يعتبر شهر رمضان من المناسبات المهمة، ذات القيمة الرفيعة لدى المسلمين في البرازيل.
ويعلن مسلمو البرازيل قدوم الشهر، وفق تقويم مكة المكرمة، إلا أن البعض قد يختار دولة آخر ليصوم على أساس رؤيتها للهلال، وتعلن جميع المحطات الإعلامية البرازيلية المقروءة، والمسموعة، والمرئية، خبر حلول شهر رمضان الكريم مهنئة المسلمين.
وتختلف عادات المسلمين في الشهر الكريم، عنها في باقي أيام السنة، فالسيدات المسلمات يرتدين الحجاب، حتى ولو كن لا يرتدينه في الأيام العادية، ومنهن من تستمر في ارتدائه بعد انتهاء الشهر؛ تأثرًا بالدفعة الروحانية التي حصلت عليها خلال الشهر.
ومن عادات المسلمين قبل الإفطار، في البرازيل، التزاحم أمام محلات الحلويات اللبنانية، والسورية، القريبة من المساجد، كما يغلب الطابع الشامي على موائد الإفطار في شهر رمضان، بالنظر إلى غلبة أعداد المهاجرين السوريين واللبنانيين، بين الأوساطِ الإسلامية في البرازيل.
وهناك ميزة في مسألة الإفطار بالبرازيل، إذ تعتبر برامج الإفطار الجماعية، والأسرية من أهم ما يُميز السلوك العام للأسر المسلمة البرازيلية في هذا الشهر الكريم، تعبيرا عن التكافل الإسلامي.
وبرامج الإفطار الجماعي، إما أن تكون برعاية مؤسسة خيرية، تحرص على تقديم الطعام المجاني للفقراء، أو الذين يسكنون في مناطق بعيدة عن المساجد، ويتعذر عليهم الإفطار في بيوتهم مع أسرهم، وإما من محسنين أغنياء.
ويتوجه الرجال والصبية، وبعض النساء بعد الإفطار لأداء صلاة المغرب، وقد يتناول البعض الفطور في المساجد، ويهتم المسلمون البرازيليون بأداءِ صلاة التراويح؛ باعتبارها المنسك البارز في شهر رمضان.
ومن أبرز المساجد في البرازيل مسجد: عمر بن الخطاب، في مدينة فوز دي كواسو، ومسجد أبي بكر الصديق بضاحية ساوبرناندرد دي كاميو، وهي الضاحية التي يعتبرها البعض عاصمةَ المسلمين في البرازيل؛ لانتشار المراكز الإسلامية بها.
وفي شهر رمضان يحرص المسلمون على قراءة القرآن الكريم، وتعليمه لأبنائهم؛ حرصًا على هويتهم الإسلامية في تلك البلاد غير الإسلامية، كما تنظَّم المسابقات الثقافية ومسابقات حفظ القرآن الكريم طوال الشهر.
وهناك بعض المشكلات التي قد تعوق أداء المسلمين لشعائرهم، وفي مقدمتها عدم رفع الآذان من المساجد، كما أن هناك مشكلة اللغة والتي تعوق تعلم المسلمين من المواليد الجدد للمسلمين، أو الوافدين حديثا، أمور الدين؛ إذ إنهم لا يجيدون اللغة العربية، وهو ما يحاول المسلمون هناك التغلب عليه، بتحضير الأشرطة الدينية باللغتين العربية والبرتغالية، اللغة الرسمية في البرازيل.
ويهتم المسلمون في البرازيل بمشاهدة البرامج الدينية، على القنوات العربية التي يصل بثُّها إليهم.