تعتبر قصة يوسف من القصص القرآنية الرائعة التي تعلمنا عدم اليأس من روح الله، فقد كان يوسف -عليه السلام- من أحب الأبناء لقلب أبيه؛ ولذلك كان أخوته يحسدونه على ذلك الحب، وأشعلت الغيرة قلوبهم، فقد جاء لسيدنا يوسف -عليه السلام- رؤيه في منامه عبارة عن الشمس والقمر وأحد عشر كوكبًا كانوا ساجدين لسيدنا يوسف؛ فأمره سيدنا يعقوب بألا يخبر أحد من إخوته بما رأه في منامه.
موقع بئر يوسف:
لقد كثرت الروايات حول مكان البئر الذي ألقى فيه يوسف، فمنهم من يرى أن هذا البئر هو بئر بيت المقدس، وقيل إنه في طبريَّا، وقيل إنه يقع بأرض الأردن، وتقول بعض الرِوايات إنه يقع بين أرض مدين وأرض مصر، ويقال إن الجب الذي أُلقي فيه يوسف -عليه السلام- يبعد بمقدار ثلاثة فراسخ عن بيت أبيه يعقوب -عليه السلام-، والذي يقع بأرض كنعان في نواح من الأردن، في حين يرجِّح بعض العلماء أن هذا البئر هو الذي يقع في قرية صفد في فلسطين والتي تشتهر باسم بئر يوسف.
قصة إلقاء يوسف عليه السلام في البئر:
كما ذكرنا سابقًا أن سيدنا يوسف كان يحظى على مكانه كبيرة من الحب في قلب أبيه؛ وقد يرجع السبب في ذلك بأن يوسف وأخ له يدعى بنيامين من زوجة يعقوب التي تسمى راحيل، وقد تزوجها يعقوب بعد موت أختها، وكان له منها مجموعة من الأولاد، فاشتغلت الغيرة في قلب الأبناء وشعروا بتفضيل أبيهم لسيدنا يوسف، حيث قال الله -تعالى-: «إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِين».
فاجتمع أخوة يوسف على التخلص منه وابعاده عن أبيهم، فقرروا رميه في في قاع بئرٍ دون قتله معتقدين أن أحد العابرين من الممكن رؤيته وأخذه معهم، وبذلك يكونوا قد تخلصوا من غيرتهم، فبدأت بتنفيذ خطتهم بأنهم طلبوا من أبيهم أن يأخذوا يوسف معهم من أجل أن يلعبوا، ولكن في بداية الأمر رفض الأب خوفًا من أن ينشغلوا عنه ويأكله الذئب، لكنَّهم وعدوه بالمحافظة عليه، وعندما وصلوا إلى البئر ألقوا يوسف في البئر، ورجعوا إلى أبيهم مدعين أنهم حزنه على أكل الذئب ليوسف ولكن لم يصدقهم أبيهم وفوض أمره لله.
كيف خرج يوسف -عليه السلام - من البئر
مرت أيام وظل سيدنا يوسف -عليه السلام- في البئر، وفي نفس الوقت كان أخوته يترددون على البئر الذين ألقوا فيه يوسف من وقت لأخر، وفي مرة من المرات مرت قافلة قادمة من أرض مدين في طريقها إلى مصر، فأرسلوا واحداً منهم ليجلب لهم الماء من البئر، وما أن رمى دلوه بالبئر تعلق فيه يوسف -عليه السلام- وخرج، ففرح الرجل وصاح مستبشراً برؤية الغلام، قال الله -تعالى-: «وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَىٰ دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَىٰ هَٰذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً».