لقد نوع الله -تعالى- في خلق الكائنات الحية على سطح الأرض، وميز كل كائن حي بسمات وقدرات معينة؛ لتتواكب مع الحياة وتستطيع العيش لتلبية احتياجاتها وحماية نفسها من الأخطار، ومن هذه الكائنات الحية المميزة النمل، حيث يعتبر النمل من أكثر الحشرات المنتشرة، فقد خلق الله تسعة آلاف نوع من النمل، وقد ميز الله -تعالى- النمل بالصبر في حياتها والنظام والدقة.
تكريم الله للنمل كما ورد في القرآن الكريم:
- استدل بعض العلماء إلى النهي عن قتل النمل من خلال تفسير الآية الكريمة في سورة النمل «حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ»، فالمقصود من كلمة «لا يشعرون» تدل على أن الإنسان قد يقتل النمل من دون قصد منه.
لقد ميز الله النمل بالعديد من المميزات التي تساعدها في التعايش في هذه البيئة، ومن هذه المميزات ما يأتي:
- يتكون الجهاز الهضمي الخاص بالنمل من جهاز ضخ، وجهاز مص، ومعدة، وأمعاء، ومريء.
- تقسيم مجتمع النمل إلى أقسامٍ مختلفة فالملكة مهمتها وضع البيوض، والنملات العاملات تقوم برعاية الصغار وتنظيف البيت والممرات، ودفن النمل الموتى وتزويد الملكة بالغذاء، بينما هناك مجموعة من النمل تقوم بمهمة الحراسة والحماية والاستكشاف، وذلك ما أشارت إليه الآية السابقة حيث إن النملة عندما شعرت بوجود جيش سليمان أعطت أوامرها لبقية النمل بالاختباء في بيوتها.
- لدى النمل لغة خاصة بهم يستخدموها أثناء حديثهم مع بعضهم البعض، حيث قال الله -تعالى- في سورة الأنعام « وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ »، ومن ذلك نفهم أن اللغة التي تكون بين النمل لا يفهمها إلا مجتمع النمل؛ حيث إنها تصدر مواد كيميائية خاصةً لكل ظرف من الظروف وبقية النمل يفهمون من خلال شم هذه المادة، كما أن لها قرون استشعار تتركز فيها معظم الحواس على الرغم من انتشارها في جميع أنحاء جسمها.