يعاني سوق التمر هذا العام، من حالة ركود لم يسبق لها مثيل؛ بسبب الارتفاع المبالغ فيه لأسعار البيع، وهو ما جعلهم يصفون نتائج البيع هذا الموسم، بأنها «بلح».
ورغم أن البلح يعد أحد الضيوف الرئيسيين على موائد المصريين في رمضان، فإن تجاوز سعر الكيلوجرام من أردأ أنواعه حاجز الـ30 جنيها، جعل المبيعات تنخفض إلى قرب الصفر في أيام كثيرة، ما دفع التجار للصراخ لعلهم يجدون من يسمعهم، ويعينهم على مواجهة تلك الأزمة الطاحنة.
الكيلو بـ30 جنيها
إلى جانب سور مسجد السيدة زينب، أحد أشهر الأماكن الرمضانية في مصر، نصبت «أم رحمة» سرادقا كبيرا لعرض مبيعاتها من التمر، والياميش، والمكسرات بمختلف أنواعها، إلا أنها لم تجد المردود المعتاد من الزبائن، بسبب وصول أسعار أصناف التمر التي يقبل عليها المستهلكون إلى 30 جنيها للكيلوجرام.
وتقول لـ«الهلال اليوم»: «منذ عشر سنوات، وأنا أعمل في موسم رمضان؛ ببيع الياميش والبلح، لكن هذا العام مختلف عما سبق فالمعتاد أنه قبل رمضان بعشرين يوما على الأقل يتوافد المشترون، وتنفد البضائع المعروضة، لكن هذا العام انتهى والنتيجة لا شيء أو بلح كما يقولون هذه الأيام.
وأرجعت «أم رحمة»، غلاء الأسعار إلى تأثر البلح بارتفاع أسعار الوقود، وتبعات تعويم الجنيه، أمام الدولار، وارتفاع الجمارك على المنتجات المستوردة، في ظل استيراد أغلب الكميات التي يحتاجها السوق، من الياميش والمكسرات، وهو ما تأثر به التمر أيضا.
وأضافت: «حتى التمر المحلي الذي نشتريه من أسوان، يتجاوز سعره لدى المزارعين 15 جنيها، فإذا أضفنا تكاليف النقل، يتضاعف الثمن»، موضحة أن الباعة الآن باتوا يخفضون الكميات التي يشترونها خشية ألا تباع.
التصدير والتخزين
ويقول السيد يحيى، أحد أقدم بائعي التمر بالسيدة زينب، إن أسعار هذا العام أغلى من السنوات الماضية، مرجعا السبب إلى تصدير كميات كبيرة من التمر المصري، فضلا عن ارتفاع تكلفة تخزينه؛ لأن موسمه أصبح يأتي بعد شهر رمضان، ما يجعل التجار يخزنوه للاحتفاظ به لرمضان التالي.
وأضاف لـ«الهلال اليوم»، أن تكلفة النقل ارتفعت؛ بسبب زيادة أسعار البنزين،وهو ما أثر بالطبع على الثمن.
وحول الأسعار أوضح يحيى أنها تبدأ من 17 جنيها، للنوع الذي كان يبيعه العام الماضي بـ10 جنيهات، بينما تتدرج باقي الأنواع صعودا حتى 30 جنيها، بحسب الحجم.
أسعار مقبولة
في المقابل يرى محمد محمود، بائع فاكهة يتخصص خلال موسم رمضان، في بيع الياميش، والبلح، أن الأسعار بشكل عام مقبولة، وتبدأ من 11 جنيها لما وصفه بالبلح الشعبي، وترتفع حتى 25 جنيها، بحسب الحجم، مشيرا إلى أن الارتفاع في الأسعار ليس كبيرا.
واتفقت مع الرأي السابق «أم علي»، التي تعمل في موسم الياميش، معربة عن أملها في أن يتحسن الإقبال على التمر خلال الأيام الأولى من شهر رمضان.
أنواع العام الحالي
وتنتشر بالأسواق هذا العام أنواع مختلفة من التمر، منها: سكوتي، وشامية بيضا، وملكبي، وهي أنواعا أسوانية،