اعتبر مارتن كوبلر المبعوث الدولي للأمم المتحدة إلى ليبيا في حديث مع "DW" أنه كان ثمة أمل خلال أيام الثورة في ليبيا، لكن المجتمع الدولي ارتكب خطأ بانسحابه من هذا البلد والقول لشعبه "أقيموا ثورتكم لوحدكم".
وانتقد المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلرالمجتمع الدولي لرفعه يده عن ليبيا، جاء ذلك في حواره مع مضيفه ميشائيل فريدمان لبرنامج "كونفلكت زون" لتليفزيون DW بالإنجليزية.
وبيّن كوبلر أنّه لا يصنف ليبيا كدولة فاشلة معتبرا أن لا وجه للمقارنة بين البلد وبين سوريا، لأن ليبيا لم تنزلق بالكامل إلى دوامة الفوضى.
ومضى كوبلر إلى القول: «نعم هناك حكومات متنافسة وتنتشر الجريمة، وليس في البلد سلطة مركزية، كما في البلدان الأخرى، لكنّ الصراع حتى الآن أمكن احتواؤه، إلا أني لا أودّ أن أقلل من شأن المشكلات».
ولهذا نحن موجودون هناك ونعمل باتجاه تحقيق الأفضل وبيّن المبعوث الأممي أنّ الحكومة والمؤسسات الليبية تفتقد إلى الشرعية، كاشفاً أن المنظمة الدولية ما برحت تدعم تلك الحكومة لغياب البدائل.
وكشف المبعوث الأممي كوبلر أن المؤسسات القوية تلاشت تحت سلطة العقيد الليبي القذافي الدكتاتورية، التي امتدت لأكثر من 4 عقود، لذا فإنّ بناء مؤسات قوية وطرد الميلشيات من ليبيا سيأخذ بعض الوقت، رافضا تحديد المدة حسب تقديره.
وعلّق كوبلر على قضية الاتجار بالبشر التي شاعت في أوساط المهاجرين غير القانونيين والباحثين عن اللجوء إلى أوروبا بالقول: إنها مشكلة مروّعة ومأساة إنسانية كبرى، وحلها يكمن في تطبيق اتفاقية بشأنها، علاوة على ضرورة توحيد الهياكل الأمنية، وإعادة سلطة الدولة.
وتشهد ليبيا انفلاتا أمنيا منذ الإطاحة بالعقيد الليبي معمر القذافي وقتله في 2011، إضافة إلى تنازع ثلاث حكومات على إدارتها: حكومة الوفاق والحكومة المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب المنتخب وحكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته.