بين وفاة «الدولة المصرية» .. إلى إعادتها إلى الحياة .. تكمن أسباب «السقوط» في يناير ١١٠٢.. وإعادة البعث في عهد السيسي.. لتصبح لدينا «خارطة طريق» وروشتة ومنهج لحماية أوطاننا.. وتأمين وتحقيق أحلام شعوبنا لنجد أن الوضع ينحصر في أمرين مهمين للغاية.. هو البناء المستمر.. والتنمية المستدامة من جهة.. وبناء الوعي الحقيقي بالتهديدات.. وأيضاً التحديات لإبطال مفعول مخططات قوي الشر ومحاولات «النخر» في العقول.
ما بين البناء بوتيرة عالية تسابق الزمن.. والتنمية المستدامة.. ثم بناء الوعى الحقيقى والشامل تتجسد ملامح خارطة السيسى لحماية الأوطان
من أعظم النعم التي تحظي بها الدولة المصرية خلال الـ ٧ سنوات الأخيرة والتي وفرت لها الحماية والبناء والرؤية العميقة الثاقبة أن وهبها الله رئيسًا علي درجة فائقة من الوعي والإلمام والفهم والتشخيص الدقيق للتحديات والتهديدات والمخاطر وأيضاً ما تحتاجه الدولة المصرية من إصلاح حقيقي؟! الحقيقة نتوقف كثيراً أمام أحاديث الرئيس وما تتضمنه من تشخيص دقيق ورؤي.. ويبهرني الرئيس السيسي بكافة التفاصيل الدقيقة عن الماضي بمعاناته وأزماته ومشاكله وغياب الرؤية وتقدير الموقف للتعامل معه وكيف أدي هذا التصحر في الخيال إلي تفاقم الأوضاع.. وكيف غابت الجرأة والشجاعة في مواجهة التحديات واتخاذ قرارات الإصلاح الحقيقي والشامل.
خضت معارك كثيرة علي مدار ٠١ سنوات.. فكنت ومازلت أعتبر أن ما حدث في ٥٢ يناير ١١٠٢ هو عمل تآمري استهدف إسقاط مصر وجري الإعداد له منذ عقود وتمت تهيئة المناخ والأجواء ببناء وعي مزيف وتجنيد أشخاص من الداخل ساعدت في تنفيذ المؤامرة خلال المعاناة والأزمات والفساد وغياب الدولة وانفصالها عن شعبها خاصة فئة الشباب.
أخطر ما واجه الدولة المصرية قبل ٥٢ يناير ١١٠٢ هو غياب الوعي الحقيقي الذي هو حماية للأوطان.. فلم تهتم الدولة المصرية بهذا الأمر.. وسمحت لجماعة الإخوان الإرهابية وباقي الجماعات الإرهابية والمتطرفة التي خرجت من رحمها أن تتحرك داخل المجتمع المصري لتنخر في جدرانه وأعمدته الأساسية وتعبث في عقله وتزيف وعيه.. بأفكار مسمومة ومريضة خلقت احتقاناً وفجوة عميقة بين الدولة وشعبها.
وأشاعت ثقافة التشكيك وعدم الثقة بين الناس. الدولة لم تلتفت إلي خطورة منهج وتحرك جماعة الإخوان الإرهابية في المجتمع سواء عن قصد أو بغير قصد لكنها في النهاية تركت لها مساحات أو فراغات لتتحرك فيها بحرية لتبث السموم وتزيف الوعي بضلالات وتشيع ثقافة التشكيك وعدم الثقة في الدولة والحكومة وتنخر في عقل المواطن المصري دون أن تكون للدولة في هذا الوقت وعلي مدار ٠٩ عاماً رؤية لمكافحة ودحر أفكار هذه الجماعة من خلال بناء وعي حقيقي يعتمد علي الفهم الكامل والالمام الشامل بالتحديات والتهديدات ولم تقدم لشعبها البديل الديني والفكر الصحيح.
بل ارتكبت الدولة أخطر من ذلك عندما تجاهلت تحركات وأنشطة الجماعة أو التنظيم الإرهابي ليتحرك بحرية داخل المجتمع المصري وأحياناً يقوم بدور الدولة من خلال استقطاب الفئات الفقيرة بالزيت والسكر والعلاج في المستوصفات والعيادات الإخوانية وتركت طلاب الجامعات خاصة ابناء الريف والبسطاء فريسة في أيدي الإخوان المجرمين يقدمون لهم الدعم ومساكن ومذكرات من أجل توظيفهم لأغراض سياسية تآمرية بحتة.
هذا الاستقطاب هو ما تجلي في ٥٢ يناير ١١٠٢ وكاد يهوي بالدولة المصرية إلى الانزلاق في المجهول والسقوط والضياع.. فأصبحت الدولة كما أكد الرئيس أشلاء وشبه دولة أو كما أشار الرئيس أمس الأول إلي أن ٥٢ يناير هي إعلان لوفاة الدولة المصرية سواء من خلال غياب الوعي أو إحداث فجوة عميقة بين موارد وقدرة الدولة علي تلبية احتياجاتهم في ظل زيادة سكانية رهيبة من ٠٨ مليونًا إلي ٠٩ مليونًا.. ولم يكن الأمر من ٠٢ إلي ٠٣ مليون مواطن.. لكان الأمر أكثر سهولة.
إذن تفاقم الأزمات والمشاكل وسوء الحياة وانتشار الفساد والفئوية ووجود جماعة إرهابية شديدة التطرف والخصومة مع الدولة.. ولا تعترف بالوطنية أو الوطن أو المواطنة وتسميم الوعي المصري والنخر في العقول وصولاً إلي أكبر عملية تزييف في تاريخ مصر كل ذلك أهم أسباب إعلان وفاة الدولة المصرية في يناير ١١٠٢.
إن اتحاد غياب الوعي.. وتفاقم الأزمات والمشاكل وتدني الخدمات وعدم قدرة الدولة علي الوفاء بمطالب شعبها.. هو أخطر عدو للأوطان وجري تنفيذ ذلك بغباء من القائمين علي الدولة آنذاك.. وأيضاً غياب الوعي الحقيقي بفعل جماعة إرهابية مرتبطة بالخارج ولها مشروعها الخبيث الذي استهدف إضعاف وإسقاط الدولة المصرية.. لتسيطر علي مفاصل الدولة. في المقابل فإن انتعاش الوعي لدي المصريين.. عندما تمكن الإخوان من حكم مصر.. واسترداد الشعب لحالة الفهم وحقيقة هذا التنظيم الإرهابي والفشل العميق في عدم تحقيق تطلعات المصريين.. هو ما أدي إلي سقوط حكم الإخوان المجرمين وفشل مشروعهم.. وعزلهم وطردهم بإرادة المصريين.
الرئيس عبدالفتاح السيسي وضع يده بالأمس.. ومن قبلها مرات ومرات علي أسباب وفاة الدولة المصرية في يناير ١١٠٢.. وأيضاً سبب عودة الدولة المصرية وإعادة البعث لها وإحيائها.. فالرئيس أشار إلي سببين مهمين لوفاة الدولة المصرية هما فشل الدولة في تلبية مطالب واحتياجات شعبها في ظل عدد سكانها.. وسوء الخدمات وانتشار الأزمات.. وأيضاً غياب الوعي الحقيقي ووجود وعي مزيف من خلال جماعة إرهابية نخرت في عقل المواطن والإنسان المصري والرئيس أيضاً حدد كيف واجهت الدولة المصرية «مصر ـ السيسي» هذه القلة والمرض الخطير من خلال أمرين مهمين.
الأول: من خلال أكبر عملية تنمية في تاريخ مصر وحركة تنمية عالية وبوتيرة متسارعة تسابق الزمن لعلاج أزمات وكوارث ومشاكل العقود الماضية المزمنة.. وهو ما أدي إلي تلبية جزء كبير من مطالب واحتياجات الشعب.. وارتفاع درجة ثقتهم في مشروع البناء المصري.. والتفافهم حول قيادتهم السياسية.
الأمر الثاني والمهم.. هو بناء وعي حقيقي خلال الـ ٧ سنوات الأخيرة ليس فقط بالتهديدات والمخططات الخارجية ولكن أيضاً بحقيقة وأصل وتفاصيل تحدياتنا الداخلية وما يواجهنا من أزمات وعدم القدرة.. وما يستوجبه ذلك من عملية إصلاح صعبة له من التداعيات التي لابد أن يتحملها المواطن برضا من أجل تحقيق آماله وطموحاته وهو ما تحقق بالفعل وأصبح الشعب المصري علي قناعة ويقين بأن رؤية الرئيس السيسي هي المسار الصحيح والسليم والأمثل لتحقيق الحياة الكريمة بعد نجاح الإصلاح الاقتصادي.
نعم وبكل ثقة كانت أحداث يناير ١١٠٢ مؤامرة.. وشهادة وفاة للدولة المصرية.. ولم ولن أغير رأيى علي الإطلاق.. وقلت هل محاولة اقتحام وزارة الدفاع ثورة بيضاء؟ وهل حجم الحرق والتدمير والتخريب واقتحام مراكز الشرطة ومحاولة تدميرها ثورة بيضاء؟ هل إيقاف حركة الحياة والإنتاج والدعوات للعصيان ثورة بيضاء؟ هل التخابر والعمالة وتنفيذ أجندات أعداء مصر ثورة بيضاء؟ وهل التمويل الأجنبي لعمليات الخراب والتدمير والحرق.
