‬عن‭ ‬الماضي‭ ‬بمعاناته‭ ‬وأزماته‭ ‬ومشاكله‭ ‬وغياب‭ ‬الرؤية‭ ‬وتقدير‭ ‬الموقف‭ ‬للتعامل‭ ‬معه‭ ‬وكيف‭ ‬أدي‭ ‬هذا‭ ‬التصحر‭ ‬في‭ ‬الخيال‭ ‬إلي‭ ‬تفاقم‭ ‬الأوضاع‭.. ‬وكيف‭ ‬غابت‭ ‬الجرأة‭ ‬والشجاعة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬واتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬الإصلاح‭ ‬الحقيقي‭ ‬والشامل‭.‬

 

خضت‭ ‬معارك‭ ‬كثيرة‭ ‬علي‭ ‬مدار‭ ‬‮٠١‬‭ ‬سنوات‭.. ‬فكنت‭ ‬ومازلت‭ ‬أعتبر‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬‮٥٢‬‭ ‬يناير‭ ‬‮١١٠٢‬‭ ‬هو‭ ‬عمل‭ ‬تآمري‭ ‬استهدف‭ ‬إسقاط‭ ‬مصر‭ ‬وجري‭ ‬الإعداد‭ ‬له‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬وتمت‭ ‬تهيئة‭ ‬المناخ‭ ‬والأجواء‭ ‬ببناء‭ ‬وعي‭ ‬مزيف‭ ‬وتجنيد‭ ‬أشخاص‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬ساعدت‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬المؤامرة‭ ‬خلال‭ ‬المعاناة‭ ‬والأزمات‭ ‬والفساد‭ ‬وغياب‭ ‬الدولة‭ ‬وانفصالها‭ ‬عن‭ ‬شعبها‭ ‬خاصة‭ ‬فئة‭ ‬الشباب‭.‬

 

أخطر‭ ‬ما‭ ‬واجه‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬قبل‭ ‬‮٥٢‬‭ ‬يناير‭ ‬‮١١٠٢‬‭ ‬هو‭ ‬غياب‭ ‬الوعي‭ ‬الحقيقي‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬حماية‭ ‬للأوطان‭.. ‬فلم‭ ‬تهتم‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬بهذا‭ ‬الأمر‭.. ‬وسمحت‭ ‬لجماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬وباقي‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬والمتطرفة‭ ‬التي‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬رحمها‭ ‬أن‭ ‬تتحرك‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬المصري‭ ‬لتنخر‭ ‬في‭ ‬جدرانه‭ ‬وأعمدته‭ ‬الأساسية‭ ‬وتعبث‭ ‬في‭ ‬عقله‭ ‬وتزيف‭ ‬وعيه‭.. ‬بأفكار‭ ‬مسمومة‭ ‬ومريضة‭ ‬خلقت‭ ‬احتقاناً‭ ‬وفجوة‭ ‬عميقة‭ ‬بين‭ ‬الدولة‭ ‬وشعبها‭. ‬

 

وأشاعت‭ ‬ثقافة‭ ‬التشكيك‭ ‬وعدم‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬الناس‭.‬ الدولة‭ ‬لم‭ ‬تلتفت‭ ‬إلي‭ ‬خطورة‭ ‬منهج‭ ‬وتحرك‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬سواء‭ ‬عن‭ ‬قصد‭ ‬أو‭ ‬بغير‭ ‬قصد‭ ‬لكنها‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬تركت‭ ‬لها‭ ‬مساحات‭ ‬أو‭ ‬فراغات‭ ‬لتتحرك‭ ‬فيها‭ ‬بحرية‭ ‬لتبث‭ ‬السموم‭ ‬وتزيف‭ ‬الوعي‭ ‬بضلالات‭ ‬وتشيع‭ ‬ثقافة‭ ‬التشكيك‭ ‬وعدم‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬والحكومة‭ ‬وتنخر‭ ‬في‭ ‬عقل‭ ‬المواطن‭ ‬المصري‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬للدولة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬وعلي‭ ‬مدار‭ ‬‮٠٩‬‭ ‬عاماً‭ ‬رؤية‭ ‬لمكافحة‭ ‬ودحر‭ ‬أفكار‭ ‬هذه‭ ‬الجماعة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بناء‭ ‬وعي‭ ‬حقيقي‭ ‬يعتمد‭ ‬علي‭ ‬الفهم‭ ‬الكامل‭ ‬والالمام‭ ‬الشامل‭ ‬بالتحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬ولم‭ ‬تقدم‭ ‬لشعبها‭ ‬البديل‭ ‬الديني‭ ‬والفكر‭ ‬الصحيح.‭ 

