أشاد عادل بن عبدالرحمن العسومي، رئيس البرلمان العربي، اليوم، بالدور الكبير الذي تقوم به مصر لتعزيز الحوار بين الأديان والتعايش السلمي، والذي تُوِج مؤخراً بإنشاء المركز الدولي لحوار الأديان والثقافات «سلام» بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
جاء ذلك في كلمته اليوم أمام الحلقة النقاشية رفيعة المستوى التي ينظمها المجلس العالمي للتسامح والسلام حول دور البرلمانيين في تعزيز الحوار بين الأديان بإيطاليا بحضور أحمد الجروان رئيس المجلس العالمي للتسامح .
وأكد «العسومي» أهمية تعزيز الحوار بين الأديان، منوها بالدور الذي يمكن أن يقوم به البرلمانيون في هذا الشأن، وهو ما يؤكد المسئولية الكبيرة والرسالة الإنسانية النبيلة التي نحن بصددها من أجل ابتكار آليات جديدة لتعزيز الحوار بين الأديان، كمفهوم وممارسة.
وقال رئيس البرلمان العربي، إن إعلاء قيمة الحوار هو مطلبٌ أكدت عليه جميعُ الشرائع السماوية، وجميعُ الحضارات والثقافات، لدوره المباشر في تحقيق الأمن المجتمعي والسلام العالمي.
وأضاف «العسومي» إننا جميعاً شركاء في إنسانية واحدة ساهمت في بنائها كل شعوب العالم، وهو ما يتطلب العمل سوياً من أجل ترسيخ ثقافة الحوار البنَّاء،الذي يهدف إلى التفاهم والتلاقي على مساحات مشتركة وأهداف إنسانية عامة، لا تمييز فيها على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو العرق.
وأكد «العسومي»، أن البرلمان العربي يولي أهمية كبيرة لتعزيز الحوار بين الأديان، ويعتبره المدخل الصحيح لتقريب وجهات النظر وتعزيز العلاقات فيما بين الشعوب، موضحا أنه لا تقف رؤيتنا لمبدأ الحوار بين الأديان عند حدود نبذ العنف والتعصب والكراهية والتطرف فقط، ولكنها تنطلق إلى أبعد من ذلك، وتقوم على ضرورة التوظيف الأمثل والاستثمار الجيد للحوار بين الأديان والثقافات المختلفة،ليكون أداة فعالة في مواجهة مشكلات عديدة مستعصية تواجه عالمنا المعاصر،لا يمكن حلها إلا بالحوار والتفاهم المشترك.
وشدد رئيس البرلمان العربي، أنه انطلاقاً من الأهمية الكبيرة التي يوليها البرلمان العربي لهذا الموضوع الحيوي، فإنني أطرح مبادرتين، من أجل تعزيز دور البرلمانيين في ترسيخ الحوار بين الأديان:
المبادرة الأولى: هي إعداد «دليل البرلمانيين لتعزيز الحوار بين الأديان»، بحيث يتضمن هذا الدليل أفضل التشريعات والممارسات الوطنية والإقليمية والدولية، التي تشجع على الحوار بين الأديان وترسخ التعايش بين الثقافات المختلفة، لكي يُشكل هذا الدليل البرلماني الشامل منطلقاً لتأسيس منظومة تشريعية متطورة تساهم في تعزيز الحوار بين الأديان.
المبادرة الثانية: وهي في الحقيقة ولدت من رحِم النقاشات البنّاءة التي أجريناها منذ أيام قليلة خلال زيارتنا الهامة إلى مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، بفيينا، وتتمثل هذه المبادرة في «إنشاء منصة برلمانية عالمية للحوار بين الأديان»، بحيث تتضمن برامج وأنشطة لتأهيل وبناء قدرات البرلمانيين في تعزيز الحوار بين الأديان، وتبادل أفضل الخبرات والممارسات في هذا الشأن.