والإرهاب ثورة بيضاء؟ هل محاولات استقطاع سيناء وفصلها عن الجسد المصري سواء بالعمليات الإرهابية والتفجيرات أو الدعوات عبر مقالات خبيثة ثورة بيضاء؟ هل تدمير مصر إقليمياً ودولياً والتحالف مع الطامعين والموهومين ورعاة مشروع الشرق الأوسط الجديد ثورة بيضاء؟ البعض وأسمح لنفسي أن أطلق عليهم أنقياء.. لا يرون إلا رحيل مبارك وهذا الشق الظاهر لما أسموه زوراً ثورة.. لكنها المضمون الحقيقي لما حدث أنه مؤامرة شيطانية متكاملة علي مصر سمحت الظروف والمناخ والأسباب وأبرزها غياب الوعي الحقيقي بنفاذها لكن بفضل الله ثم شرفاء الوطن وعلي رأسهم جيش مصر العظيم لم تحقق أهدافها في مصر. قلت ومازلت أكرر أن بناء الوعي الحقيقي هو التحدي الأعظم.. والمطلب الأهم لحماية مصر من قوي الشر وأعدائها.. وأن الدولة كما هي الآن لابد أن تكون حاضرة ومتوهجة ومتواجدة في كل متر علي أرضها وعدم وجود جماعات موازية أو تنظيمات تناهض الدولة.
في اعتقادي أن حضور دولة «مصر ـ السيسي» بين شعبها هو أمر غير مسبوق.. فالمصريون يحظون جميعاً بالاهتمام والرعاية.. والدولة تشملهم جميعاً بعوائد النمو والتنمية المستدامة وسلطة القانون تنفذ علي الجميع.. ولا مجال لفساد أو فاسد.. فإذا كنا نتحدث عن دولة حقيقية.. فلنري مشروع حياة كريمة ممثلاً في تطوير وتنمية الريف المصري ودولة حقيقية تواجه تحدياتها وأزماتها بالبناء والعمل والتنمية ولديها مشروع وطني يحمل رؤية عبقرية للتقدم ولكن لا يحدث ذلك إلا من خلال وعي حقيقي لدي هذا الشعب.
إن الوعي الحقيقي هو إكسير الحياة للأوطان.. وصمام أمان حماية الدول.. ولو كان هناك وعي حقيقي لدي الشعوب خلال ما أطلقوا عليه «ثورة» زعماً وزوراً ما حدث كل هذا الخراب والدمار وسقوط للدول وتشريد للشعوب وتأخر عن ركب البناء والتنمية. الوعي بالتحديات هو أهم ما تحتاجه ولعل تأكيد الرئيس السيسي الدائم والمستمر علي أهمية وحتمية بناء الوعي الحقيقي يجعلنا ندرك أنه قضية مصيرية وحتمية سواء للحماية أو البناء والإصلاح. ونخلص بالعديد من النقاط المهمة من مداخلة الرئيس السيسي في الحلقة النقاشية خلال إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.
أولاً: إن مصر في أشد الحاجة إلي زيادة مواردها.. وفي حاجة لتطوير أهم الخدمات مثل الصحة والتعليم وحقوق الإنسان إلي تريليون دولار إنفاقاً سنوياً أي ما يعادل ٦١ تريليون جنيه مصري.. وأنه لابد من ضبط حالة التوازن من موارد الدولة والنمو السكاني حتي لا تتكرر سيناريوهات المعاناة والأزمات.
ثانياً: لا يجب أن تسمح لجماعات إرهابية تجافي الدولة بإشاعة ثقافة التشكيك وعدم الثقة.. وعدم السماح لوجودها في الأصل بالمجتمع.. فالجميع يخضع لسلطة القانون بالدولة حتي لا يتم تزييف الوعي لدي الناس أو تنفيذ مشروعات خبيثة وشيطانية تستهدف الإضرار بالدولة.
ثالثاً: أن لكل مجتمع ثقافته الخاصة.. ومنظومة القيم شديدة الخصوصية.. فلا يمكن فرض ثقافات من الخارج ولابد من إدراك أن ما يصلح في مجتمع ربما لا يصلح في الآخر.. وأن محاولات فرض نوع أو نمط من الثقافات هو ديكتاتورية تناهض حقوق الإنسان.
رابعاً: إن المتشدقين بحقوق الإنسان لا يقدمون يد العون والمساعدة للشعوب الفقيرة.. وساق الرئيس مثالاً واضحاً وهو رفض تمويل مشروعات التنمية في دول إفريقية فقيرة لتظل تعاني من الأزمات والفقر والمرض والجهل فأين حقوق الإنسان التي يتاجرون بها؟!
خامساً: إن اتجاه مصر إلي أعلي معايير حقوق الإنسان بدأ مبكراً قبل أكثر من ٧ سنوات من خلال معركة التنمية لذلك فإن الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان هي قناعة وإيمان مصري خالص يتواكب مع حركة البناء والتنمية ذات الوتيرة العالية والمتسارعة.
سادساً: إن مبادرة حياة كريمة لكل المصريين التي أطلقت المشروع الأعظم والأهم تطوير وتنمية الريف المصري هو منتهي حقوق الإنسان لما يقرب من٠٦ مليون مواطن مصري.
سابعاً: إن الحماية المثالية لبقاء الدول وتقدمها يتجسد في أمرين مهمين للغاية هو البناء والتنمية ثم بناء وعي حقيقي لوصول الدولة إلى أعلى درجات الأمان والتقدم.
تحيا مصر