 

بل‭ ‬ارتكبت‭ ‬الدولة‭ ‬أخطر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬عندما‭ ‬تجاهلت‭ ‬تحركات‭ ‬وأنشطة‭ ‬الجماعة‭ ‬أو‭ ‬التنظيم‭ ‬الإرهابي‭ ‬ليتحرك‭ ‬بحرية‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬المصري‭ ‬وأحياناً‭ ‬يقوم‭ ‬بدور‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استقطاب‭ ‬الفئات‭ ‬الفقيرة‭ ‬بالزيت‭ ‬والسكر‭ ‬والعلاج‭ ‬في‭ ‬المستوصفات‭ ‬والعيادات‭ ‬الإخوانية‭ ‬وتركت‭ ‬طلاب‭ ‬الجامعات‭ ‬خاصة‭ ‬ابناء‭ ‬الريف‭ ‬والبسطاء‭ ‬فريسة‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمين‭ ‬يقدمون‭ ‬لهم‭ ‬الدعم‭ ‬ومساكن‭ ‬ومذكرات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توظيفهم‭ ‬لأغراض‭ ‬سياسية‭ ‬تآمرية‭ ‬بحتة‭.

 

‬هذا‭ ‬الاستقطاب‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬تجلي‭ ‬في‭ ‬‮٥٢‬‭ ‬يناير‭ ‬‮١١٠٢‬‭ ‬وكاد‭ ‬يهوي‭ ‬بالدولة‭ ‬المصرية‭ ‬إلى‭ ‬الانزلاق‭ ‬في‭ ‬المجهول‭ ‬والسقوط‭ ‬والضياع‭.. ‬فأصبحت‭ ‬الدولة‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬الرئيس‭ ‬أشلاء‭ ‬وشبه‭ ‬دولة‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬الرئيس‭ ‬أمس‭ ‬الأول‭ ‬إلي‭ ‬أن‭ ‬‮٥٢‬‭ ‬يناير‭ ‬هي‭ ‬إعلان‭ ‬لوفاة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬غياب‭ ‬الوعي‭ ‬أو‭ ‬إحداث‭ ‬فجوة‭ ‬عميقة‭ ‬بين‭ ‬موارد‭ ‬وقدرة‭ ‬الدولة‭ ‬علي‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬زيادة‭ ‬سكانية‭ ‬رهيبة‭ ‬من‭ ‬‮٠٨‬‭ ‬مليونًا‭ ‬إلي‭ ‬‮٠٩‬‭ ‬مليونًا‭.. ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬‮٠٢‬‭ ‬إلي‭ ‬‮٠٣‬‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭.. ‬لكان‭ ‬الأمر‭ ‬أكثر‭ ‬سهولة‭.‬

 

إذن‭ ‬تفاقم‭ ‬الأزمات‭ ‬والمشاكل‭ ‬وسوء‭ ‬الحياة‭ ‬وانتشار‭ ‬الفساد‭ ‬والفئوية‭ ‬ووجود‭ ‬جماعة‭ ‬إرهابية‭ ‬شديدة‭ ‬التطرف‭ ‬والخصومة‭ ‬مع‭ ‬الدولة‭.. ‬ولا‭ ‬تعترف‭ ‬بالوطنية‭ ‬أو‭ ‬الوطن‭ ‬أو‭ ‬المواطنة‭ ‬وتسميم‭ ‬الوعي‭ ‬المصري‭ ‬والنخر‭ ‬في‭ ‬العقول‭ ‬وصولاً‭ ‬إلي‭ ‬أكبر‭ ‬عملية‭ ‬تزييف‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬إعلان‭ ‬وفاة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬‮١١٠٢‬‭.‬

 

