الأربعاء 15 مايو 2024

الطيور البحرية في المحيط الأطلسي مُعرضة للجوع بسبب كارثة طبيعية

البفن أحد الطيور البحرية

عرب وعالم15-9-2021 | 23:34

داليا شافعي

ذكرت دراسة جديدة أن آلاف الطيور البحرية التي تجتاح سواحل المحيط الأطلسي كل عام كان من الممكن أن تتضور جوعًا حتى الموت بسبب الأعاصير التي تثير موجات تشبه حركة الغسالات، حيث حذر الخبراء من أن هذه الظاهرة يمكن أن تتفاقم مع تغير المناخ.

وأوردت "وكالة الأنباء الفرنسية" أن طيور البفن والأوك والغيلموت - وهي طيور صغيرة شديدة التحمل وتعشش في القطب الشمالي - تتجه جنوبًا كل عام إلى جزر أكثر ضيقًا ولكنها منعزلة قبالة نيوفاوندلاند أو أيسلندا أو النرويج.

ولكن عثر العلماء على العديد ممن جرفتهم الأمواج على الشواطئ في حالات موت جماعي حيث يعتقد العلماء الآن أنها ناجمة عن الأعاصير الشتوية العنيفة التي تمنعهم من التغذية.

فيما قال ديفيد جريميليت من معهد الأبحاث الفرنسي الذي نسق الدراسة التي نشرت يوم الثلاثاء في علم الأحياء لوكالة فرانس بريس :"تخيل هبوب الرياح بسرعة 120 كيلومترًا في الساعة (75 ميلًا في الساعة)، وموجات ارتفاعها 8 أمتار (26 قدمًا) واضطراب في المياه يزعج العوالق وأسراب الأسماك التي تتغذى عليها الطيور. إنهم عالقون في غسالة كبيرة".

وتشير الدراسة إلى أن الطيور تصبح غير قادر على الطيران بعيدًا عن العواصف، ومن المحتمل أن الطيور لا تستطيع الغوص في البحر لتتغذى، أو ربما تكون غير قادرة على رؤية فرائسها في المياه المضطربة. ومع وجود احتياطيات صغيرة من الدهون في جسم الطيور الصغيرة، يمكن أن يموت الأوك إذا استمر لمدة 48 ساعة دون تناول الطعام.

وقال جريميليت إن العلماء اشتبهوا في أن العواصف هي المسؤولة عن قتل الطيور، مُضيفًا: "لكن ما لم نكن نعرفه هو أين وكيف".

ولمعرفة ذلك، قرر فريق بحث دولي تتبع الطيور من 39 مستعمرة مختلفة في شمال المحيط الأطلسي، والتركيز على خمسة أنواع، حيث جهزوا أكثر من 1500 طائر البفن والأوك وطيور النورس ونوعين من الغلموت بأجهزة استشعار للمواقع.

وثُبِتت المستشعرات على أقدام الحيوانات في مواقع التعشيش الصيفية المختلفة، ثم تتبعت هجرة الطيور الشتوية.

ومن خلال النظر في بيانات حركة الطيور على مدار عقد تقريبًا ومقارنتها بأنماط الطقس الشتوي، تمكن العلماء من تحديد مكان اصطدام الطيور بالأعاصير.

وقال غريميليت إن التفسير الأكثر ترجيحًا يبقى "أن الأحوال الجوية مروعة لدرجة أن الطيور لا تستطيع الحصول على طعامها".

فيما قال المؤلف الرئيسي للدراسة مانون كليربو من جامعة مونبلييه، إنه عندما جرفت المياه عشرات الآلاف من طيور البفن والغلموت الميتة على الشواطئ الفرنسية في عام 2014، كانت أجسادهم هزيلة بشكل خاص.

وانخفض عدد هذه الطيور في جميع أنحاء العالم بمقدار النصف منذ السبعينيات بسبب فقدان الملاذات والتلوث والمنافسة مع الصيادين والصيد العرضي من بين التهديدات الرئيسية.

وقال غريميليت إن الأعاصير، التي من المتوقع أن تزداد "وتيرتها وشدتها" مع تغير المناخ، يمكن أن تصبح تهديدًا أكبر.

وقال كليربوكس "من المهم أن نفهم المخاطر التي تهددهم".

Dr.Radwa
Egypt Air