إن‭ ‬اتحاد‭ ‬غياب‭ ‬الوعي‭.. ‬وتفاقم‭ ‬الأزمات‭ ‬والمشاكل‭ ‬وتدني‭ ‬الخدمات‭ ‬وعدم‭ ‬قدرة‭ ‬الدولة‭ ‬علي‭ ‬الوفاء‭ ‬بمطالب‭ ‬شعبها‭.. ‬هو‭ ‬أخطر‭ ‬عدو‭ ‬للأوطان‭ ‬وجري‭ ‬تنفيذ‭ ‬ذلك‭ ‬بغباء‭ ‬من‭ ‬القائمين‭ ‬علي‭ ‬الدولة‭ ‬آنذاك‭.. ‬وأيضاً‭ ‬غياب‭ ‬الوعي‭ ‬الحقيقي‭ ‬بفعل‭ ‬جماعة‭ ‬إرهابية‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالخارج‭ ‬ولها‭ ‬مشروعها‭ ‬الخبيث‭ ‬الذي‭ ‬استهدف‭ ‬إضعاف‭ ‬وإسقاط‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭.. ‬لتسيطر‭ ‬علي‭ ‬مفاصل‭ ‬الدولة‭.‬ في‭ ‬المقابل‭ ‬فإن‭ ‬انتعاش‭ ‬الوعي‭ ‬لدي‭ ‬المصريين‭.. ‬عندما‭ ‬تمكن‭ ‬الإخوان‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬مصر‭.. ‬واسترداد‭ ‬الشعب‭ ‬لحالة‭ ‬الفهم‭ ‬وحقيقة‭ ‬هذا‭ ‬التنظيم‭ ‬الإرهابي‭ ‬والفشل‭ ‬العميق‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬تحقيق‭ ‬تطلعات‭ ‬المصريين‭.. ‬هو‭ ‬ما‭ ‬أدي‭ ‬إلي‭ ‬سقوط‭ ‬حكم‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمين‭ ‬وفشل‭ ‬مشروعهم‭.. ‬وعزلهم‭ ‬وطردهم‭ ‬بإرادة‭ ‬المصريين‭.‬

 

الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬وضع‭ ‬يده‭ ‬بالأمس‭.. ‬ومن‭ ‬قبلها‭ ‬مرات‭ ‬ومرات‭ ‬علي‭ ‬أسباب‭ ‬وفاة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬‮١١٠٢‬‭.. ‬وأيضاً‭ ‬سبب‭ ‬عودة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وإعادة‭ ‬البعث‭ ‬لها‭ ‬وإحيائها‭.. ‬فالرئيس‭ ‬أشار‭ ‬إلي‭ ‬سببين‭ ‬مهمين‭ ‬لوفاة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬هما‭ ‬فشل‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬تلبية‭ ‬مطالب‭ ‬واحتياجات‭ ‬شعبها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عدد‭ ‬سكانها‭.. ‬وسوء‭ ‬الخدمات‭ ‬وانتشار‭ ‬الأزمات‭.. ‬وأيضاً‭ ‬غياب‭ ‬الوعي‭ ‬الحقيقي‭ ‬ووجود‭ ‬وعي‭ ‬مزيف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جماعة‭ ‬إرهابية‭ ‬نخرت‭ ‬في‭ ‬عقل‭ ‬المواطن‭ ‬والإنسان‭ ‬المصري‭ ‬والرئيس‭ ‬أيضاً‭ ‬حدد‭ ‬كيف‭ ‬واجهت‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬‮«‬مصر‭ ‬ـ‭ ‬السيسي‮»‬‭ ‬هذه‭ ‬القلة‭ ‬والمرض‭ ‬الخطير‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أمرين‭ ‬مهمين‭.

 

‬الأول‭: ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أكبر‭ ‬عملية‭ ‬تنمية‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر‭ ‬وحركة‭ ‬تنمية‭ ‬عالية‭ ‬وبوتيرة‭ ‬متسارعة‭ ‬تسابق‭ ‬الزمن‭ ‬لعلاج‭ ‬أزمات‭ ‬وكوارث‭ ‬ومشاكل‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬المزمنة‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدي‭ ‬إلي‭ ‬تلبية‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬مطالب‭ ‬واحتياجات‭ ‬الشعب‭.. ‬وارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬ثقتهم‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬البناء‭ ‬المصري‭.. ‬والتفافهم‭ ‬حول‭ ‬قيادتهم‭ ‬السياسية‭.‬

 

الأمر‭ ‬الثاني‭ ‬والمهم‭.. ‬هو‭ ‬بناء‭ ‬وعي‭ ‬حقيقي‭ ‬خلال‭ ‬الـ‭ ‬‮٧‬‭ ‬سنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بالتهديدات‭ ‬والمخططات‭ ‬الخارجية‭ ‬ولكن‭ ‬أيضاً‭ ‬بحقيقة‭ ‬وأصل‭ ‬وتفاصيل‭ ‬تحدياتنا‭ ‬الداخلية‭ ‬وما‭ ‬يواجهنا‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬وعدم‭ ‬القدرة‭.. ‬وما‭ ‬يستوجبه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬إصلاح‭ ‬صعبة‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬التداعيات‭ ‬التي‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يتحملها‭ ‬المواطن‭ ‬برضا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬آماله‭ ‬وطموحاته‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬بالفعل‭ ‬وأصبح‭ ‬الشعب‭ ‬المصري‭ ‬علي‭ ‬قناعة‭ ‬ويقين‭ ‬بأن‭ ‬رؤية‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭ ‬هي‭ ‬المسار‭ ‬الصحيح‭ ‬والسليم‭ ‬والأمثل‭ ‬لتحقيق‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬بعد‭ ‬نجاح‭ ‬الإصلاح‭ ‬الاقتصادي‭.

 

‬ نعم‭ ‬وبكل‭ ‬ثقة‭ ‬كانت‭ ‬أحداث‭ ‬يناير‭ ‬‮١١٠٢‬‭ ‬مؤامرة‭.. ‬وشهادة‭ ‬وفاة‭ ‬للدولة‭ ‬المصرية‭.. ‬ولم‭ ‬ولن‭ ‬أغير‭ ‬رأيى‭ ‬علي‭ ‬الإطلاق‭.. ‬وقلت‭ ‬هل‭ ‬محاولة‭ ‬اقتحام‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬ثورة‭ ‬بيضاء؟‭ ‬وهل‭ ‬حجم‭ ‬الحرق‭ ‬والتدمير‭ ‬والتخريب‭ ‬واقتحام‭ ‬مراكز‭ ‬الشرطة‭ ‬ومحاولة‭ ‬تدميرها‭ ‬ثورة‭ ‬بيضاء؟‭ ‬هل‭ ‬إيقاف‭ ‬حركة‭ ‬الحياة‭ ‬والإنتاج‭ ‬والدعوات‭ ‬للعصيان‭ ‬ثورة‭ ‬بيضاء؟‭ ‬هل‭ ‬التخابر‭ ‬والعمالة‭ ‬وتنفيذ‭ ‬أجندات‭ ‬أعداء‭ ‬مصر‭ ‬ثورة‭ ‬بيضاء؟‭ ‬وهل‭ ‬التمويل‭ ‬الأجنبي‭ ‬لعمليات‭ ‬الخراب‭ ‬والتدمير‭ ‬والحرق.‭

 

‬والإرهاب‭ ‬ثورة‭ ‬بيضاء؟‭ ‬هل‭ ‬محاولات‭ ‬استقطاع‭ ‬سيناء‭ ‬وفصلها‭ ‬عن‭ ‬الجسد‭ ‬المصري‭ ‬سواء‭ ‬بالعمليات‭ ‬الإرهابية‭ ‬والتفجيرات‭ ‬أو‭ ‬الدعوات‭ ‬عبر‭ ‬مقالات‭ ‬خبيثة‭ ‬ثورة‭ ‬بيضاء؟‭ ‬هل‭ ‬تدمير‭ ‬مصر‭ ‬إقليمياً‭ ‬ودولياً‭ ‬والتحالف‭ ‬مع‭ ‬الطامعين‭ ‬والموهومين‭ ‬ورعاة‭ ‬مشروع‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الجديد‭ ‬ثورة‭ ‬بيضاء؟ البعض‭ ‬وأسمح‭ ‬لنفسي‭ ‬أن‭ ‬أطلق‭ ‬عليهم‭ ‬أنقياء‭.. ‬لا‭ ‬يرون‭ ‬إلا‭ ‬رحيل‭ ‬مبارك‭ ‬وهذا‭ ‬الشق‭ ‬الظاهر‭ ‬لما‭ ‬أسموه‭ ‬زوراً‭ ‬ثورة‭.. ‬لكنها‭ ‬المضمون‭ ‬الحقيقي‭ ‬لما‭ ‬حدث‭ ‬أنه‭ ‬مؤامرة‭ ‬شيطانية‭ ‬متكاملة‭ ‬علي‭ ‬مصر‭ ‬سمحت‭ ‬الظروف‭ ‬والمناخ‭ ‬والأسباب‭ ‬وأبرزها‭ ‬غياب‭ ‬الوعي‭ ‬الحقيقي‭ ‬بنفاذها‭ ‬لكن‭ ‬بفضل‭ ‬الله‭ ‬ثم‭ ‬شرفاء‭ ‬الوطن‭ ‬وعلي‭ ‬رأسهم‭ ‬جيش‭ ‬مصر‭ ‬العظيم‭ ‬لم‭ ‬تحقق‭ ‬أهدافها‭ ‬في‭ ‬مصر‭.‬ قلت‭ ‬ومازلت‭ ‬أكرر‭ ‬أن‭ ‬بناء‭ ‬الوعي‭ ‬الحقيقي‭ ‬هو‭ ‬التحدي‭ ‬الأعظم‭.. ‬والمطلب‭ ‬الأهم‭ ‬لحماية‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬قوي‭ ‬الشر‭ ‬وأعدائها‭.. ‬وأن‭ ‬الدولة‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬الآن‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬حاضرة‭ ‬ومتوهجة‭ ‬ومتواجدة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬متر‭ ‬علي‭ ‬أرضها‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬جماعات‭ ‬موازية‭ ‬أو‭ ‬تنظيمات‭ ‬تناهض‭ ‬الدولة‭.‬

 

في‭ ‬اعتقادي‭ ‬أن‭ ‬حضور‭ ‬دولة‭ ‬‮«‬مصر‭ ‬ـ‭ ‬السيسي‮»‬‭ ‬بين‭ ‬شعبها‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭.. ‬فالمصريون‭ ‬يحظون‭ ‬جميعاً‭ ‬بالاهتمام‭ ‬والرعاية‭.. ‬والدولة‭ ‬تشملهم‭ ‬جميعاً‭ ‬بعوائد‭ ‬النمو‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وسلطة‭ ‬القانون‭ ‬تنفذ‭ ‬علي‭ ‬الجميع‭.. ‬ولا‭ ‬مجال‭ ‬لفساد‭ ‬أو‭ ‬فاسد‭.. ‬فإذا‭ ‬كنا‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬دولة‭ ‬حقيقية‭.. ‬فلنري‭ ‬مشروع‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬ممثلاً‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬وتنمية‭ ‬الريف‭ ‬المصري‭ ‬ودولة‭ ‬حقيقية‭ ‬تواجه‭ ‬تحدياتها‭ ‬وأزماتها‭ ‬بالبناء‭ ‬والعمل‭ ‬والتنمية‭ ‬ولديها‭ ‬مشروع‭ ‬وطني‭ ‬يحمل‭ ‬رؤية‭ ‬عبقرية‭ ‬للتقدم‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يحدث‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وعي‭ ‬حقيقي‭ ‬لدي‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭.‬

 

إن‭ ‬الوعي‭ ‬الحقيقي‭ ‬هو‭ ‬إكسير‭ ‬الحياة‭ ‬للأوطان‭.. ‬وصمام‭ ‬أمان‭ ‬حماية‭ ‬الدول‭.. ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬وعي‭ ‬حقيقي‭ ‬لدي‭ ‬الشعوب‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬أطلقوا‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬ثورة‮»‬‭ ‬زعماً‭ ‬وزوراً‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الخراب‭ ‬والدمار‭ ‬وسقوط‭ ‬للدول‭ ‬وتشريد‭ ‬للشعوب‭ ‬وتأخر‭ ‬عن‭ ‬ركب‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭.‬ الوعي‭ ‬بالتحديات‭ ‬هو‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬تحتاجه‭ ‬ولعل‭ ‬تأكيد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭ ‬الدائم‭ ‬والمستمر‭ ‬علي‭ ‬أهمية‭ ‬وحتمية‭ ‬بناء‭ ‬الوعي‭ ‬الحقيقي‭ ‬يجعلنا‭ ‬ندرك‭ ‬أنه‭ ‬قضية‭ ‬مصيرية‭ ‬وحتمية‭ ‬سواء‭ ‬للحماية‭ ‬أو‭ ‬البناء‭ ‬والإصلاح‭.‬ ونخلص‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬النقاط‭ ‬المهمة‭ ‬من‭ ‬مداخلة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭ ‬في‭ ‬الحلقة‭ ‬النقاشية‭ ‬خلال‭ ‬إطلاق‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

 

أولاً‭:‬‭ ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬أشد‭ ‬الحاجة‭ ‬إلي‭ ‬زيادة‭ ‬مواردها‭.. ‬وفي‭ ‬حاجة‭ ‬لتطوير‭ ‬أهم‭ ‬الخدمات‭ ‬مثل‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬إلي‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬إنفاقاً‭ ‬سنوياً‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬‮٦١‬‭ ‬تريليون‭ ‬جنيه‭ ‬مصري‭.. ‬وأنه‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬ضبط‭ ‬حالة‭ ‬التوازن‭ ‬من‭ ‬موارد‭ ‬الدولة‭ ‬والنمو‭ ‬السكاني‭ ‬حتي‭ ‬لا‭ ‬تتكرر‭ ‬سيناريوهات‭ ‬المعاناة‭ ‬والأزمات‭.‬

 

ثانياً‭:‬‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تسمح‭ ‬لجماعات‭ ‬إرهابية‭ ‬تجافي‭ ‬الدولة‭ ‬بإشاعة‭ ‬ثقافة‭ ‬التشكيك‭ ‬وعدم‭ ‬الثقة‭.. ‬وعدم‭ ‬السماح‭ ‬لوجودها‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬بالمجتمع‭.. ‬فالجميع‭ ‬يخضع‭ ‬لسلطة‭ ‬القانون‭ ‬بالدولة‭ ‬حتي‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬تزييف‭ ‬الوعي‭ ‬لدي‭ ‬الناس‭ ‬أو‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشروعات‭ ‬خبيثة‭ ‬وشيطانية‭ ‬تستهدف‭ ‬الإضرار‭ ‬بالدولة‭.

 

‬ ثالثاً‭: ‬أن‭ ‬لكل‭ ‬مجتمع‭ ‬ثقافته‭ ‬الخاصة‭.. ‬ومنظومة‭ ‬القيم‭ ‬شديدة‭ ‬الخصوصية‭.. ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬فرض‭ ‬ثقافات‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬إدراك‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يصلح‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬يصلح‭ ‬في‭ ‬الآخر‭.. ‬وأن‭ ‬محاولات‭ ‬فرض‭ ‬نوع‭ ‬أو‭ ‬نمط‭ ‬من‭ ‬الثقافات‭ ‬هو‭ ‬ديكتاتورية‭ ‬تناهض‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

 

رابعاً‭:‬‭ ‬إن‭ ‬المتشدقين‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬لا‭ ‬يقدمون‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬والمساعدة‭ ‬للشعوب‭ ‬الفقيرة‭.. ‬وساق‭ ‬الرئيس‭ ‬مثالاً‭ ‬واضحاً‭ ‬وهو‭ ‬رفض‭ ‬تمويل‭ ‬مشروعات‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬إفريقية‭ ‬فقيرة‭ ‬لتظل‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬والفقر‭ ‬والمرض‭ ‬والجهل‭ ‬فأين‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬يتاجرون‭ ‬بها؟‭!‬

 

خامساً‭: ‬إن‭ ‬اتجاه‭ ‬مصر‭ ‬إلي‭ ‬أعلي‭ ‬معايير‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بدأ‭ ‬مبكراً‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬‮٧‬‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬معركة‭ ‬التنمية‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬هي‭ ‬قناعة‭ ‬وإيمان‭ ‬مصري‭ ‬خالص‭ ‬يتواكب‭ ‬مع‭ ‬حركة‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬ذات‭ ‬الوتيرة‭ ‬العالية‭ ‬والمتسارعة‭.‬

 

سادساً‭:‬‭ ‬إن‭ ‬مبادرة‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬لكل‭ ‬المصريين‭ ‬التي‭ ‬أطلقت‭ ‬المشروع‭ ‬الأعظم‭ ‬والأهم‭ ‬تطوير‭ ‬وتنمية‭ ‬الريف‭ ‬المصري‭ ‬هو‭ ‬منتهي‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬لما‭ ‬يقرب‭ ‬من‮٠٦‬‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭ ‬مصري‭.‬

 

سابعاً‭: ‬إن‭ ‬الحماية‭ ‬المثالية‭ ‬لبقاء‭ ‬الدول‭ ‬وتقدمها‭ ‬يتجسد‭ ‬في‭ ‬أمرين‭ ‬مهمين‭ ‬للغاية‭ ‬هو‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬ثم‭ ‬بناء‭ ‬وعي‭ ‬حقيقي‭ ‬لوصول‭ ‬الدولة‭ ‬إلى ‬أعلى‭ ‬درجات‭ ‬الأمان‭ ‬والتقدم‭.‬

 تحيا مصر

 

الاكثر قراءة